ما بعد إيقاف البحيرى - نادر بكار - بوابة الشروق
الأحد 28 أبريل 2024 12:46 م القاهرة القاهرة 24°

احدث مقالات الكاتب

شارك برأيك

هل تؤيد دعوات مقاطعة بعض المطاعم التي ثبت دعمها لجنود الاحتلال؟

ما بعد إيقاف البحيرى

نشر فى : الجمعة 24 أبريل 2015 - 9:25 ص | آخر تحديث : الجمعة 24 أبريل 2015 - 9:25 ص

أميل دائما للتعليق على المضمون بغض النظر عن هوية صاحبه أو توجهاته، وقضية إسلام البحيرى رغم ما أثارته من جدل واسع تندرج عندى تحت نفس التصنيف، لأن المشكلة لا تتعلق بشخص البحيرى بقدر ما تتعلق بما يتناوله وكيف يتناوله وإلام َيهدف من تناوله...وكما لم يكن البحيرى هو الأول من نوعه ــ رغم ادعائه العكس ــ فكذلك لن يتوقف الأمر عليه وسيخرج آخرون من بعده أشد تطرفا فكريا وأعظم سطحية معرفية !

المشكلة ليست فى مبدأ قبول النقد وإنما فى ماهيته وليست فى تقديس الأئمة والفقهاء وإنما فى توقيرهم وليست فى إزالة ما شاب التراث من خرافات وإنما فى تحديدها...المشكلة ليست البحيرى وإنما الفوضى التى يتبناها والقضية ليست رفض التجديد وإنما هى صلاحية من يجدد.
المشكلة فى التناول غير المهذب...التناول الساخر... التناول المستهزئ وليس فى قول فقيه أخطأ أو زل... هل يجرؤ البحيرى على استخدام نفس قاموس الألفاظ البذيئة التى يتحدث بها عن أئمة الحضارة الإسلامية لنقد (السيسي) مثلا؟ هل سيقبل منه أنصاف المثقفين وزاعمو الليبرالية ومحتكرو الوطنية؟ هل ستنتظر القناة سيئة السمعة التى استضافته عامين كاملين إنذارا من أى جهة ٍكانت أم ستهرول من تلقاء نفسها لإسكاته بل لطرده شر طردة؟
نعم تراثنا فى مجموعه ليس مقدسا ولا معصوما بل القرآن وصحيح الحديث النبوى الشريف يهيمنان عليه ويصححان انحرافه، بل احتوى هذا التراث نفسه على آلية التصحيح والتضعيف والتنقية والتصويب...احتوى آلية الاجتهاد الصالحة للعمل فى كل زمان ٍومكان فليس ذنبه أن البحيرى لم يطلع أو اكتفى بما اطلع عليه أو أوهمه الآخرون بقصور تراثنا وضعفه.

الإسلام فى مصر لا يرتبط بالإخوان ولا بأى فصيل ٍإسلامى آخر، ولم نُفجع بأمثال البحيرى بعد خروج د.مرسى من المشهد كما يزعق أنصار الجماعة......فهؤلاء ما اشتد عودهم ولا وجدوا آذانا تُصغى لهم إلا بسبب أنصاف دُعاة وأدعياء علم قننوا للإخوان كل تعسف ٍباسم الشرع ودافعوا عن كل إخفاق وتخبط باسم الإسلام ونعتوا كل معارض ٍبالكفر والنفاق وبغض الدين...كتبت عن هؤلاء فى عز سطوتهم وانتقدتهم سرا وعلانية لإدراكى وقتها خطورة هذا المنهج على إسلام المجتمع...وقد كان !