حقيقة الثورة - عمرو خفاجى - بوابة الشروق
الجمعة 17 مايو 2024 1:06 م القاهرة القاهرة 24°

احدث مقالات الكاتب

شارك برأيك

هل تؤيد دعوات مقاطعة بعض المطاعم التي ثبت دعمها لجنود الاحتلال؟

حقيقة الثورة

نشر فى : السبت 25 يناير 2014 - 7:35 ص | آخر تحديث : السبت 25 يناير 2014 - 7:35 ص

تأتى الذكرى الثالثة لثورة ٢٥ يناير ٢٠١١، وسط أحداث جسام، لا يمكن الفرار منها ولا يمكن قبولها بأى حال تحت أى مسمى، سوى أنها أعمال إرهابية دنيئة لا يمكن تفهمها أو فهم دوافعها، تماما مثل عدم قبول أو تفهم أن ثورة يناير كانت مؤامرة، فكما أن الإرهاب واضح وواضح من يقف خلفه، فإن تلك الثورة كانت واضحة وشفافة.. وسبب وضوحها وشفافيتها، أن صاحبها هو الشعب، وأن من قام بها هو الشعب، وأن الملايين التى ذهبت لميادين التحرير فى أربعة أنحاء مصر، كانت تعلن عن ثورتها ضد الاستبداد والفقر والظلم، وعظمة الثورة أيضا كانت واضحة وضوح الشمس لأنها كانت ثورة سلمية بحق، على العكس تماما من عمليات الإرهاب الأسود، أو حتى عنف المولوتوف والخرطوش، فكل ذلك لم يكن من ثقافة وأدبيات ثورة يناير التى بهرت العالم فى طريقة التغيير، ولا يعنى أبدا أن مسارات الثورة انحرف بها البعض عن شعبيتها أو عن مطالبها، أنها لم تكن ثورة عظيمة، ولأنها كذلك، فهى ماضية فى طريقها وستحقق أهدافها رغما عن كل أعدائها.

حقيقة ثورة يناير أنها كانت ثورة كل الشعب، الشباب والشيوخ، اليسار واليمين، الأغنياء والفقراء، ثورة الجميع ضد الفساد والفقر والظلم والاستبداد، وعلى ما يبدو أن ذلك تحديدا لم يفهمه الجميع، واعتقد كل فريق أنها ثورته، أو على الأقل أنه طليعتها، وربما كان ذلك هو الخطأ القاتل الذى انحرف بالثورة عن مسارها ودفع الأمور لما شاهدناه وتابعناه خلال السنوات الثلاث الماضية، حيث حاولت قيادات ونخب وتيارات بعينها الانفراد بالثورة والسير بها فى اتجاهاتهم، لذا فقدت الثورة إجماعها الشعبى مبكرا، وهذا ما يجب أن يواجهه الجميع، فالتلاحم كان ١٨ يوما حتى تنحى مبارك، و١٨ يوما أخرى من الفرحة حتى استفتاء الحلال والحرام مع بداية مارس ٢٠١١، وقتها اعتقد كل فصيل أنه الثورة، لكنها تاهت بين أطماع هذا وذاك، وفقدت وحدتها، وبالتالى غابت أهدافها عن الشعب صاحبها الأصيل.

ما أفهمه، كما تخبرنا التواريخ دوما، أن هذه الثورة ستنتصر مثل كل الثورات النبيلة التى فجرتها الشعوب ضد ما يقهر الإنسانية من ظلم وفساد وفقر، ومن يريد أن يلحق الثورة فهى موجودة ومخزونة فى قلوب وعقول شعب أعتقد أنه لن يتنازل عنها، كما أعتقد أنه لن يسمح بالمساس بها، فحتى وإن بدا صامتا راضيا فى بعض الحالات، فهذا لا يعنى أنه موقفه النهائى، أو قراره الأخير، فهو يعرف كيف يتحفز وكيف يحصل على حقوقه، والثورة حقه وأهدافها من أجله، صحيح أنه لم يربح منها حتى الآن ما كان يهدف لربحه، لكنه ينتظر فى صبر وتقدير للجو العام والمشهد السياسى المرتبك، كما أنه يعرف جيدا من يقف معه ومن يخدعه، وبالمناسبة هو غير قابل للخداع، قد يظهر فى صورة المخدوع لبعض الوقت، لكن فى نهاية الأمر سيعاقب كل من فكر فى خداعه، وكل من سلب حقه، وكل من ساهم فى سرقة ثورته وأهدافها.. الشعب الذى ثار بسلمية فى يناير ٢٠١١، يعرف جيدا كيف سيسترد ثورته عاجلا أو آجلا لكنه لن يتركها أبدا للمخادعين.

عمرو خفاجى  كاتب صحفي وإعلامي بارز
التعليقات