من بطش «هتلر» إلى شغب التشدد.. 3 كوارث نجت منها كاتدرائية «نوتردام» قبل احتراقها - بوابة الشروق
الأحد 5 مايو 2024 2:44 م القاهرة القاهرة 24°

الأكثر قراءة

قد يعجبك أيضا

شارك برأيك

هل تؤيد دعوات مقاطعة بعض المطاعم التي ثبت دعمها لجنود الاحتلال؟

من بطش «هتلر» إلى شغب التشدد.. 3 كوارث نجت منها كاتدرائية «نوتردام» قبل احتراقها

إنجي عبدالوهاب
نشر في: الأربعاء 17 أبريل 2019 - 12:03 م | آخر تحديث: الأربعاء 17 أبريل 2019 - 12:03 م

استيقظت مدينة النور، الاثنين الماضي، على صدمة بالغة، واتشحت سمائها بسواد دخان احتراق كاتدرائية "نوتردام" التاريخية، الذي لفت أنظار العالم؛ إذ تعد الكاتدرائية أهم معالم باريس التاريخية والدينية.

وتستعرض "الشروق"، أبرز التهديدات التي شهدها مبنى كاتدرائية "نوتردام"، وكيف نجت من 3 تهديدات سابقة، مع الإشارة إلى الأهمية الدينية والتاريخية للمبنى العريق في السطور التالية: 

تعد كاتدرائية "نوتردام" الواقعة على الجانب الشرقي من جزيرة مدينة باريس، على نهر السين، قلب المدينة التاريخي والحضاري؛ إذ تعد "نوتر دام" وتعني سيدة باريس في إشارة إلى مريم العذراء، الكاتدرائية الرسمية لأبرشية باريس، فهي أحد أعرق كنائس العالم؛ إذ تعد تحفة آثرية ومعمارية ثمينة، وشاهدًا على الفن والعمارة القوطية «أيل دوزانس»، السائد في فرنسا منذ القرن 12 حتى بداية القرن 16.

ويعود تاريخ بنائها بشكلها القوطي الحالي للعصور الوسطى، قبل 850 عام، فـ"نوتردام" الواقعة في جزيرة "لا سيتي" في نهر السين، عكف على بنائها ألف عامل فرنسي بين العامين 1163 و1345، لتحل محل أول كنيسة بنيت في فرنسا في القرن السادس الميلادي وهي كنيسة "بازيليك القديس استيفان" المقامة على أنقاض "معبد جوبيتير الجالو".

صمد مبنى كاتدرائية "نوتر دام"، أمام تهديدات منذ تدشينها بشكلها القوطي الحالي، قبل 850 عام، مرت فرنسا خلالها بحروب عديدة وثورات متباينة قام بها المجتمع الفرنسي، فكان مبنى الكاتدرائية العريق ضحية التشدد تارة وضحية العلمنة تارة أخرى، كما أنها نجت من بطش أدولف هتلتر، إبان الحرب العالمية الثانية.

1- ضحية التشدد في القرن السادس عشر

تعرضت "نوتر دام" للتخريب والتدمير في العام في عام 1548، جراء أعمال شغب نشبت في باريس في عهد الملك فرانسوا الثاني، قبيل الحروب الدينية التي قامت بها الإمبراطورية الفرنسية، بعدما اعتبرها مثيرو الشغب رمزًا للوثنية آنذاك، حسبما أوردته صحيفة "زا تايم". 

خضعت على إثر ذلك للترميم والتعديل أثناء عهد لويس الرابع عشر ولويس الخامس عشر، كجزء من محاولة مستمرة لتحديث الكاتدرائيات في جميع أنحاء أوروبا.

2- علمنة فرنسا وتدمير أيقونات "نوتر دام" 

عانت "نوتر دام" من الثورة ومفاهيم الليبرالية والعلمنة، كما عانت من التشدد، ففي تسعينيات القرن الثامن عشر، دمر بعض المحتجون جانبًا من أيقوناتها، ثم انتهكت تماثيل القديسين في العام 1871 على أيدي معادي الأديان عقب في العام 1793، إبان الثورة الفرنسية، مع انتشار الأفكار الليبرالية، باعتبارها رمزًا لسلطة الكنيسة بحسب موقع "جلوبال نيوز".

وعقب ذلك شهدت "نوتر دام" عملية ترميم وتوسعات واسعة النطاق في العام 1991؛ إذ بنى مهندسو الكاتدرائية جدران خارجية لحماية الكاتدرائية تبلغ مساحتها الإجمالية 5500 متر.

3- هتلر يأمر بهدمها وقائد ألماني يأبى

وبحسب تصريحات صحفية لآدم كوهين، استاذ تاريخ الفن، بجامعة تورنتو، نجت كاتدرائية "تورنتو" من التدمير والهدم في عام 1944 عندما عصى قائد ألماني أمرًا من أدولف هتلر بتدمير الآثار الفرنسية على رأسها كاتدرائية "نوتر دام"، فإبان الحرب العالمية الثانية تحولت بعض الآثار الفرنسية إلى أنقاض.

