دردشات الشارع - خالد الخميسي - بوابة الشروق
الخميس 16 مايو 2024 8:15 ص القاهرة القاهرة 24°

احدث مقالات الكاتب

شارك برأيك

هل تؤيد دعوات مقاطعة بعض المطاعم التي ثبت دعمها لجنود الاحتلال؟

دردشات الشارع

نشر فى : الأحد 24 أكتوبر 2010 - 12:50 م | آخر تحديث : الأحد 24 أكتوبر 2010 - 12:50 م
كل سنة وأنتم طيبون، دخل الصيف علينا وإحنا داخلين على نوفمبر وفتح فى وشنا ماسورة هباب من الشمس الشموسة. واضح أن حقائق الجغرافيا بتتبدل وبقينا فجأة بلد من بلاد النصف الجنوبى من العالم، بقينا البرازيل فجأة. البرازيل حتة واحدة، يا ريت. لكن المصيبة ان احنا اترمينا فى النصف الجنوبى من العالم من غير ما نبقى البرازيل.

الجو نار، والأسعار نار، واحنا باين علينا عايشين فى النار واحنا مش واخدين بالنا. ولا واخدين ماحدش واخد منها حاجة. شكلها كده والله، أعلم أن الحكومة قررت ما تصرفلناش شتا السنة دى. احتياطى. تشوف الأول حنكون شعب مؤدب وبيسمع الكلام وبيشرب الميه الوسخة وهو ساكت أثناء تظبيطهم الانتخابات التشريعية الجاية. والله كنا مؤدبين والانتخابات عدت على خير، يصرفوا لنا الشتا. قلالات الأدب والعياذ بالله، فصيف حتى الموت. وبعدين وهما بيدرسوا قضية الدعم وضرورة رفعه وتوزيعه بكوبونات على الغلابة طلع فلحوس فكرهم بمعونة الشتا. يا نهار اسود «معونة» لا يا سيدى بلاها شتا. نصرفه راخر كوبونات على الغلابة، أو نزوده على بطاقة التموين.

يقال إن فى هذا الاجتماع الحكومى الكبير لبحث صرف الشتا من عدمه قرر الجميع بالإجماع ان الحر فوايده كثيرة، لزقة وغم وطلوع روح وبالتالى هو متوافق مع متطلبات المرحلة المقبلة. الشتا إذن فيه تهديد للأمن القومى. طيب والناس المؤدبين اللى بيسمعوا الكلام. الحل بسيط: عمل بديل للشتا، وقرروا فى الاجتماع دراسة تقديم دعم لمستحقيه من الحكوميين على أجهزة التكييف. الكارثة أن الشتاء ليس وحده مصدرا لتهديد الأمن القومى. هناك تهديدات كثيرة، وأهمها الفيس بوك. وغلاسته انه شغال فى الحر تمام وبيمثل تهديد كبير للأمن العام والخاص. تساءل أحد المسئولين: نقفله لغاية ما نعدى الانتخابات؟ سؤال تمت دراسته بعناية. ولكن فى الآخر اكتشفوا ان شكلنا قدام أوباما مش ح يبقى ولابد.

صاح أحدهم: نعمل إذن بديل للفيس بوك. فيس بوك مصرى ظريف لطيف وكوتوموتو. ونسميه فيس بوك للجميع ويدخل فى منافسة مع مشروع القراءة للجميع. أى واحد عايز يكتب كلمة يقدم طلب ومعاه صورة البطاقة، ودمغة شرطة بجنيه، والنص اللى ناوى ينشره. ونشكل لجنة من كبار المثقفين والفنانين والنقاد لتلقى هذه النصوص. ويقوم هؤلاء بدراسة ما كتب بعناية وموضوعية للبت فى صلاحيتها للنشر. أصل النشر مش هزار. إلكترونى أو مطبوع.

يجب أن يخضع لهيئة علمية لاعتماده. وبكده نرقى بالمضمون الإلكترونى ونقدم للعالم نموذجا عظيما لفيس بوك مصرى ابن حلال مصفى. وغاصوا فى حوارات تافهة وتوصلوا ان الموضوع ح ياخد وقت والوقت كبس ورمضان بكره، أقصد الانتخابات بكرة. طيب إيه الحل؟ الحل عمل جهاز أمنى على أعلى مستوى لمنع أى كلب من الكلام فى اللى مالوش فيه. فيس بوك للحب والصداقة ماشى. فيس بوك سلامات وتحيات ماشى. إنما تجمعات وتربيطات سياسية من شباب لسه ما طلعش من اللفة وكمان فى الحر ده. فالأمر خطير والريحة مش ح تبقى حضارية.

هنا الأمن لازم يتدخل ويضرب بيد من فولاذ. وقرروا ان مجموعة أخرى غير مجموعة الأمن ح تتفرغ لبناء حظيرة كبيرة يكون لها مسئول حليوة، دوره أن يدخل كل العيال بتوع الفيس بوك فى الحظيرة ويزغطهم بالهنا والشفا، وجاءت أجمل الاقتراحات ان الحظيرة ح يصرفولها تكييفات وسط تهليل جميع المسئولين وهم يهتفون: نعم لتدجين الفيس بوك.

وفى نهاية الاجتماع التحضيرى للانتخابات التشريعية أكد رئيس الجلسة أن شتا مفيش، وأن الفيس بوك ح يبقى مدجن بحمد الله، والأسعار ح تستمر فى الارتفاع للتأكيد على المبدأ الخالد: «دوخينى يا ليمونة»، والاعلام تمت السيطرة عليه، والأحزاب تمام التمام. ايه اللى فاضل؟ رد أحدهم إن اللى فاضل هو المرور فى جميع المدن المصرية. لازم خلال الفترة الجاية يصبح من المستحيل المرور فى المرور. مع شوية حوادث مفجعة، مع بعض الحر، الشعب ح يبقى تمام التمام، ندخل الانتخابات وهو مدروخ تماما. وتم بحمد الله الموافقة على هذا الاقتراح بالاجماع. وتم تحديد هيئة استشارية يتلخص دورها فى سد شرايين المدن المصرية.

نقلت هنا ما أسمعه من حورات ودردشات فى الشارع المصرى لإيمانى أن توثيق نبض الشارع فى لحظة بعينها هو أمر جدير بالجهد.
خالد الخميسي  كاتب مصري