ومن الحب ما قتل - كمال رمزي - بوابة الشروق
الجمعة 17 مايو 2024 7:16 ص القاهرة القاهرة 24°

احدث مقالات الكاتب

شارك برأيك

هل تؤيد دعوات مقاطعة بعض المطاعم التي ثبت دعمها لجنود الاحتلال؟

ومن الحب ما قتل

نشر فى : السبت 1 سبتمبر 2012 - 8:50 ص | آخر تحديث : السبت 1 سبتمبر 2012 - 8:50 ص

صاحبك، المفتون بإلهام شاهين، المهاجم لها بلا هوادة، لا يوضع فى قائمة «غرائب الطبيعة» أو يندرج تحت عنوان «صدق أولا تصدق»، ذلك أن حالته متكررة، تحدث كثيرا، بأشكال مختلفة، مع النجمات والنجوم.. أحيانا، يتبلور هذا الوجد فى سلوك قد لا يخطر على بال، فمنذ عقدين أو يزيد، قام ناقدنا الكبير، سامى السلامونى، بقراءة الخطابات الواردة للفنانة ليلى علوى، وحاول أن يتبين دلالاتها. استوقفته عدة رسائل متوالية، من عامل على قد الحال، يطلب منها أن تتزوجه، ويؤكد لها أنه سيجعلها سعيدة، ولما لم ترد عليه، حلا له الظن أنه تزوجها فعلا، والأدهى أنه هددها، فى خطاب أخير، بأنه سيطلبها.. فى بيت الطاعة!

 

أما محمد عبدالوهاب، فإن أحد عشاق موسيقاه، حاول مقابلته عدة مرات، وبعد أن فشلت مساعيه، انتابه وهم عجيب، يتمثل فى أن محمد عبدالوهاب، يقوم بالسطو على موسيقاه، وبانتظام، ومنذ زمن بعيد. قرر الرجل الانتقام. انتظر أمام باب المصعد، وما أن رأى محمد عبدالوهاب حتى أخذ يكيل له اللكمات، فتهشمت نظارة موسيقارنا، وسال الدم من وجهه.

 

هذا النوع من الجنون، ليس قاصرا على بلادنا وحسب، بل يمتد إلى معظم بلدان العالم، وبطريقة أشد خطورة مما عليه عندنا، وصلت إلى حد محاولة اغتيال الرئيس الأمريكى رونالد ريجان، عقب جلوسه على دست الحكم بعدة أسابيع، فبينما كان ريجان خارجا من أحد فنادق العاصمة، واشنطن، فى طريقه إلى سيارته الليموزين المصفحة، وحوله محاسيبه وحراسه الأشداء، انطلقت ست رصاصات من مسدس، يحمله رجل نكرة، اسمه جون هينكلى جونيور، فأصابت ضابط شرطة، ومخبرا سريا، والمتحدث الرسمى الذى عاش بقية حياته معوقا، لإصابته فى رأسه. أما ريجان، فإنه أنقذ بأعجوبة مرتين، الأولى حين دفع به أحد حراسه إلى داخل السيارة، والثانية عندما تمكن الأطباء من استخراج رصاصة من رئته على بعد عدة سنتيمترات من قلبه.

 

محاولة الاغتيال لم يكن لها دوافع سياسية، لكن الأسباب تتعلق برعونة عشق النجوم، فالرجل النكرة، الذى أصبح مشهورا، وقع ــ عن بعد ــ فى غرام ممثلة ناشئة ــ آنذاك ــ قاسمت روبرت دى نيرو بطولة «سائق التاكسى» لمارتن سكورسيزى، الذى فاز بالسعقة الذهبية لمهرجان كان 1976.. الممثلة، هى جودى فوستر، المولودة فى لوس أنجلوس عام 1962، والتى بدأت التمثيل مبكرا، ولفتت الأنظار فى «سائق التاكسى»، حيث قامت بأداء دور فتاة صغيرة، أقرب للطفولة، تقع فى براثن مدينة نيويورك القاسية، حيث تدفع دفعا إلى ممارسة الدعارة، ويحاول سائق التاكسى،الكاره لقذارة المدينة، ماديا ومعنويا، أن ينقذها.. يدرب نفسه على إجادة استخدام السلاح. يحلق شعره. يقتحم وكر الملذات الدنيئة. يطلق وابلا من الرصاص. ينقذ الفتاة ويزج به فى السجن. هذا عن الفيلم، فماذا عن الواقع؟.. الرجل النكرة، الغلبان، جون هينكلى جونيور، استبد به حب جودى من طرفه فقط، فأخذ يشاهد «سائق التاكسى» المرة تلو المرة، ومع كل مشاهدة يزداد هياما بها، واندفع فى كتابة الرسائل لها، يبثها لواعج الغرام.. طبعا لم ترد عليه فقرر أن يقدم على عمل كبير يلفت به نظرها، وهداه تفكيره السقيم إلى اغتيال ريجان، وكان ما كان.. جهات التحقيق والقضاء برأت مجنون ليلى ومجنون عبدالوهاب ومجنون جودى، على أساس ضعف قواهم العقلية.. فماذا سيكون مصير مفتون إلهام.. شاهين؟

 

 

كمال رمزي كاتب صحفي
التعليقات