المفكر السياسي الأمريكي ستيفن والت: واشنطن أشعلت النار في الشرق الأوسط - بوابة الشروق
الإثنين 29 أبريل 2024 11:03 م القاهرة القاهرة 24°

الأكثر قراءة

قد يعجبك أيضا

شارك برأيك

هل تؤيد دعوات مقاطعة بعض المطاعم التي ثبت دعمها لجنود الاحتلال؟

المفكر السياسي الأمريكي ستيفن والت: واشنطن أشعلت النار في الشرق الأوسط

محمد هشام
نشر في: الثلاثاء 16 أبريل 2024 - 11:00 م | آخر تحديث: الثلاثاء 16 أبريل 2024 - 11:00 م

اعتبر ستيفن والت، أستاذ العلاقات الدولية في جامعة هارفارد أن شن إيران هجمات على إسرائيل ردا على قصف الأخيرة لقنصليتها في دمشق، يكشف مدى سوء تعامل إدارة الرئيس الأمريكي جو بايدن مع منطقة الشرق الأوسط.
وأشار والت، في مقال تحليلي نشرته مجلة "فورين بوليسي" الأمريكية إلى أن استجابة المسئولين الأمريكيين لما حدث في 7 أكتوبر الماضي أدت إلى تفاقم الوضع السيئ في المنطقة التي كان يرون أنها أصبحت "أكثر هدوءًا مما كانت عليه منذ عقود".

* أهداف متناقضة للسياسة الأمريكية بعد 7 أكتوبر

وأوضح والت في مقاله المعنون "أمريكا أشعلت النار في الشرق الأوسط"، أن استجابة الإدارة الأمريكية كان لها ثلاثة أهداف رئيسية، أولها السعي إلى نقل دعمها الثابت لإسرائيل وذلك عبر مستويات عدة؛ دعما خطابيا، وتشاور بانتظام مع كبار المسئولين الإسرائيليين، والدفاع عن تل أبيب ضد اتهامات الإبادة الجماعية، واستخدام حق النقض في مجلس الأمن الدولى ضد قرارات وقف إطلاق النار بغزة، وتزويد إسرائيل بإمدادات من الأسلحة الفتاكة.
أما الهدف الثاني فتمثل في محاولة واشنطن منع تصعيد الصراع في غزة، بينما تعلق الهدف الثالث بمحاولة إقناع إسرائيل بالتصرف بضبط النفس، سواء للحد من الضرر الذي يلحق بالمدنيين الفلسطينيين أو لتقليل الضرر الذي يلحق بصورة الولايات المتحدة وسمعتها.
وأوضح المفكر السياسي الأمريكي أن السياسة الأمريكية فشلت لأن أهدافها كانت متناقضة بطبيعتها، فمنح إسرائيل دعما غير مشروطا لم يمنح قادتها سوى القليل من الحافز للاستجابة لنداءات الولايات المتحدة لضبط النفس، لذا فليس من المستغرب تجاهلهم لهذه الدعوات.
وأشار والت إلى تدمير غزة، وسقوط ما لا يقل عن 33 ألف شهيد فلسطيني من بينهم أكثر من 12 ألف طفل، واعتراف المسئولين الأمريكيين بأن المدنيين في غزة يواجهون ظروف المجاعة.
ونوه أيضا إلى مواصلة الحوثيين في اليمن استهداف الملاحة في البحر الأحمر، كما لا يزال الصراع منخفض المستوى بين إسرائيل وحزب الله اللبناني يغلي على نار هادئة، بجانب تصاعد العنف بشكل حاد في الضفة الغربية المحتلة.
وأشار إلى أن هجمات إيران بالطائرات بدون طيار "الدرونز" والصواريخ على إسرائيل، تزيد من احتمال نشوب حرب أوسع نطاقا.
وقال والت: " لأن الأمريكيين معتادون على سماع أن إيران تجسيد للشر، فقد يميل بعض القراء إلى إلقاء اللوم على طهران في كل هذه المشاكل"، مشيرا إلى نشر صحيفة نيويورك تايمز قصة رئيسية تفيد بأن إيران "تغمر" الضفة الغربية بالأسلحة على أمل إثارة الاضطرابات هناك.
وبحسب المفكر السياسي الأمريكي، وفقا لهذا المنظور فإن إيران تصب البنزين على منطقة مشتعلة بالفعل، ولكن هناك الكثير (لم يروى) في هذه القصة، معظمه ينعكس بشكل سيئ على الولايات المتحدة.

