محاولة أُخرى للشَوْف - عمرو خفاجى - بوابة الشروق
الخميس 18 أبريل 2024 6:26 ص القاهرة القاهرة 24°

احدث مقالات الكاتب

شارك برأيك

هل تؤيد دعوات مقاطعة بعض المطاعم التي ثبت دعمها لجنود الاحتلال؟

محاولة أُخرى للشَوْف

نشر فى : السبت 28 يونيو 2014 - 6:00 ص | آخر تحديث : السبت 28 يونيو 2014 - 6:00 ص

كل شىء تقريبا حدث فى مصر خلال الشهور الثمانية عشرة الماضية: من الوفاق إلى الثورة، ومن دستور إلى دستور، ومن رئيس منتخب إلى آخر مؤقت وثالث منتخب أيضا، حكومات متعاقبة، انتفاضات جماهيرية، عمليات إرهابية، فوضى، استقرار، دولة تغيب.. دولة تحضر، ثورة تختفى وأخرى تظهر، قوى تصعد وغيرها تحتضر، علاقات دولية تسوء وغيرها تنشط وتتألق، وجوه غابت فى هذا الزحام ووجوه ظهرت، نجاحات وإخفاقات وخارطة طريق وكأننا نبدأ السطر من أوله.

أول سطر كتبته فى هذه المقال قبل الشهور الثمانية عشرة «على مدد الشوف» وقتها كان لدى طموحات أن أرى وأكتب، أطوف وأحصد وأقدم لكم الحصاد، أشوف وأصنع لكم رأيا نختلف حوله فنستفيد جميعا من جدل حول قضايا ينشغل بها العالم وتهتم بها البشرية، كنت أريد أن أنطلق فى مساحات واسعة فضفاضة، كتب وأفلام ومؤتمرات، حوارات وندوات، العالم واسع ويتسع ونحن نضيق ثم نضيق ثم نضيق حتى حبسنا أنفسنا فى سجن المراحل الانتقالية، فى سجن القلق الداخلى، فى سجن الغضب الداخلى، حتى المراحل الانتقالية التى تجرى من حولنا لم نلحظها، وطبعا لم نلتفت لأى قلق أو غضب خارجنا، فكنا دوما أسرى ما يحدث تحت أقدامنا، حتى لو كان من حولنا يغير ويبدل ما ننشغل به تحت أقدامنا. فالسياسة بوجهها القبيح أطلت وسيطرت على المشهد وعتمت على الشوف وغلبت الفن والثقافة والرياضة والعلم والبهجة والمرح، المؤقت هزم الدائم، والبائد أزاح الخالد، فلم نر أمامنا ـ للأسف الشديد ـ سوى هذا الجدار البائس الملطخ بالدماء المخلص للسياسة فى أحط صورها، جدار عازل لكل جميل تمنيناه وتمنينا الكتابة له وعنه.

كتبت أيام الأسبوع السبعة أحاول فقط التخلص من كآبة ما يحدث، وأفتش عن كل ما يبعث أملا قدر المستطاع، فعلا كنت أحاول الشوف قدر الإمكان، كنت أشتبك مع ما يجب الاشتباك معه، وأُحيى ما يستحق التحية والذى كان قليلا ونادرا، وعلى أية حال مازلت أحمل نفس الطموح ولازلت أثق فى قادم الأيام أن تمكننى من فعل ذلك، ولعلى أكون قد أصبت فيما قدمت، واغفروا لى إذا كنت قد أخطأت، فالكتابة فعل اجتهاد، وأتمنى أن أكون قد أجتهدت، وبعد كتابة مستمرة لمدة ٥٤٤ يوما بلا توقف، اسمحوا لى ببعض الوقت للراحة والمراجعة وللإمساك بما يليق بكم لأضعه بين أيديكم بعد إجازة قصيرة بإذن الله وأهلا بشهر الرحمة وكل عام وأنتم بخير.

عمرو خفاجى  كاتب صحفي وإعلامي بارز
التعليقات