دلالات مقتل زهران علوش (1) - نادر بكار - بوابة الشروق
الثلاثاء 7 مايو 2024 3:10 ص القاهرة القاهرة 24°

احدث مقالات الكاتب

شارك برأيك

هل تؤيد دعوات مقاطعة بعض المطاعم التي ثبت دعمها لجنود الاحتلال؟

دلالات مقتل زهران علوش (1)

نشر فى : الإثنين 28 ديسمبر 2015 - 11:05 م | آخر تحديث : الإثنين 28 ديسمبر 2015 - 11:05 م
فى ساعة مبكرة من مطلع هذا الأسبوع، تأكدت أنباء تمكن الغارات الروسية من قتل «زهران علوش» قائد أكبر الفصائل السورية المقاومة «جيش الإسلام». الفصيل السلفى وقائده كان أبرز حضور مؤتمر الرياض المنتهى قبل أيام قلائل لتوحيد الصف السورى المقاوم، والمعلومة الهامة للغاية فى هذا السياق أن «جيش الإسلام» يمثل أكثر الفصائل التى تبدى التزاما حقيقيا بالشرع _ بعيدا عن اختلاق الدواعش _ وتفهما للواقع واستعدادا لمرحلة ما بعد الأسد، من حيث استيعاب دروس التجارب المحيطة فى مصر وليبيا وتونس، والأكثر أهمية أيضا أنه يأتى على رأس أعداء «داعش» فى الداخل السورى متقدما على نظام الأسد نفسه، هذا إن افترضنا تجاوزا أن ثمة عداء بين داعش والأسد.
قتل زهران علوش- رحمه الله، ليس حادثا عرضيا قدر ما هو تكريس لسياسة لا يختلف فيها الروس عن الساسة الغربيين؛ سياسة تهدف فى مداها البعيد ويا للعجب إلى استمرار داعش فى أداء دوره وإقصاء أى قوة سنية _على وجه التحديد، تحول دون إتمام هذه المهمة.
إذا دققت فى البحث عن المستفيد والمتضرر من وجود «داعش»، ستتكشف لك أبعاد هذه السياسة فى منطقتنا بشكل أكثر وضوحا وهى جزء أول لابد من تسطيره قبل الحديث عن الدلالات المباشرة لمقتل زهران وما يمثله.
«طهران» تأتى على رأس المستفيدين؛ إذ أن داعش بكل ما يمثله من فزع للمجتمع الدولى كان ذريعة مناسبة جدا للنظام الإيرانى، لترسيخ أقدامه فى العراق وبسط نفوذه على سوريا فى آن واحد، بتوصيف هو أقرب إلى احتلال فعلى.
القوس الفارسى الممتد من طهران إلى دمشق لم يكن لأوتاده أن تدق لولا تفاهم إيرانى غربى تتجاوز بنوده بكثير «اليافطة» النووية المعلنة.
حضرت سجالات كثيرة فى أروقة كلية كينيدى للإدارة الحكومية بجامعة هارفارد، حيث أدرس حاليا، أطرافها مهندسو الاتفاق من الجانب الأمريكى أمام مؤيدين أو معارضين من داخل مطبخ السياسات الأمريكية والغربية بشكل عام. وأستطيع التأكيد على أن الاتفاق فى صورته الفلسفية هو إطلاق ليد إيران كقوة إقليمية كبرى للسيطرة على المنطقة ولو بشكل نسبى جنبا إلى جنب مع إسرائيل.
نظام الأسد استفاد بدوره من وجود داعش بشكل مباشر، ليحول مسار المعركة من انتفاضة شعب مقهور ضد نظام وحشى إلى معركة نظام أيا كان وصفه ضد إرهاب همجى يهدد الإنسانية جمعاء.
روسيا فى المرتبة الثالثة تخوض حربها الخاصة بالتنسيق الكامل مع طهران متذرعة بداعش التى لم يصبها منها طلقة بندقية واحدة حتى الآن.
مستوعبة لدرس ليبيا التى أرادت موسكو اجتزاء قطعة من كعكة المنطقة عنوة من يد الغربيين، واثقة أن رد هؤلاء لن يكون جسيما.