من السلمية إلى التعذيب - عمرو خفاجى - بوابة الشروق
الجمعة 17 مايو 2024 11:05 ص القاهرة القاهرة 24°

احدث مقالات الكاتب

شارك برأيك

هل تؤيد دعوات مقاطعة بعض المطاعم التي ثبت دعمها لجنود الاحتلال؟

من السلمية إلى التعذيب

نشر فى : الخميس 25 يوليه 2013 - 8:00 ص | آخر تحديث : الخميس 25 يوليه 2013 - 8:00 ص

بصراحة، لم يعد مقبولا الحديث عن سلمية اعتصامات وتظاهرات جماعة الإخوان المسلمين، وأنصارها، خاصة تصريحات متحدثها الرسمى وبعض قيادات الجماعة، فبعيدا عن أسباب أو طلبات هذه الاعتصامات والتظاهرات، فمعظم ما تقوم به الجماعة والكثير من أنصارها يندرج تحت باب العنف الممنهج والمنظم، بل ما هو أكثر من العنف، وقد كانت الأحداث الأخيرة فى ميدان التحرير واضحة جلية لا تحتاج إلى تفسير أو شروحات، بعد ظهور البعض من أعضاء الجماعة وهم يحملون الأسلحة ويستخدمونها، بدون أسباب واضحة، مع متظاهرين سلميين آخرين، وكانت تصريحات الجماعة قبلها تؤكد أن مظاهراتهم، ستحاول ألا تعطل السير فى شوارع القاهرة، وبالطبع يحدث العكس، بل يبدو أن المستهدف هو العكس، لذا يكون المتحدث الرسمى للجماعة قد فقد مصداقيته تماما أمام وسائل الإعلام التى تتعامل معه، وكذلك القادة الذين كانوا يحظون بثقة بعض وسائل الإعلام، وهى ألاعيب مجانية ورخيصة ولا تليق بهم. 

هذا لا يمنع مطلقا، أن بعض القوى أو الجماعات، أو حتى ما يمكن أن نطلق عليهم الأهالى، يجنحون للعنف كثيرا فى مواجهة جماعة الإخوان وأنصارها، ويصل الأمر فى كثير من الأحيان لاستخدام الأسلحة النارية، وهو أمور جميعها ستذهب بنا إلى سيناريوهات غير محمودة، وهنا يجب أن يكون دور الدولة واضحا ومحددا، فكما نسمع عن ضرورة حماية التظاهرات والاعتصامات السلمية، يجب أن نسمع عن تعاملات أمنية حاسمة عمن يخرج عن السلمية من أى طرف، لأن الحفاظ على الأرواح فى مقدمة المهام التى تقوم بها الدول والحكومات، ومفهوم الحياد هنا فى غاية البغض، لأن قوات الأمن لا تدخل تحت دعاوى عدم الانحياز لطرف ضد آخر وهذا فى حد ذاته كلام فارغ وغير مقبول، لأن حماية الأرواح والأنفس مقدمة على ما سواها. 

أما الأمر الذى يجب أن نتوقف عنده طويلا وكثيرا، وعلى جماعة الإخوان إصدار بيان واضح بشأنه، كما أن منظمات حقوق الإنسان مطالبة بالتحقق والتثبت منه، هو ما تردد مؤخرا عن حالات تعذيب غير إنسانية تتم فى محيط اعتصام «رابعة العدوية» وكان آخرها ما ذكره الضابط المختطف (الخطف فى حد ذاته جريمة لا علاقة لها بسلمية التظاهرات) ومن قبله حكايات بعض الجماعات الشبابية والتى طالبت بالتحقيق فى وقائع جلد بعض زملائهم المعترضين على ممارسة العنف، ومن قبل ذلك حكايات مثل حالة طنطا، الذى تم تعذيبه حتى الموت، وقصة تعذيب ما أطلقوا عليه (لص الهواتف المحمولة) والذى حاولوا التخلص منه على الطريق الدائرى، وغيرها من الحكايات المرعبة عن وقائع تعذيب بشعة.

 التعذيب من الجرائم الأساسية التى ثار عليها الشعب فى يناير ٢٠١١ وهى من الجرائم التى لا تسقط أبدا، وأن يمارس الإخوان هذه الجريمة، فنحن نتحدث عن عار من الصعب محوه، فأرجا أن تكون الردود واضحة وصريحة وسريعة، وأيضا ألا تتقاعس منظمات حقوق الإنسان عن هذا الكلام لأنه جد خطير ومفزع.

عمرو خفاجى  كاتب صحفي وإعلامي بارز
التعليقات