الآن يتكلم - عمرو خفاجى - بوابة الشروق
الجمعة 17 مايو 2024 12:39 م القاهرة القاهرة 24°

احدث مقالات الكاتب

شارك برأيك

هل تؤيد دعوات مقاطعة بعض المطاعم التي ثبت دعمها لجنود الاحتلال؟

الآن يتكلم

نشر فى : السبت 27 يوليه 2013 - 9:00 ص | آخر تحديث : السبت 27 يوليه 2013 - 9:00 ص

خرج علينا السيد رئيس الوزراء السابق الدكتور هشام قنديل بمبادرة للخروج من الأزمة الراهنة التى تعيشها البلاد، والأكيد أنه فى الغالب يتم تثمين وتقدير أية جهود تعمل على إنهاء الأزمات بالحوار فهذه وظيفة السياسة فى البدء والمنتهى، لكن مبادرة الدكتور قنديل لم يلتفت أحد إلى محتواها، فقط تابع الجميع بدهشة أنه «الآن يتكلم» بينما لم يتكلم أبدا عندما كانت القرارات بين يديه وهو فى منصب رئيس الوزراء.

وربما لو كان قد «تكلم» لما وصلنا لما فيه نحن الآن، والمذهل أنه تحدث أمس الأول (الخميس) وكأنه خبير جاء من خارج المشهد يحاول أن يساعد فى إطفاء نيران المعارك السياسية الدائرة.

تقريبا، كان الدكتور هشام قنديل رئيسا لوزراء مصر لمدة عشرة أشهر، كان حريصا كل الحرص على الابتعاد تماما عن العمل السياسى، هذا ليس من باب الدعابة لكنه تقرير لما فعله الرجل وحرص عليه طوال فترة وجوده فى منصبه، لم نسمع له صوتا أيام الإعلان الدستورى، ولم يكن موجودا وقت إعداد الدستور الذى مر بليل، الرجل تكلم فقط عن مفاوضات صندوق النقد حول القرض المشهور، الرجل تكلم أيضا عن أزمة الكهرباء، وصنع أزمة مع السيدات حينما تحدث عن المياه، لكننا لم نلمح أو نشاهد الرجل يخوض يوما غمار أى معركة سياسية بحثا عن توافق كنا نصرخ من أجل تحقيقه حتى لا يحدث ما نشاهده هذه الأيام.

لا أفهم الذين يطرحون مبادرات الآن ويتحدثون عن الشرعية، وهم من كانوا فى مقدمة الصفوف يغتالون الشرعية بجميع أشكالها وأنواعها بدم بارد، أو يلوذون بالصمت وكأن القضية لا تعنيهم، وكان من بينهم الدكتور هشام قنديل، الذى تابع مؤتمر «نصرة سوريا» الذى حضره الرئيس السابق وتم تهديد الشعب صراحة على الهواء بالسحل والقتل، وكأنه لم يكن لنصرة سوريا أبدا.

بقدر ما كان لترويع المصريين وتهديدهم، وهو المؤتمر الذى صار معروفا عند البعض بمؤتمر التحريض على قتل الشيعة، أيضا لم يتكلم السيد رئيس الوزراء عندما قام الحزب الحاكم (الحرية والعدالة) بالدعوة لتظاهرات ٢١ يونيو التى أطلقوا عليها تظاهرات نبذ العنف، والتى أطلقت دعوات سحل وسحق كل من سيتظاهر يوم ٣٠ يونيو، وهى التظاهرات التى وصفها الرئيس السابق بالممتازة، أما تظاهرات يوم ٢٨ يونيو، التى أكدت على ضرورة العنف وأن الرجال ينتظرون للتعامل مع من يقترب من القصر، فقد تكلم السيد الدكتور هشام قنديل رئيس الوزراء وقتها، لا رافضا للعنف ولا معترضا على ترويع المصريين، ولا باحثا عن طمأنتهم.

بل التأكيد على سير العمل وانتظامه يوم التظاهرات الكبرى ٣٠ يونيو، بل وتناثرت تصريحات هنا وهناك عن مكافآت لمن سيداوم يومها ويحرص على التواجد فى مقر عمله، لا متظاهرا فى الميادين المختلفة.

مشكلة الدكتور هشام قنديل، أنه جاء رئيسا لوزراء مصر فى أخطر مراحلها من أجل تعضديد التجربة الديمقراطية واحترامها، وللأسف شارك الرجل فى وأد كل ذلك، وكان هما ثقيلا علينا، بل كان رحيله هو الشىء الوحيد المتفق عليه بين القوى السياسية المختلفة، وبصراحة أرجو من الدكتور قنديل أن يصمت الآن، فمن لم يتكلم وقت أن كان كلامه فرضا وضرورة، فلا داعى أن يتكلم فى لحظة صارت فيها تصريحاته وكلماته «من نافلة القول».

عمرو خفاجى  كاتب صحفي وإعلامي بارز
التعليقات