أمجاد على أعتاب القدس (4).. معركة اليرموك الجزء الثاني - بوابة الشروق
الإثنين 29 أبريل 2024 9:18 ص القاهرة القاهرة 24°

الأكثر قراءة

قد يعجبك أيضا

شارك برأيك

هل تؤيد دعوات مقاطعة بعض المطاعم التي ثبت دعمها لجنود الاحتلال؟

أمجاد على أعتاب القدس (4).. معركة اليرموك الجزء الثاني

أدهم السيد
نشر في: الجمعة 29 مارس 2024 - 7:58 م | آخر تحديث: الجمعة 29 مارس 2024 - 8:03 م
ظلت مدينة القدس لقرون طويلة درة تاج بلدان المسلمين، لتشهد ساحاتها وأكنافها المباركة ملاحم عظيمة سطرتها أيدي الأبطال بدمائهم، دفاعا عن مسرى الرسول الكريم وأولى القبلتين ضد الغزاة الطامعين بدء من قتل الروم، مرورا بكسر الحملات الصليبية تباعا وصد غزوات المغول البربرية، انتهاء بقتال الاحتلال الإسرائيلي الجاثم على أرض فلسطين المباركة.

وتسرد جريدة الشروق وقائع معركة اليرموك الحرب الفاصلة في طريق المسلمين لفتح القدس، وذلك في الحلقة الثانية من وقائع الحرب.

وذكر الواقدي أنه بعد القتال الأول، والذي كان ماهان قائد الروم، خلاله مليئ بالتشاؤم، وذلك لرؤيا رآها له أحد بطارقته، فظل أسبوعا دون قتال وخرج بعد 9 أيام للقتال.

- افتتاح القتال

وقال الواقدي إن المسلمين بلغوا ٤٣ ألفا، وجنود الروم كانوا بمئات الألوف يتقدمهم الجنود المسلسلين بالسلاسل والذين قال عنهم إنهم كانوا أشجع الروم.

وخرج أحد صبيان قبيلة الأسد للمبارزة، فقتل ٤ من الروم تباعا واستشهد بعدها ما أشعل الحرب حين هاجمت ميمنة المسلمين جيش الروم ليرد الروم بهجوم قوي صدت الميمنة المسلمة هجمتين منها.

تراجعت الميمنة أمام الهجمة الثالثة، ولكن حمسهم فارس حرب من سادة زبيدة يدعى عمرو ابن معد عمره ١٢٠ سنة، فتلقوا الهجمة ثم تراجعوا أمام هجمة أخرى فحمستهم النساء.

- مقتل أول قادة الروم

بعد ٦ هجمات على ميمنة المسلمين، تدخل خالد ابن الوليد رضي الله عنه ب٦٠٠٠ فارس فهزم ميسرة الروم حتى وصل للديرجان أحد قادة الروم ال٤، فقتله ضرار ابن الأزور رضي الله عنه وكان القائد قد غطى عينيه كراهة أن يرى هزيمة الروم.

أراد الروم ختام اليوم بالمبارزات فخرج جبلة ابن الأيهم زعيم النصارى العرب وقتل عامر ابن الطفيل رضي الله عنه وابنه فغضبت دوس قبيلته وهاجموا نصارى العرب حتى تمكنوا من رايتهم وأخذوها.

- يوم العور

يقول الواقدي إن جولتين من القتال دارتا في اليومين التاليين ولكن اليوم العصيب كان الثالث، وهو يوم العور حين قتل ضرار ابن الأزور رضي الله عنه نسيب ماهان قائد جيش الروم، فأطلق ١٠٠ ألف رامي سهامهم دفعة واحدة ما تسبب بإصابة أعين ٧٠٠ من المسلمين. واتبع الروم رشقة الرماة بهجوم قوي ودخلوا معسكر المسلمين.

- مشاركة المسلمات بالقتال

خرجت نساء المسلمين من تل كن يتحصن به عند وصول جيش الروم معسكر المسلمين، فشاركت النساء مع الرجال بالقتال وكان قتالا طاحنا حتى تراجع الروم بالنهاية.

وخرج ملك رومي أيضا للمبارزة بنهاية اليوم وقتله أحد الصحابة ما أفجع الروم.

- الناقوصة تبتلع جنود الروم

كان جيش المسلمين منهكا بعد يوم العور ولكن أحدا جاء أبو عبيدة رضي الله عنه قائد الجيش واقترح عليه حيلة وكان الرجل والي حمص من نصاري العرب، وكان الروم اغتصبوا زوجته وقتلوا ابنه فأشار على المسلمين أن يرسلوا معه ٥٠٠ فارس بالليل ثم يكذب على الروم بأن ذلك هجوم ليلي للمسلمين.

فعل المسلمون بمشورة الرجل وأشعلوا نيران كثيرة وأرسلوا مئات الفرسان لمناوشة الروم، فقام الرجل العربي بتحريض الروم على الهجوم، بينما كان يدلهم في الظلام لحفرة ماء واسعة لا يعلمها الروم فتساقطوا فيها ومات منهم الكثير.

- يوم الحسم

خرج الروم وكانوا منهكين وافتتح الحرب جرجير قائد جيش الأرمن بالروم فقتله ضرار ابن الأزور رضي الله عنه.

خرج قسيس له قرابة بجرجير وكان الروم يحبونه فقتله شرحبيل ابن حسنة كاتب الوحي رضي الله عنه، فغضب ماهان قائد الروم واتخذ قرارا يائسا ليخرج للمبارزة خشية أن يوبخه القيصر إذا عاد مهزوما وكان توقع الهزيمة.

التقى ماهان قائد الروم، مالك النخعي الملقب بالأشتر وكان مالك طويلا مهيب الهيئة بادر ماهان مالك بضربة كسرت خوذته ووصلت رأسه حتى ظن ماهان أنه مات.

توقف ماهان لاعتقاده مقتل مالك ولكنه ظل حيا وطعن ماهان حتى قتله.

هبطت عزيمة الروم فأمر أبو عبيدة رضي الله عنه، بالهجوم الحاسم فهرب الروم للوراء وتساقط الجنود المسلسلون الذين لم يستطيعوا الهرب.

وذكر الواقدي أن اليوم الحاسم وحده شهد مقتل ١٠٠ ألف من الروم وأسر ٤٠ ألف منهم مقابل استشهاد ٤٠٠٠ من المسلمين.
أقرأ ايضا:


قد يعجبك أيضا

شارك بتعليقك