* المقاومة ضد الاحتلال حق مشروع في القانون الدولى

وتساءل والت - الذي أكد عدم تعاطفه مع النظام الإيراني-، هل جهود إيران لتهريب الأسلحة الصغيرة وغيرها من الأسلحة إلى الضفة الغربية أو غزة مسألة شنيعة؟ وهل قرارها بالرد على الهجوم الإسرائيلي الأخير على قنصليتها والذي أسفر عن مقتل جنرالين إيرانيين مفاجئ ولو من بعيد؟.
وأجاب أستاذ العلاقات الدولية المخضرم بأنه وفقاً لاتفاقيات جنيف، يحق للسكان الذين يعيشون تحت "الاحتلال الحربي" مقاومة قوة الاحتلال. وبالنظر إلى أن إسرائيل تسيطر على الضفة الغربية والقدس الشرقية منذ عام 1967، واستعمرت هذه الأراضي بأكثر من 700 ألف مستوطن غير شرعي، وقتلت آلاف الفلسطينيين في هذه العملية، فليس هناك شك في أن هذا "احتلال حربي".
وأكد والت أن مقاومة الاحتلال أمر مشروع، ومساعدة السكان الخاضعين للاحتلال على القيام بذلك ليس خطأ بالضرورة، حتى لو فعلت إيران ذلك لأسبابها الخاصة وليس من منطلق التزامها العميق بالقضية الفلسطينية.

* استعادة الردع هدف طهران من قصف إسرائيل

وتابع : "على نحو مماثل، فإن القرار الذي اتخذته إيران بالرد بعد أن قصفت إسرائيل قنصليتها لا يشكل دليلاً على نزعة عدوانية متأصلة، خاصة وأن طهران أشارت مراراً وتكراراً إلى أنها لا ترغب في توسيع نطاق الحرب.
ومضى قائلا : إن الرد الانتقامي الإيراني تم تنفيذه بطريقة أعطت إسرائيل تحذيرا كبيرا، ويبدو أنه كان مصمم للإشارة إلى أن طهران لا ترغب في المزيد من التصعيد، فإيران تحاول ببساطة "استعادة الردع".
وأشار والت إلى أن الولايات المتحدة هي التي "تغرق" الشرق الأوسط بالأسلحة منذ عقود، فهي تزود إسرائيل سنويا بمعدات عسكرية متطورة بمليارات الدولارات، إلى جانب التأكيدات المتكررة بأن الدعم الأمريكي لتل أبيب غير مشروط.
ونوه بأن هذا الدعم لم يتراجع حتى مع قيام إسرائيل بقصف وتجويع المدنيين في غزة، ولم يتأثر عندما استقبلت إسرائيل زيارة وزير الخارجية الأمريكي أنتوني بلينكن الأخيرة بإعلانها عن أكبر عملية مصادرة للأراضي الفلسطينية في الضفة الغربية منذ عام 1993.
وأشار إلى أن واشنطن "لم ترمش" عندما قصفت إسرائيل القنصلية الإيرانية بدمشق، في حين كانت تدين هجوم الإكوادور على السفارة المكسيكية في العاصمة الإكوادورية كيتو.
وتابع: بدلاً من ذلك، توجه كبار مسئولي وزارة الدفاع الأمريكية "البنتاجون" إلى إسرائيل لإظهار الدعم، وحرص الرئيس بايدن على التأكيد على التزام واشنطن الصارم تجاه أمن إسرائيل، متساءلا: "هل من المستغرب أن يعتقد المسئولون الإسرائيليون أن بإمكانهم تجاهل نصيحة الولايات المتحدة؟".



قد يعجبك أيضا

شارك بتعليقك