جولة لـ الشروق في ميدان السلطان أحمد بإسطنبول: هناك يلتقي الماضي بالحاضر (صور) - بوابة الشروق
الأحد 5 مايو 2024 11:10 م القاهرة القاهرة 24°

الأكثر قراءة

قد يعجبك أيضا

شارك برأيك

هل تؤيد دعوات مقاطعة بعض المطاعم التي ثبت دعمها لجنود الاحتلال؟

جولة لـ الشروق في ميدان السلطان أحمد بإسطنبول: هناك يلتقي الماضي بالحاضر (صور)

ميدان السلطان أحمد بإسطنبول - تصوير: نسمة يوسف
ميدان السلطان أحمد بإسطنبول - تصوير: نسمة يوسف
إسطنبول - نسمة يوسف:
نشر في: الخميس 25 أبريل 2024 - 11:59 م | آخر تحديث: الجمعة 26 أبريل 2024 - 1:17 ص

"ساحة شاسعة يلتف حولها عدة آثار تاريخية تقف شاهدة على قرون وعصور مختلفة من التاريخ، إلى جانب معالم حديثة أُقِيمت لتضيف مزيجا يجعل الماضي يسير جنبًا إلى جنب مع الحاضر".. ميدان السلطان أحمد الذي يعد ضمن أشهر الميادين في إسطنبول بتركيا، ويعتبر همزة وصل بين عدد من الشوارع البارزة والرئيسية في المدينة.

كان ميدان السلطان أحمد بإسطنبول، مكانًا لسباق الخيل في القسطنطينية وكان يُسمى "ميدان سباق الخيل"، حيث كان على العربات أن تدور عدة مرات حول "السبينا spina" أو الحاجز الطولي في وسط السيرك، الذي كان مزينًا بالعديد من المعالم الأثرية، مثل عمود الثعبان، ومسلة تحتمس الثالث (مسلة ثيودوسيوس)، ومسلة قسطنطين، والتي ما زالت موجودة حتى الآن هناك.

آيا صوفيا، هو أكثر المعالم شهرة في الميدان، إلى جانب الجامع الأزرق ومتحف آيا صوفيا اللذان يقعان قبالة بعضهما، وتفصل بينهما حديقة واسعة بها نافورة جميلة يلتف حولها الزائرون لالتقاط الصور التذكارية التي تظهر في خلفيتها مسجد آيا صوفيا.

في جولة لـ"الشروق" بميدان السلطان أحمد، ننقل أبرز الشواهد التاريخية الموجودة في المنطقة.  

• مسلة تحتمس الثالث

أول ما تراه عند وصولك للميدان ويجذب انتباهك هي مسلة تحتمس الثالث أو مسلة «ثيودوسيوس»، التي كانت موجودة في الأصل في معبد الكرنك بمصر، ولكن تم نقلها إلى القسطنطينية على يد ثيودوسيوس الكبير في القرن الرابع الميلادي.

المسلة مصنوعة من الجرانيت الأسواني، ويبلغ ارتفاعها حوالي 20 مترًا، وهناك 4 مكعبات من البرونز تدعم زوايا المسلة ترتكز على قاعدة رخامية مزخرفة بشكل متقن (تبلغ مساحتها نحو 7 أمتار مربعة)، تصور «ثيودوسيوس» وبلاطه خلال لحظات من السباقات والاحتفالات في ميدان سباق الخيل بالقسطنطينية، ويوجد أسفل القاعدة الرخامية العلوية الرئيسية قاعدة أخرى سفلية أوسع بها مشاهد لسباق الخيل ونقوش مكتوبة باللاتينية على الجانب الجنوبي الشرقي، وباليونانية على الجانب الشمالي الغربي. وتوجد أربع كتل من الجرانيت بين زوايا القاعدة العلوية والقاعدة السفلية.

رصدت «الشروق» التفاف السائحين حولها، مبدين إعجابهم الشديد بدقة النقوش الموجودة عليها.

