خبير أمريكي: الحرب الإيرانية - الإسرائيلية الباردة تتحول إلى حرب ساخنة - بوابة الشروق
الثلاثاء 30 أبريل 2024 6:20 ص القاهرة القاهرة 24°

الأكثر قراءة

قد يعجبك أيضا

شارك برأيك

هل تؤيد دعوات مقاطعة بعض المطاعم التي ثبت دعمها لجنود الاحتلال؟

خبير أمريكي: الحرب الإيرانية - الإسرائيلية الباردة تتحول إلى حرب ساخنة

د ب أ
نشر في: الأربعاء 17 أبريل 2024 - 10:22 ص | آخر تحديث: الأربعاء 17 أبريل 2024 - 10:22 ص

لا شك أن أي مراقب جاد لمنطقة الشرق الأوسط، على علم قبل فترة طويلة من عملية طوفان الأقصى التي نفذتها حركة حماس على إسرائيل في السابع من أكتوبر الماضي، والعدوان الإسرائيلي على قطاع غزة، أن إسرائيل كانت منخرطة بالفعل في حرب غير معلنة مع قوة إقليمية أخرى، هي الجمهورية الإسلامية الإيرانية؛ حيث تخوض تل أبيب وطهران صراعا سريا في مختلف أنحاء المنطقة منذ عقود.
وعلى مدى الأعوام، شملت "حرب الظل" هذه عددا كبيرا للغاية من الأمور ، من أعمال سرية وهجمات إلكترونية إلى ضربات عسكرية موجهة، ولكن حتى وقت قريب، كانت هذه الحرب غير مباشرة وبعيدة إلى حد كبير عن الأضواء الدولية.
وقال إيلان بيرمان أستاذ العلوم السياسية نائب رئيس المجلس الأمريكي للسياسة الخارجية والخبير في الأمن الإقليمي للشرق الأوسط، وآسيا الوسطى وروسيا الاتحادية، في تقرير نشرته مجلة ناشونال انتريست الأمريكية، إن كل هذا تغير يوم 13 أبريل الجاري عندما شنت إيران هجوما مباشرا على إسرائيل من أراضيها لأول مرة، وكان من الواضح أن الهجوم الضخم الذي استخدمت فيه 170 طائرة مسيرة و30 صاروخ كروز و120 صاروخا باليستيا، ردا على ضربة جوية إسرائيلية على دمشق قبل أيام أسفرت عن مقتل جنرال إيراني بارز، إلا أن الهجوم يمثل تحولا كبيرا في الاستراتيجية الإيرانية، وهو تحول له تداعيات خطيرة على الشرق الأوسط ككل.
وأوضح بيرمان، أنه تاريخيا ابتعدت إيران عن المواجهة المباشرة، وفضلت الاعتماد على وكلاء إقليميين (مثل حماس وحزب الله اللبناني ومؤخرا المتمردين الحوثيين في اليمن)؛ لدفع أجندتها المناهضة للغربـ ومن خلال القيام بذلك، تمكنت إيران من محاصرة إسرائيل استراتيجيا، مع الاحتفاظ بالإنكار المقبول، وهذا يجعل الهجوم المباشر الذي وقع مطلع الأسبوع تحولا استراتيجيا مزلزلا.
ويرى بيرمان، أنه يمكن إرجاع جرأة إيران الجديدة إلى عدد من العوامل.
أحدها هو النهج الخجول الرافض للمخاطرة الذي اتبعته إدارة الرئيس الأمريكي جو بايدن للتعامل مع الشرق الأوسط، والذي أعطى قادة إيران حرية حركة في المنطقة.
ومن هذه العوامل أيضا، التوترات العلنية بين تل أبيب وواشنطن بسبب سلوك إسرائيل مؤخرا في غزة، مما دفع الكثيرين إلى استنتاج أن "العلاقة الخاصة" القائمة منذ فترة طويلة بين البلدين ربما تكون في مشكلة.
ويبدو أن هذين العاملين وغيرهما أقنعوا إيران أن الوقت قد حان لتغيير الوضع الإقليمي الراهن.
وأشار بيرمان، إلى أنه على الرغم من هذا فإن الهجوم الإيراني، عندما وقع فعلا لم يكن هجوما شاملا، وعلى مدى عدة أيام بعد الضربة الجوية التي شنتها إسرائيل في أول أبريل الجاري، وأسفرت عن مقتل القيادي بالحرس الثوري الإسلامي محمد رضا زاهدي، حذر مسئولون إيرانيون من عواقب وخيمة، ليربطوا هيبة ومكانة النظام بتنفيذ هذه العملية، ولكن من الناحية العملية، أدركوا أن أي عمل لا يجب أن يكون شديدا للغاية لكي لا يتسبب في رد كارثي من إسرائيل أو الولايات المتحدة أو من كليهما.
ولذلك فإن الهجوم الإيراني في نهاية الأمر شمل أسلحة طويلة المدى استغرقت ساعات للوصول إلى أهدافها المحددة، مما أعطى إسرائيل وحلفائها الكثير من الوقت للاستعداد.
وبفضل الدفاعات الصاروخية الإسرائيلية المتقدمة للغاية، وكذلك المساعدة من حلفاء أوروبيين وإقليميين، تم تحييد كل المسيرات والصواريخ الإيرانية تقريبا.

وقال بيرمان، إنه على الرغم من ذلك لا يمكن تجاهل هجوم إيران بسهولة، ونظرا لحجم الهجوم الإيراني، من الواضح أن هذا لم يكن مجرد استعراض، وإنما استهدفت الجمهورية الإسلامية التسبب في ضرر حقيقي، ولذلك فإن المسئولين الإسرائيليين يؤكدون أنه لا يجب الحكم على الأعمال الإيرانية بناء على ما حدث بالفعل ولكن بناء على حجم الضرر الذي كان سيحدث لو كان الهجوم قد نجح.
وأوضخ بيرمان، أن إدارة بايدن ستفضل بقوة بالطبع ألا تفعل تل أبيب شيئا للرد، في البداية، تحرك البيت الأبيض لمساعدة إسرائيل في إحباط الهجوم الإيراني، إلا أن واشنطن حولت موقفها سريعا لتنصح إسرائيل بممارسة ضبط النفس خشية تصاعد الاعمال العدائية بشكل أكبر، ورأي أمريكا مهم بالتأكيد لأن الدفاع ضد إيران هو عمل مكلف للغاية يتطلب استمرار الدعم الأمريكي. وتشير تقديرات ما بعد الأزمة إلى أن المبلغ الإجمالي لمواجهة الصواريخ التي أطلقتها إيران تجاوز مليار دولار.
واختتم إيلان بيرمان، تقريره بالقول إنه على الرغم من ذلك ترى إسرائيل أن عدم القيام بأي شيء ليس خيارا، وببساطة سيكرس عدم التحرك وضعا راهنا جديدا خطيرا في المنطقة؛ وهو وضع تصبح فيه أي هجمات مباشرة مستقبلية تشنها إيران ضد أعدائها أمرا طبيعيا، ولذلك فإن أي خطوات ستتخذها إسرائيل في المستقبل ستستهدف ضمان عدم حدوث ذلك.



قد يعجبك أيضا

شارك بتعليقك