السنوار ليس مخطئا.. الوضع القائم فى حرم المسجد الأقصى فى خطر - من الصحافة الإسرائيلية - بوابة الشروق
الخميس 9 مايو 2024 5:50 م القاهرة القاهرة 24°

احدث مقالات الكاتب

شارك برأيك

هل تؤيد دعوات مقاطعة بعض المطاعم التي ثبت دعمها لجنود الاحتلال؟

السنوار ليس مخطئا.. الوضع القائم فى حرم المسجد الأقصى فى خطر

نشر فى : الثلاثاء 27 فبراير 2024 - 6:55 م | آخر تحديث : الثلاثاء 27 فبراير 2024 - 6:55 م

يقول إيهود أولمرت: «الهدف الأعلى للثنائى بن غفير وبتسلئيل سموتريتش هو «الحرب على الضفة الغربية، وعلى حرم المسجد الأقصى». أما «الهدف النهائى»، فهو بحسب كلامه، «تطهير» الضفة الغربية من سكانها من الفلسطينيين، و«تطهير» المسجد الأقصى من المصلين المسلمين، وضم المناطق الفلسطينية إلى دولة إسرائيل. هذه الرؤية المشبعة بالدم اليهودى والعربى يطلق عليها أولمرت اسم «أرماغدون». وبحسب تحليله، «سيطر هذا الثنائى على الحكومة الإسرائيلية وجعل رئيسها خادما له».
هذا التحليل لا يعكس رأى أولمرت وحده. بل يشاركه فيه عدد كبير من المعلقين المعادين لنتنياهو، وليس فقط فى صحيفة «هاآرتس». فهذا هو الرأى السائد إزاء أيديولوجيا بن غفير وسموتريتش، وميزان القوى بينهما وبين نتنياهو. لكن أيديولوجيا هذا الثنائى الفاشى لم تولد من العدم بعد 7 أكتوبر. ويمكن تطبيق هذا التحليل بالعودة إلى الوراء، ومن منظور تاريخى.
كتب عاموس هرئيل فى «هاآرتس» (23/2): «يبدو أن سلوك بن غفير فى حرم المسجد الأقصى خلال الأشهر التى سبقت الحرب الحالية شكل ذريعة لشن «حماس» هجومها». نداف إيال فى «يديعوت أحرونوت» (23/2)، كان أكثر حسما فى الموضوع، فكتب: «فى مجتمع الأجهزة الاستخباراتية، تظهر الصورة واضحة بشأن الأسباب التى دفعت يحيى السنوار و«حماس» إلى 7 أكتوبر. والأمور التى سأكتبها لا تعتمد على تقديرات أو نقاشات، بل على معلومات استخباراتية جرى الحصول عليها خلال الحرب، وفككت رموزها. أحيانا، تظهر خلافات فى وجهات النظر بين الشاباك وبين أجهزة الاستخبارات، لكن، تحديدا، الرؤية بشأن موقف السنوار ودوافعه كانت متطابقة إلى حد كبير». ويؤكد إيال أن الصورة الاستخباراتية استندت إلى معلومات وأدلة ذات صدقية ووثائق وتسجيلات ومواد من تحقيقات».
وماذا تقول هذه الصورة؟ «السنوار والمقربون منه أقنعوا أنفسهم بأن الوضع القائم (الستاتيكو) فى حرم المسجد الأقصى فى خطر بسبب وجود اليمين المتطرف فى الحكومة»، يشرح إيال (وضمن دوافع السنوار، ورد ذكر وضع الأسرى، والتطبيع مع السعودية، وتهميش القضية الفلسطينية فى جدول الأعمال الدولى، وعودة الاغتيالات إلى قطاع غزة). ماذا يعنى أن السنوار والمقربين منه «أقنعوا أنفسهم»؟، هم لم يقنعوا أنفسهم، بل قرأوا الواقع الراهن: منذ تأليف هذه الحكومة الفاشية، «الوضع القائم فى حرم المسجد الأقصى فى خطر بسبب وجود اليمين المتطرف فى الحكومة». كما ورد فى كلام أولمرت الذى، كما ذكرنا، يعكس مواقف التيار الإسرائيلى السائد المعادى لنتنياهو. السنوار لم يخطئ. فالوزراء المتطرفون الذى يسيطرون على نتنياهو يسعون لـ«تطهير المسجد الأقصى من المصلين المسلمين»، بحسب أولمرت. والحديث عن أن الوضع القائم فى المسجد الأقصى فى خطر هو أقل ما يقال.
لم يقنع السنوار والمقربون منه أنفسهم بأن الوضع القائم فى خطر، بل من أقنعهم هو بن غفير وسموتريتش. كما أن تساهل نتنياهو معهما هو الذى أقنعهم، وهم ببساطة، لم يقنعوا أنفسهم، بل كانوا على حق. وبعكس إسرائيل، فإن تقديرهم لنيات العدو صحيح ودقيق، وله أساس من الصحة. إن اسم «طوفان الأقصى» يعكس هدفا حقيقيا لهجوم 7 أكتوبر، والناجم عن تخوف حقيقى من أن مصالح المسلمين فى المسجد الأقصى فى خطر. ويجب الاعتراف بأن ضحايا عمليات الخطف، فى معظمهم، دفعوا، ويدفعون ثمنا باهظا من أجل موقع دينى لا قيمة له بالنسبة إليهم، لكنه بالنسبة إلى بن غفير وسموتريتش والسنوار، فإنه يستحق تدمير العالم كله من أجله.

روغيل ألفر
كاتب إسرائيلى هاآرتس
مؤسسة الدراسات الفلسطينية

التعليقات