كلاب يعتقد أنها مصابة بالسعار تزيد معاناة سكان أم درمان في السودان - بوابة الشروق
الأحد 5 مايو 2024 1:44 ص القاهرة القاهرة 24°

الأكثر قراءة

قد يعجبك أيضا

شارك برأيك

هل تؤيد دعوات مقاطعة بعض المطاعم التي ثبت دعمها لجنود الاحتلال؟

كلاب يعتقد أنها مصابة بالسعار تزيد معاناة سكان أم درمان في السودان

وكالة أنباء العالم العربي
نشر في: الخميس 25 أبريل 2024 - 4:38 م | آخر تحديث: الخميس 25 أبريل 2024 - 4:38 م

بينما كان يجلب العشاء لعائلته في وقت متأخر من الليل في أواخر شهر رمضان، تعرض عبد الرحيم حسين، الذي يسكن في أم درمان بالعاصمة السودانية، لعضة كلب يعتقد أنه مصاب بالسعار.

وقال عبد الرحيم لوكالة أنباء العالم العربي (AWP) "كنت أسير في إحدى طرقات الحي بعد شراء العشاء ففوجئت بهجوم من كلب قام بعض رجلي اليسرى".

ولم يعثر عبد الرحيم على مصل داء السعار بعد بحث مضن في المستشفيات القريبة، واضطر لأخذ مضادات حيوية بناء على نصيحة من طبيب.

ولم يكن عبد الرحيم هو المتضرر الوحيد، فقد شكا سكان في محلية كرري بشمال أم درمان، التي تشكل مع بحري والخرطوم العاصمة السودانية الأوسع على جانبي نهر النيل، من انتشار الكلاب التي يعتقد أنها مصابة بالسعار في الأشهر القليلة الماضية.

وزادت حدة الظاهرة في الآونة الأخيرة بعد المعارك الضارية بين الجيش وقوات الدعم السريع في أحياء المدينة، ويقول سكان إن الكلاب الضالة أصيبت بالسعار بعد أن نهشت الجثث الملقاة في شوارع أم درمان.

وقال محمد عبد الحليم، وهو أحد سكان ضاحية الثورة في كرري بأم درمان، إن عددا من السكان في منطقته تعرض لحالات عض وهجوم من كلاب ضالة.

وأشار عبد الحليم، الذي يعمل متطوعا في مستشفى النو بأم درمان، إلى أن سلوك الكلاب التي انتقلت من مناطق متفرقة في أم درمان إلى شمال المدينة بسبب نزوح السكان تغير بصورة واضحة، وباتت تهاجم المارة في الشوارع.

وأضاف "منذ ما يزيد على أربعة أشهر نسمع نداءات عن الاحتياج لمصل سعار لعلاج ما بين 3-5 حالات أسبوعيا".

وحذرت غرفة طوارئ محلية كرري، التي يديرها متطوعون، في وقت سابق هذا الشهر السكان في محلية كرري من الكلاب الضالة.

وقالت في بيان "الكلاب المسعورة باتت تشكل تهديدا لسلامة المجتمع، حيث يمكن أن تسبب لسعاتها (العض) في إصابات خطرة وانتقال الأمراض المعدية مثل داء السعار".

* تناول جثث القتلى

عزت نهال الطيب، مسؤولة الإمداد السابقة في وزارة الصحة السودانية، انتشار الكلاب الضالة المصابة بالسعار إلى تناولها جثث قتلى الصراع بين الجيش وقوات الدعم السريع الملقاة في الشوارع ولم تدفن.

وأضافت "مع نقص الغذاء بدأ الهزال يظهر عليها جراء الحصار، فمن الطبيعي أنها تقتات على الجثامين فتصبح مسعورة، وإذا وجدت أي شخص أمامها فستقوم بعضه وتنقل له السعار".

وتابعت قائلة "أصلا منذ قبل اندلاع الحرب نعاني نقصا في أمصال السعار التي كان يفترض أن توفرها الإمدادات الطبية وهي تصنف ضمن أدوية الطوارئ، ومع انتشار الكلاب الضالة المسعورة... هذه مشكلة كبيرة جدا".

وقالت حكومة ولاية الخرطوم إنها بدأت الترتيب لاستئناف دفن القتلى في مقابر أحمد شرفي والبكري بأم درمان في أعقاب عودة الأمن للمنطقة.

وسيطر الجيش السوداني الشهر الماضي على مقر الإذاعة والتلفزيون وأجزاء واسعة من وسط مدينة أم درمان، وتمكن من ربط قواته في منطقة كرري العسكرية في أقصى شمال أم درمان بمنطقة سلاح المهندسين في جنوب المدينة، وهي منطقة كانت تحاصرها قوات الدعم السريع منذ بدء القتال في أبريل نيسان من العام الماضي.

* توفير أمصال السعار

قالت مديرة الإدارة الصحية لمكافحة الأوبئة بالإنابة في وزارة الصحة السودانية ليلى حمد النيل إن النظام الصحي في ولاية الخرطوم لم يؤكد انتشار الكلاب المسعورة "لكننا عملنا احتياطيا على توفير أمصال السعار والتخلص من الكلاب الضالة وتوعية الناس عن كيفية التعامل مع هذه الحالات".

وأضافت "نحن لا نتكلم عن الكلاب فقط، بل القطط وغيرها من الحيوانات".

وأوضحت المسؤولة الصحية أنه يتم توفير أمصال السعار في كل الولايات السودانية والاتفاق مع الجهات الأمنية للتخلص من الكلاب الضالة، مشيرة إلى أن الخطة أرسلت إلى ولاية الخرطوم وبعض الولايات الأخرى التي تنتشر فيها الجثث جراء القتال بين الجيش والدعم السريع.

وعلى الرغم من شكاوى السكان، نفى المدير العام لوزارة الزراعة والثروة الحيوانية والري بولاية الخرطوم سر الختم فضل المولى ما تردد عن وجود إصابة الحيوانات الضالة بالسعار في الولاية.

ونقل الناطق الرسمي باسم الحكومة السودانية عن المسؤول قوله "لا توجد أي بلاغات لمرض السعار وسط الحيوانات بالولاية، كما استبعد وجوده في الإنسان، باعتبار المرض في الأساس مرضا حيوانيا متناقلا بين الإنسان والحيوان ويصيب بالأساس الكلاب والفصائل الحيوانية الأخرى".

وأكد أن ما يشاع عن وجود إصابات بالسعار "لا يتخطى أن يكون تغيرا في سلوك بعض الكلاب بسبب الجوع في المناطق التي تم تهجير السكان منها بسبب الحرب".



قد يعجبك أيضا

شارك بتعليقك