طوفان الإعلانات - كمال رمزي - بوابة الشروق
الجمعة 17 مايو 2024 5:45 ص القاهرة القاهرة 24°

احدث مقالات الكاتب

شارك برأيك

هل تؤيد دعوات مقاطعة بعض المطاعم التي ثبت دعمها لجنود الاحتلال؟

طوفان الإعلانات

نشر فى : السبت 4 أبريل 2009 - 10:32 ص | آخر تحديث : السبت 4 أبريل 2009 - 10:32 ص

 منذ أكثر من ثلاثة عقود بدأت المسألة على استحياء، مجرد إعلان لطيف، قصير، عن مسحوق تنظيف، يعرض قبل حلقات مسلسل الساعة الثامنة، ثم تسلل إلى الشاشة الصغيرة قط يشبه قطط والت ديزنى، يفتح باب شقته فى صمت لأنه عاد متأخرا، أطباق تقذف نحو رأسه، ومع ارتطام الأطباق التى لا تنكسر على رأسه يأتى الصوت الناعم لعبد العزيز محمود وهو يغنى بدلا من الطبق قائلا: «أنا المينامين.. أنا جامد ومتين».

تكاثرت الإعلانات، تعددت وتنوعت أشكالها، بعضها اعتمد على ممثل كوميدى مثل حسن عابدين الذى أعلن عن مشروب غازى، وقطاع منها يتخذ من راقصات الفنون الشعبية مادة لترويج مشروب آخر، اختفى كما انقرض «المينامين»، تغنى فيه بنات مسرسعات يقلن «الليمونته.. فى كل حتة» لكن الأهم أن هذه الإعلانات كلها، تتوالى خارج زمن البرامج، وحين زادت، جرى تجميعها فى أوقات محددة، وفى لمسة ذوق من إدارة التليفزيون تعمدت أن تكتب قبل عرض الإعلانات كلمتى «فقرة إعلانية» هكذا.. كما لو أنها تستأذن المشاهد.

لاحقا، تسربت الإعلانات إلى المنطقة الكائنة بين عناوين حلقات المسلسل والمسلسل نفسه، وحينها ثار الكثير من النقاد والمخرجين والممثلين، وقالوا: كيف يحدث هذا، إن أغنية المقدمة واللقطات المصاحبة لها جزء لا يتجزأ من العمل الفنى، ليس من المعقول أو المقبول فصله عن بقية الحلقة، ووعد بعض المسئولين بتصحيح الوضع.

لم يصحح الوضع، بل حققت الإعلانات نصرا جديدا، اقتحمت قلب المسلسلات والبرامج، فعند منتصف الحلقة أو البرنامج، تدخل الإعلانات التى لم تكتف بهذا النصر، بل واصلت اجتياحها لتعصف بما يقدم، سواء عند كل ثلث أو ربع الساعة، وتصل إلى حد لا يطاق حين يكون العمل مهما ومثيرا ويستحق الانتباه، مثلما حدث مع مسلسل يحيى الفخرانى الأخير على سبيل المثال، فالإعلانات أخذت تنهمر بلا ضوابط وعلى نحو حوّل العمل إلى مسخ، مما يكاد يحيى الفخرانى يجهش بالبكاء، حتى تفاجأ بفلاحة تمسك بعلبة سمن تغريك بها، فبدأ العمل كما لو أنه مجرد إعلانات يتخللها مشاهد تمثيلية.. فإلى أين؟.

كمال رمزي كاتب صحفي
التعليقات