جبال بورسعيد الثلاثة - عمرو خفاجى - بوابة الشروق
الجمعة 17 مايو 2024 10:32 ص القاهرة القاهرة 24°

احدث مقالات الكاتب

شارك برأيك

هل تؤيد دعوات مقاطعة بعض المطاعم التي ثبت دعمها لجنود الاحتلال؟

جبال بورسعيد الثلاثة

نشر فى : الأربعاء 27 فبراير 2013 - 8:00 ص | آخر تحديث : الأربعاء 27 فبراير 2013 - 8:00 ص

 2ــ جبل الحكايات فى عام ١٩٥٦ ومع اشتداد المعركة مع المعتدى الغاشم، سقط الكثير من الشهداء، فلم يجد رجال بورسعيد إلا استادها الكروى، ليدفنوا من دافعوا عن المدينة ونالوا فخر الشهادة، ليصبح الملعب الذى تألق على أرضه الضظوى وأبو حباجة، مقبرة للشهداء، وسبحان الله، أن هذه المقبرة الكريمة التى احتضنت رفات شهداء النصر على العدوان الثلاثى، هى ذاتها التى شهدت وسجلت جريمة قتل ٧4 مواطنا مصريا محبين لكرة القدم ولفنون تشبه فنون الضظوى وأبو حباجة والسنجق ومسعد نور، وسمير الغزناوى متعه الله بالصحة والعافية، وفى زمن الثورة التى حررت البلد من طغاتها الجدد وخلعت الرئيس الذى عاقب بورسعيد، ليسجل ذات الملعب مشهدا مأساويا لم نستطع جميعا تحمله أو تفهمه، بل كان الحادث بمثابة نكسة للثورة ووبال على المدينة المخلصة للبسالة والنضال وقتال الأعداء.

 

وما بين الحدثين، ربما لا يعرف الكثيرون، كما أخبرنا أستاذ الصحافة ونقيبها جلال عارف، وابن المدينة الباسلة، أن حدثا كرويا مأساويا شهده نفس الملعب فى نهاية سنوات الخمسينيات، وشهد الكثير من الضحايا، وكانت المواجهة مع الشرطة، لكن وفقا لرواية عارف، ان المركز، سلطة القاهرة، جاءت واعتذرت، وتقدم وزير الداخلية جنازة شهداء المباراة ومن خلفه ما يقرب من نصف وزراء الحكومة، والتى ألغت سنتها احتفالات النصر حدادا على أرواح الشهداء، بينما لم تذهب حكومة ثورة يناير حتى الآن لتطييب خاطر المدينة التى فقدت أربعين من رجالها، فى موقعة أطلق عليها الإعلام (محيط سجن بورسعيد) بينما يقول محمد الأقطش أنشط ناشطيها وابن امامها الشهير (الشيخ الأقطش) إن الذين استشهدوا كانوا ايضا فى وسط المدينة بعيدا عن سجنها.

 

بورسعيد التى يعتبرها أهلها أنها جبل الحكايات، عاجزة أن تجد رواية واحدة مقبولة لقتل ابنائها، فى اعقاب حكم لم يصدر حتى الآن بالفعل، هم يطلبون القصاص، وهم ايضا يوافقون على القصاص للذين ماتوا فى موقعة الاستاد.. محمد الأقطش قال: ألا تعرف مصر أن أهالى بورسعيد هم من ألقوا القبض على المتهمين وسلموهم للداخلية، وفى مقدمتهم المتهم الأول، وأن أهل بورسعيد سهروا بالمستشفيات يتبرعون بدمائهم لإنقاذ الجرحى من الضحايا، فقط يرفض أهالى بورسعيد قانون (القصاص وخلاص).

 

ما يغضب أبناء بورسعيد أولا، ويتداولونه على المقاهى، أن الدولة وتليفزيونها الرسمى، لم يعلنا الحداد على من مات فى الأحداث، وكأن لا قيمة لأبنائها، كما أن الحكومة لم تهتم أو تنشغل بالأمر، عبر أى تصريح أو بيان، وقالوا رئيس الوزراء يذهب إلى غزة ولا يسأل عنا، وكأن الحداد لا يليق بنا.

 

الحكايات فى بورسعيد، لم تتوقف عما حدث، لكنها حكايات لا تعرف سوى الحزن على من مات، والحزن على أنفسهم من الذين ظلموهم، ودفعوهم ليفعلوا ما لا يحبون.. «التوقف ــ طوعا أو كرها ــ عما يجيدونه أفضل: العمل» والذى لم يجدوا غيره ردا على من فرض عليهم الطوارئ وحظر تجولهم فى مدينتهم المكلومة.

عمرو خفاجى  كاتب صحفي وإعلامي بارز
التعليقات