نحن النسوة - غادة عبد العال - بوابة الشروق
الأحد 12 مايو 2024 1:38 م القاهرة القاهرة 24°

احدث مقالات الكاتب

شارك برأيك

هل تؤيد دعوات مقاطعة بعض المطاعم التي ثبت دعمها لجنود الاحتلال؟

نحن النسوة

نشر فى : الثلاثاء 27 ديسمبر 2011 - 9:00 ص | آخر تحديث : الثلاثاء 27 ديسمبر 2011 - 9:00 ص

نحن نساء هذا البلد الصابرات الطيبات المتحملات، بيوصفونا غالبا بالخفة والدلال، ده فى الأفلام العربى القديمة، بالجدعنة، لما يكونوا عايزين قرشين من مخزوننا اللى تحت البلاطة، وبالمياصة وقلة الحيا، لما يكونوا عايزين يلاقوا مبررات لعيون بتئذينا وإيدين بتتمد علينا وسط الزحام.

 

بنسمع طول حياتنا تعريفات لينا بتختلف باختلاف الموقف اللى احنا فيه، بس غالبا، لو فيه موقف محرج أو مشكلة ما، أو أى قلق فى أى مكان إحنا متواجدين فيه، إحنا اللى دايما فى الآخر بيطلعونا غلطانين. واحنا صغيرين بيحفظونا فى المدارس أغانى زى: «البنات.. البنات» فيها عبارات منعشة زى «البنت زى الولد، ماهيش كمالة عدد»، لكن بمجرد ما بنحط رجلينا بره فصل المدرسة بندرك إن الأغنية دى غالبا ضمن منهج وزارة التعليم المستقبلى ــ قسم الخيال العلمى، البنت طبعا مش زى الولد، زيه إزاى بس؟!!

 

 البنت: عيب، جرصة، فضيحة فى انتظار الوقوع، مقصوفة رقبة، إكسرلها ضلع يطلعلها 24، مستنية أى فرصة عشان تمشى على حل شعرها، معظم الإجابات على أى حاجة نفسها تعملها بتنحصر بين 3 اختيارات: عيب، ما يصحش، حرام، حتى لو كانت الحرمانية من اختراع المتحدث.. مايصحش البنت تجرى خاصة لو فيه فى المكان رجالة كتير، مايصحش البنت ترفع صوتها خاصة لو هيسمعها رجالة كتير، مايصحش البنت تعترض على كلام الراجل بالخصوص لو قدام رجالة كتير، مايصحش البنت تقف فى حتة زحمة فيها رجالة كتير، رغم إن اللى بيئذيها مش الزحمة، اللى بيئذيها غالبا إيدين الرجالة الكتير، لكن عمرك سمعت كلمة بتتقال للرجالة الكتير؟!!، العيب دايما عليها هى، تستاهل اللى بيجرالها، إيه اللى وداها فى مكان فيه رجالة كتير؟، طب وبالنسبة ليهم هما؟، مافيش عليهم عيب؟، لأ هم مش مشكلتنا، هم رجالة مولودين بتصريح، يعملوا اللى يعملوه، يقولوا اللى يقولوه، يلمسوا اللى يلمسوه، ليس عليهم حرج، لكن هى.. هى اللى أجرمت فى حق نفسها وفى حق المجتمع بل وفى حق الرجالة الكتير كمان، هى مش عارفة إن نظرتها مثيرة للغرائز؟، مش عارفة إن صوتها محرك للشهوات؟، مش عارفة إن مجرد وجودها فى أى مكان يحث على التفكير فى ارتكاب المعاصى؟، طب وبالنسبة للى بيفكروا فى ارتكاب المعاصى دول؟، يوووه.. قلنا دول مش موضوعنا، دول.. مولودين.. بتصريح، إذا البنت مش زى الولد ولا حاجة، طبعا لأ، الولد ولد، راجل، يبنى ويعمر ويدافع عن البلد ويجيب حقها، ويرفع راس أهله ويشرفهم فى كل مكان، لكن هى وجودها نفسه مشكلة مش لاقينلها حل.. تتحجب؟، مش عاجبنا، عايزين أكتر من كده، تلبس عباية؟، عباية إيه ماهى مفصلة جسمها، آدى دراع وآدى دراع، إسدال؟، برضه لأ، ياسيدى مبين وشها، نقاب؟، وعينيها دى، عينيها مثيرة ومايصحش كده، نقاب كامل ما يبينش حتى عينيها؟، طب ما أنا هافضل شاغل نفسى برضه فيه تحت النقاب إيه.

 

ويظل رجال بلدنا فى حيص بيص، فى انتظار استيراد شحنة «طقية الإخفا» من دولة الصين الشقيقة، عشان يخلصوا من حيرتهم وعذابهم اللى مش قادرين يستحملوه، اليومين دول، الصورة بقت واضحة، والكلام اللى كنا بس بنحس بيه فى مجتمعنا الجميل بقينا بنسمعه واضح وصريح ودون مواربة، ومع ذلك وعلى الرغم من أن الأحداث الأخيرة أظهرت الاتجاه العام تجاهنا نحن النسوة فى بلدنا الحبيب  لسه بنسمع كليشيهات فى وسائل الإعلام المختلفة زى العبارة الشهيرة القائلة إن المرأة نصف المجتمع.. ربما كانت فى النهاية عبارة صحيحة وقائلها بالفعل يعنيها، لكن دعونا نسأل إذا كانت المرأة حقا هى نصف المجتمع، لماذا يصر الجميع على أنها لا يمكن أن تكون سوى نصفه التحتانى؟!!

التعليقات