دعم أى دولة؟ - نادر بكار - بوابة الشروق
الثلاثاء 7 مايو 2024 2:52 ص القاهرة القاهرة 24°

احدث مقالات الكاتب

شارك برأيك

هل تؤيد دعوات مقاطعة بعض المطاعم التي ثبت دعمها لجنود الاحتلال؟

دعم أى دولة؟

نشر فى : الخميس 24 ديسمبر 2015 - 10:55 م | آخر تحديث : الخميس 24 ديسمبر 2015 - 10:55 م

سواء بقيت على اسمها الأول فى حب مصر، أو تغيرت إلى ائتلاف دعم الدولة، أو خشى أصحابها من ردود أفعال ناقمة، فدبجوا اسما جديدا يحمل نفس صبغة الإقصاء والحصرية؛ يظل الحديث عنها مكررا، قد تناوله من قبلى الكثيرون ومازالوا. فليس مقصودى ههنا، تسويد صفحة أو تسطير مقال قدر ما هو تسجيل موقف يتطلبه الأمر أحيانا تلبية لنداء ضمير وإلحاق فطرة.. وربما تكثير لسواد الرافضين لعله يُحدث بعد ذلك أثرا.
منذ اللحظات الأولى للولادة المتعسرة لفكرة القائمة الموحدة، كنت ضمن جموع الرافضين بل المستهجنين، لاعتبارات كثيرة، لعل أبرزها عصف هذه الفكرة بكل معانى التعددية والتنافسية التى نروج على الناس وجودها بل حتميتها، وفق عقد المصريين الاجتماعى.. ليس العصف فحسب، وإنما الاستخفاف، بل والتحايل على الناخب المصرى بإقناعه أن ما تم تقريره وحسمه سلفا بالترهيب والترغيب وضخ الأموال الطائلة، إنما هو اختياره الحر بملء إرادته لمن سيمثله فى البرلمان، مراقبا ومشرعا.
أرغمنا جميعا على تجرع نجاح قائمة ضمت أشتاتا من البشر، ليس بينهم رابط واحد مفهوم يصلح لاستنتاج خطواتهم المستقبلية، اللهم إلا المال والمال وحده.. لتأتى بعد ذلك المرحلة الثانية من التلويح بعصا الدولة لمن عصى، أو حتى تساءل عن مفهوم تلك الدولة.
أراد مهندسو الانتخابات القابعون خلف نفس المكاتب القديمة، المفكرون بنفس العقلية القديمة، والمسكونون أيضا بنفس الروح القديمة، أن يستكمل مندوبه فى البرلمان ما تعذر إتمامه فى الانتخابات نفسها، ليس لحياء وقتها أو خجل معاذ الله، وإنما بدافع خوف غريزى من أن يتسع الخرق على الراقع قبل استتباب الأمور.
الآن سيختار هؤلاء من يرضون سيرته من واقع الملفات طبعا، ويثقون فى طاعته، عليهم الاختيار وعليه التنفيذ؛ وإلا فإن (حل البرلمان) وبالتالى ضياع ( التورتة) كان تهديدا حاضرا مباشرا فوريا.. التهديد كان فى بعض الشئ ربما لأن أصحابنا هؤلاء لا صبر عندهم لدليل أو تفاوض؛ ويبدو أن التهديد قد أثمر أكله بأسرع حتى مما توقعوا.
مفهوم الدولة فى مصر أصبح ملتبسا ومبتذلا ــ وأنا هنا أستعمل أكثر الأوصاف دبلوماسية ــ إلى أقصى حد؛ ولو أنك استوقفت اثنين لتسألهما عن دلالة لفظ الدولة، لظفرت باختلاف مذهل فى الإجابات، يندر أن يتوافر فى غير بلادنا.
هل الدولة هى الرئيس؟ هل هى أمن الدولة؟ هل هى أجهزة الأمن مجتمعة؟ أم هى لاتزال عند حدها الكلاسيكى مؤسسات تحافظ على ترابط المجتمع وتحمى مصالحه؟