مصطفى حمزة - محمد عصمت - بوابة الشروق
الإثنين 29 أبريل 2024 4:42 م القاهرة القاهرة 24°

احدث مقالات الكاتب

شارك برأيك

هل تؤيد دعوات مقاطعة بعض المطاعم التي ثبت دعمها لجنود الاحتلال؟

مصطفى حمزة

نشر فى : الثلاثاء 27 مارس 2012 - 8:00 ص | آخر تحديث : الثلاثاء 27 مارس 2012 - 8:00 ص

عاش مصطفى حمزة القيادى بالجماعة الإسلامية وأحد أمرائها فى فترة من الفترات،حياة تشبه الأساطير، قذفت به من حياته الوادعة فى مدينته الصعيدية الهادئة، إلى آتون المعارك الدامية فى افغانستان، ليكون واحدا من الذين غيروا تاريخ البشرية كلها بمشاركته فى الحرب ضد الاحتلال الروسى لأفغانستان والتى انتهت بسقوط الاتحاد السوفييتى واختفائه من التاريخ، وكأنه واحد من أبطال الملاحم اليونانية القديمة، الذين تسوقهم الأقدار إلى معارك مقدسة، لا يملكون خيار رفضها أو حتى الاعتراض عليها.

 

مصطفى الذى يقبع الآن فى سجن شديد الحراسة بطرة، ويحاكم فى قضية «العائدون من أفغانستان»، هو ابن هذا الجيل الذى شهد انقلابات كبرى وهزائم مروعة فى تاريخنا السياسى فى مصر، بدأت مع انكسارات المشروع الناصرى بجرائمه الكبرى فى ميدان الديمقراطية وحقوق الانسان والتى عبرت عنها نكسة 67 بوضوح تام، مرورا بتنازلات السادات المهينة لإسرائيل وامريكا وتفريطه فى ثوابتنا الوطنية وتسليمه البلد لتجار الشنطة الذين اصبحوا نجوم الانفتاح الاقتصادى وباعوا انتصارت حرب اكتوبر للحصول على توكيلات شركات عالمية، نهاية بمافيا حكم مبارك التى اعتبرت مصر عزبة نشرت فيها الفساد ووصلت بنا إلى أدنى درجات الانحطاط ربما طوال تاريخنا كله.

 

وكان مصطفى بمسيرته السياسية هو صرخة احتجاج ضد كل هذه الأوضاع البائسة، وكان بشفافيته الإنسانية من أوائل الذين رفضوا ما يفعله بنا مبارك، فوقف ضده معارض صلب وكأنه كان يعرف كل جرائم مبارك قبل ان يرتكبها.

 

مصطفى حمزة الذى قبل مبادرة وقف العنف، وأدان بشدة حادث الأقصر، عاش حياة قاسية، ذاق فيها آلاما لا يتحملها غيره، مطاردا فى بلاد الله، بعيدا عن بلده وأهله وأصدقائه، إلى تسلمه نظام مبارك منذ عشرة اعوام ظل خلالها محبوسا فى سجن طرة دون محاكمة عادلة، لا اشك فى انها لو توافرت له فستحكم عليه بالبراءة.

 

مصطفى حمزة هو فى واقع الأمر ضحية أنظمتنا السياسية التى كبلتنا بقيود من نار،لم تترك لنا حق التعبير بحرية عن أفكارنا ومعتقداتنا وهو الآن يستحق أن يحصل على العفو السياسى، لنؤكد به ان ثورة 25 يناير فتحت فعلا صفحة جديدة فى حياتنا.

 

عرفت مصطفى أو «صافى» كما كنا نناديه،ونحن نودع مرحلة الطفولة، وتزاملنا فى فصل واحد مع أصدقاء مازالوا الأقرب إلى القلب ومنهم توفيق سليم ومحمد على خليفة ومحمد فريد معاذ، وكنت أنت يا مصطفى أكثرنا طيبة ونبلا وذكاء وشجاعة وحكمة، ودفعت غاليا ثمن نبلك وشجاعتك واخلاصك لمعتقداتك.. فآن لك أن تستريح، وأن تقر أعين أهلك وأحبابك بحصولك على حريتك.

محمد عصمت كاتب صحفي