وجه رئيس وزراء تركيا الأسبق أحمد داود أوغلو، أمس الأول، الذى كان حليفا مقربا للرئيس التركى رجب طيب أردوغان، انتقادات حادة لحزب العدالة والتنمية الحاكم، وألقى باللوم فى أداء الحزب الضعيف فى الانتخابات المحلية الشهر الماضى على تغيير السياسات والتحالف مع القوميين.
وفى أول انتقاد علنى شديد يوجهه داود أوغلو لأردوغان منذ ترك منصبه قبل 3 أعوام، ندد رئيس الوزراء الأسبق بسياسات الحزب الاقتصادية والقيود التى يفرضها على وسائل الإعلام والضرر الذى قال إنه لحق بالفصل بين السلطات وبالمؤسسات، وفقا لوكالة «رويترز».
وذكر داود أوغلو فى بيان مكتوب من 15 صفحة: «تظهر نتائج الانتخابات أن سياسات التحالف الذى أجراه رئيس الحزب مع حزب الحركة القومية، أضرت بحزبنا سواء على مستوى الأصوات أو كيان الحزب».
وأضاف داود أوغلو بأن روح الحزب الليبرالية الإصلاحية قد استبدلت فى السنوات الأخيرة بنهج أكثر سلطوية، متابعا أن قرارات السياسة الاقتصادية الأخيرة أظهرت ابتعادا عن مبادئ السوق الحرة وتخويف المستثمرين العالميين المهمين لتنمية البلاد، الأمر الذى يؤدى إلى طريق مسدود».
كما أكد على الحاجة للإصلاح داخل الحزب الحاكم، قائلا: «أدعو المسئولين التنفيذيين فى حزبنا والكيانات المعنية لتقييم كل هذه الأمور ورؤيتنا المستقبلية بعقلانية وهدوء».
وشدد على ضرورة الحفاظ على حرية التفكير، قائلا: «الصحفى، والأكاديمى، وقادة الرأى، والسياسيون، وأى شخص آخر يريد التعبير عن رأيه، فليفعل دون أن يكلفه هذا طرده من عمله أو ملاحقته قضائيا بتهمة إهانة هذا أو ذاك، ومن ثم لا بد من فتح مجال لحرية الرأى والانتقاد».
وتكهنت وسائل الإعلام مرارا خلال السنوات القليلة الماضية بانشقاق سياسيين بارزين، مثل داود أوغلو، عن حزب العدالة والتنمية لتأسيس حزب سياسى جديد، لكن لم يحدث تطور كهذا ولم يشر داود أوغلو فى البيان إلى أى احتمال لتشكيل حزب جديد.
وتولى داود أوغلو رئاسة الحكومة بين 2014 و2016 قبل أن تدب الخلافات بينه وبين أردوغان. وخسر العدالة والتنمية السيطرة على العاصمة أنقرة واسطنبول أكبر مدن البلاد فى الانتخابات المحلية التى جرت فى 31 مارس الماضى.