سلمت "نوتر دام" من قرار هتلر الباطش لكنها لم تسلم من رصاصات ودوي انفجارات الحرب؛ إذ خلفت الحرب هدم موافذها الزجاجية الملونة، وجانب من جدرانها كادت تطالها من الداخل. 

4- حريق هائل 

وشهدت مبنى "نوتر دام" العريق حريقًا هائلًا، الاثنين الماضي، وبحسب تصريحات صحفية للمنسق السابق لمخطوطات بجامعة «كورينيل» الفرنسية التي يطلق عليها «الأرشيف الوطني»؛ فإن هذا الحريق يعد الكارثة الأسوأ على الإطلاق التي مرت بها الكاتدرائية منذ الثورة الفرنسية في العام 1800، حسبما أوردته صحيفة "زا تايم".

وقال ممثل الأمناء المسؤولين عن ترميم كاتدرائية روتردام، ميشيل بيكو، إن إعادة إعمار الكاتدرائية بعد الحريق ستستغرق 10 سنوات على الأقل.

وبحسب الموروث الديني المسيحي تحتفظ كاتدرائية الـ"نوتردام" بجزء من صليب المسيح، ويعرض في الأحد الأول من كل شهر، ويتضاعف فيه عدد مريدي الكاتدرائية، أملًا في التبرك بهذا الجزء الذي كان شاهدًا على آلام المسيح وفق رواية الإنجيل.

"أحداث مفصلية وأبعاد قومية"

بنيت كاتدرائية "نوتر دام" لتكون كاتدرائية كاثوليكية؛ ثم تطور ليأخذ أبعادًا حضاريًا وتاريخية، فهي نصب ثقافي مرتبط ارتباطًا وثيقًا بالقومية الفرنسية؛ إذ ظلت "نوتردام" المكان الذي تستقبل فيه فرنسا زعماءها ورموزها وتودعهم فيه، حيث شهدت أحداث هامة كمراسم تتويج هنري السادس ملك إنجلترا ملكا لفرنسا في 1431، ومراسم تتويج نابليون بونابارت الأول إمبراطورًا للبلاد في عام 1804، وحفل تنصيب كل من البابا بيوس العاشر البابا 257 للكنيسة الكاثوليكية، ولجان دارك في عام 1909، وجنازة تشارل ديجول في عام 1970 وفرانسوا ميتران في عام 1996، وتحول مبنى الكاتدرائية من هيكل قوطي بني كموقع لأغراض دينية في العصور الوسطى، إلى موقع حضاري وثقافي يعبر عن التجربة الاجتماعية لفرنسا العلمانية، على الرغم من كونها لا تزال كنيسة نشطة، بحسب تصريحات صحفية لـ"آدم كوهين"، استاذ تاريخ الفن بجامعة "تورنتو" التي نشرتها موقع صحيفة "جلوبال نيوز".

"أهمية دينية بالغة"

تضم " نوتردام" آثار الدرجة الأولى الكاثوليكية كـ"تاج الشوك" هو تاج صنعه الجنود الرومان من الشوك ووضعوه على رأس السيد المسيح، أثناء تعذيبهم له وصلبه بحسب المعتقد المسيحي، وجزء من "صليب المسيح الحقيقي" الذي كان شاهدًا على آلامه ، وواحد من "المسامير المقدسة"؛ لذا تحظى بمكانة دينية بالغة في الأوساط الكاثوليكية.

وتحوي منحوتات غريبة حتى أن القناة تقول "ما هذا المخلوق الغريب الذى له ذيل كذيل الأفعى والذى لا علاقة له بشخصيات الكتاب المقدس".

"كنوز نوتردام"

وتحوي "نوتردام" كنوز آثرية إلى جانب الكنوز الدينية؛ إذ تتضمن برجين رئيسيين يعودان للقرن الـ12، أحدهما البرج المدبب الأكثر وضوحا، الذي يبلغ ارتفاعه 90 مترا، وهو الذي انهار مع الحريق، أما البرج الثاني فيبلغ ارتفاعه 69 مترا، كما تحتوي على 10 أجراس أكبرها جرس يعرف بـ"القديس عمانويل"، 3 آلات وتحوي منها "آلة الأرجن" الموسيقية النادرة والآثرية، أحدهم يتكون من 8000 مزمار، بحسب «واشنطن بوست».

وأبدت العديد من الدول استعدادها للمساهمة في ترميم "نوتردام" كاليابان، حيث جمعت تبرعات جاوزت الـ9700 مليون يورو، من رجال أعمال ومسئولين، ومواطنين في الداخل الفرنسي.


قد يعجبك أيضا

شارك بتعليقك