 

• المسلة المزخرفة أو مسلة قسطنطين السابع

هي واحدة من ثلاثة آثار باقية من ميدان سباق الخيل في القسطنطينية، وهي نصب تذكاري روماني على شكل مسلة، تقع غرب مسجد السلطان أحمد، في الطرف الجنوبي من الميدان، بجانب مسلة تحتمس الثالث (أو مسلة ثيودوسيوس)، وعمود الثعبان.

وفي الواقع تاريخ بنائها الأصلي في العصور القديمة غير معروف، لكنها تُسمى أحيانًا "مسلة قسطنطين"، وذلك بعد أن قام الإمبراطور الروماني قسطنطين السابع في القرن العاشر بترميم النصب التذكاري، وتغليفه بألواح من البرونز المذهب.

هذه المسلة مصنوعة من الحجارة المقطوعة، وعلى عكس مسلة تحتمس الثالث، فقد تم قطعها من الجرانيت الرمادي أو الوردي: فهي في الواقع مصنوعة من الحجارة الطبيعية، وهو ما يفسر سبب تسميتها أيضًا باسم "المسلة المسورة"، كما أن لها أربعة جوانب ورأسها ينتهي بهرم صغير.

تم تصوير المسلة على ظهر الأوراق النقدية التركية من فئة 500 ليرة لعام 1953-1976.

 

• عمود الثعبان

عمود الثعبان (The Serpent Column) أو "العمود السربنتيني" يبلغ عمره أكثر من 2500 عام، وهو أحد أقدم الأعمدة في إسطنبول بميدان السلطان أحمد.

عمود الثعبان كان موجودًا في الأصل في دلفي ثم نقله قسطنطين الكبير إلى القسطنطينية عام 324. وتم بناؤه لإحياء ذكرى اليونانيين الذين قاتلوا وهزموا الإمبراطورية الفارسية في معركة بلاتيا (479 قبل الميلاد).

العمود على ارتفاع نحو 8 أمتار، وهو عبارة عن 3 ثعابين تركواز اللون تلتف حول بعضها، وظلت رؤوس الثعابين في العمود سليمة حتى نهاية القرن الـ17 إلى أن حدث تخريب لها وتم فقدها ليصبح العمود بدون الرؤوس.

يُحاط بالعمود سياج حديدي أزرق اللون، ولكن يمكن رؤية الجدران الجانبية والأرضية الأصلية بداخله.

 

• السبيل الألماني

يقع في الطرف الشمالي لميدان السلطان أحمد، وتم تشييده لإحياء الذكرى الثانية لزيارة الإمبراطور الألماني فيلهلم الثاني إلى إسطنبول عام 1898، وقد تم بناؤه في ألمانيا من الرخام والحجر والأحجار الكريمة، ثم نقله قطعة قطعة إلى إسطنبول عن طريق السفن وتجميعه في موقعه الحالي عام 1900.

تحتوي قبة السبيل ذات الطراز البيزنطي الجديد، على ثمانية أضلاع وأعمدة من الرخام، وسقف القبة مغطى بالفسيفساء ذهبية اللون.

يرتكز السبيل على قاعدة يقطع منتصفها ثماني درجات ترتفع إلى بوابة حديدية وهي بوابة الدخول، لتجد أمامك قبة بيضاء اللون وهي عبارة عن قبة رخامية تغطي خزان المياه المركزي الموجود في السبيل وسط الأعمدة، يوجد فوقها قبة أخرى خضراء اللون مرفوعة على أقواس رخامية بها نقوش وزخارف مميزة، تدعمها ثمانية أعمدة ذات اللون الأخضر الداكن، وخارج السبيل توجد سبعة مخارج "صنابير نحاسية" فوق الأحواض على الجوانب.

يلجأ السائحون والزوار في ميدان السلطان أحمد إلى السبيل الألماني للارتواء من الصنابير النحاسية الخارجية، والتي يسيل منها مياه باردة وكأنها محفوظة في مُبرد طبيعي.

 

• متحف تجربة وتاريخ آيا صوفيا "ديم"

عكس سابقيه، فهو من المعالم الحديثة في الميدان، حيث يعرض متحف آيا صوفيا للتاريخ والخبرة، تاريخ آيا صوفيا الذي يعود إلى 1700 عام، في تجربة سمعية وبصرية في الطابقين العلويين، تصور فترة الإمبراطورية الرومانية في الطابق الثالث، والفترة العثمانية في الطابق الثاني من المتحف، كما يعرض أيضًا وثائق مخطوطة عن آيا صوفيا كتبها مؤرخون من العصر العثماني، وهو أحدث متحف في إسطنبول.

وفي تجربة قامت بها "الشروق" داخل المتحف، يرتدي الزائر عند دخوله سماعة على أذنيه ليختار اللغة التي يفهمها وتناسبه لسماع تاريخ المسجد وقصة هندسته المعمارية، بدءًا من رحلة آيا صوفيا من كاتدرائية أرثوذكسية في القرن السادس إلى مسجد عثماني في القرن الرابع عشر إلى متحف، ثم مسجد في يومنا هذا.

وأثناء المرور عبر قاعات المتحف، تشاهد الهندسة المعمارية لآيا صوفيا في صور حية تُجسد قصة المكان، من خلال تقنيات حديثة وشاشات تفاعلية تُعرض حولك على جدران القاعات الداخلية، فتشعر وكأنها تبث الحياة في التاريخ من جديد، وتجد نفسك تنتقل إلى عالم القسطنطينية القديم، لتعيش تجربة الحياة كما كانت في ذلك الوقت.

 

• آيا صوفيا

يمكن التعرف بسهولة على مبنى آيا صوفيا الذي يعود تاريخه إلى القرن السادس من خلال قبته الواسعة وهندسته المعمارية المختلفة، حيث تم إدراجه في قائمة التراث العالمي لليونسكو في عام 1985 ضمن المناطق التاريخية في إسطنبول، كما يعد واحدًا من أقدم الأماكن المقدسة في العالم.

 

• جامع السلطان أحمد

مسجد السلطان أحمد أو الجامع الأزرق تم بناءه بين عامي 1609 و1616م على يد المهندس المعماري محمد آغا، بتعليمات من السلطان أحمد الأول.

تم تصميم المسجد ليكون بمثابة استعراض إمبراطوري للقوة لاستكمال مسجد آيا صوفيا، الذي يواجهه عبر ساحة السلطان أحمد. ومع ذلك، على عكس آيا صوفيا، فهو مدعوم بـ4 أعمدة "قدم الفيل" والقبة المركزية (قطرها 23.5 متر وارتفاعها 43 مترًا) محاطة بـ4 أنصاف قباب، مما يجعلها مربعة الشكل تقريبًا، ويحتوي على 6 مآذن.

يطلق على المسجد اسم المسجد الأزرق بسبب وجود أكثر من 20 ألف قطعة من بلاط السيراميك الإزنيقي المصنوع يدويًا والتي تزين الداخل.

كان المسجد مكانًا للعبادة ومجمعًا اجتماعيًا، ويحتوي على فناء ونافورة وسوق ومدرسة (مدرسة التربية الإسلامية) وتكية.

 

• البازار الكبير

البازار الكبير (المعروف باسم Kapalıçarşı) أو "جراند بازار"، للوهلة الأولى عند النظر إليه تشعر وكأنه يشبه في تقسيمه منطقة خان الخليلي في مصر. فالمحال تتراص على جانبي الشارع بأزقته الضيقة، وجدرانه الحجرية القديمة.

يمتد "جراند بازار" على مساحة 30700 متر مربع ويضم حوالي 4000 متجر في 64 شارعًا، ويعد ضمن الأسواق الكبيرة في العالم.

 

• أثر الروح المصرية بالميدان

بالإضافة إلى وجود مسلة تحتمس الثالث التي كانت توجد في معبد الكرنك بمصر، في الميدان، تواجدت الروح المصرية هناك، حيث تنتشر عربات الباعة الذين تخصصوا في "شوي" الذرة على الطريقة المصرية، والمعروف هناك باسم "كوز مصر"، وتقديمه للسائحين في الميدان.



قد يعجبك أيضا

شارك بتعليقك