شهر الصوم والنسبية - غادة عبد العال - بوابة الشروق
الأحد 28 أبريل 2024 7:42 ص القاهرة القاهرة 24°

احدث مقالات الكاتب

شارك برأيك

هل تؤيد دعوات مقاطعة بعض المطاعم التي ثبت دعمها لجنود الاحتلال؟

شهر الصوم والنسبية

نشر فى : الثلاثاء 23 يوليه 2013 - 8:00 ص | آخر تحديث : الثلاثاء 23 يوليه 2013 - 10:48 ص

تشير نظرية النسبية لأينشتاين إلى أن الوقت ليس شيئا ثابتا وإنما مفهومه يتغير بناء على سرعة الأشياء، وهى النظرية اللى لو حبينا نشرحها بالبلدى ــ وبدون تقليب مواجع وتذكيرنا جميعا بحصص فيزيا الثانوية العامة الله لا يعودها أيام ــ بتقول إنك لو قضيت ساعة فى عربية ماشية بسرعة ١٠٠ كيلو هتحس إن الوقت أسرع وهتكون أكثر سعادة من لو كنت قضيت نفس الساعة فى عربية ماشية بسرعة ٥٠ وانت جواها بتموت من الملل، رغم إن هى نفس الساعة. وهى نفس النظرية اللى ترجمها المصريون «بتصرف» ووضعوها فى جملة أكثر أناقة، تتردد دائما على ألسنة أبطال أفلام الخمسينيات، بتقول: «الأوقات الحلوة دايما بتعدى بسرعة يا سهير»..

هذه النظرية يمكن تطبيقها بحذافيرها على أيام وليالى رمضان، رمضان اللى بيعدى هوا وبنقعد نستناه بعد انتهائه بأسبوع واحنا بنسأل نفسنا: لسه فاضل ١١ شهرا على رمضان الجاى؟ النهار الطوييييل اللى تحسه ٦ شهور مش يوم واحد. العطش والجوع بيهيأولك إنه ولا نهار الإسكيمو فى فصل الصيف. الربع ساعة اللى قبل الفطار اللى بيعدوا وكأنهم ساعة كاملة. الليالى وإنت بتترجى المؤذن اللى فى المسجد اللى جنبكم « هو ما بيدنش ليه؟، يا عم ادن بأهو إنت». الليالى القصيرة اللى ما بتلحقش تنتقم فيها من حرمانك من الأكل طول اليوم والماية اللى ما بتلحقش تشربها إلا قبل الفجر بدقيقتين وساعتها بتبقى تتمنى يطلعلك صنم جمل تخزن فيه الماية اتقاءا لساعات العذاب والعطش. صلاة التراويح، الـ١١ ركعة أو الـ٢٣ ركعة أو حتى الـ٣٩، بتأديهم بتلذذ وبدون ضيق رغم إنك ممكن تكون بتصلى الـ٤ ركعات الفرض فى الأيام العادية وتحسهم ١٤ وبياخدوا وقت ٣٤. القرآن اللى بيبقى نفسك تختمه مرة واتنين وتلاتة، الوقت بيعدى بسرعة وانت بتقراه فى رمضان، رغم أنك قبل رمضان وبعده بتجاهد عشان تواظب على قرايته بس ما بيبقاش فيه وقت، بيتبخر الوقت كل ما بتنوى تختمه أو تحفظ فيه أو حتى تتصفحه، عدد مرات التبرع للخير وللفقراء والمحتاجين عمرها ما بتبقى كتير، بتعرف تعد لغاية كام؟، لو طلعت كل يوم صدقة بتحس إنك بقالك مدة ما عملتهاش، بينما فى الأيام العادية صدقة كل شهرين ممكن تحسسك إنك على وشك الإفلاس.

الوقت فى رمضان له سرعاته المخصوصة، له نظريته الملك اللى لازم حد يبحث فيها يمكن يوصل لاكتشاف علمى اشتقناله من زمان، لكن بالذات رمضان السنة دى، بعد ما تخوفنا إنه مايجيش سعيد ومبهج زى كل سنة، بعد ما شرخت مرايته الانقسامات وظهرت وشوش بعضنا فيها مشوهه، بعد ما كان على وشك يبقى شهر فرقة وتناحر بعد ما كان دايما شهر تجمع ومودة وتراحم. رمضان السنة دى مميز، لازم نقدر كل لحظة حلوة فيه، لأنها لحظات نادرة، دقيقة سعادة صافية ما بتعكرهاش نقاشات سياسية لازم تحتضن وتتقدر وتتبروز ونحتفل بيها ونعيش فيها ونحسها، لأن اللحظات دى هى اللى بنستناها من السنة للسنة.. مش معقول تضيع مننا عشان لعبة كراسى موسيقية هتاخد وقتها وتعدى لكن وقتها هنكون ضيعنا رمضان بحاله من إيدينا ولعبة لكراسى ما نستاهلش نضيع أيام مباركة زى دى من إيدينا عشانها وعشان اللى مستعدين يموتوا من أجلها، وعشان كده بافكركم، رمضان كريم يا مصريين، رمضان جميل يا مصريين، والأوقات الحلوة بتعدى بسرعة، تمسكوا بها!

شهر الصوم والنسبية

 

تشير  نظرية النسبية لأينشتاين إلى أن الوقت ليس شيئا ثابتا وإنما مفهومه يتغير بناء على سرعة الأشياء، وهى النظرية اللى لو حبينا نشرحها بالبلدى ــ وبدون تقليب مواجع وتذكيرنا جميعا بحصص فيزيا الثانوية العامة الله لا يعودها أيام ــ بتقول إنك لو قضيت ساعة فى عربية ماشية بسرعة ١٠٠ كيلو هتحس إن الوقت أسرع وهتكون أكثر سعادة من لو كنت قضيت نفس الساعة فى عربية ماشية بسرعة ٥٠ وانت جواها بتموت من الملل، رغم إن هى نفس الساعة. وهى نفس النظرية اللى ترجمها المصريون «بتصرف» ووضعوها فى جملة أكثر أناقة، تتردد دائما على ألسنة أبطال أفلام الخمسينيات، بتقول: «الأوقات الحلوة دايما بتعدى بسرعة يا سهير».. هذه النظرية يمكن تطبيقها بحذافيرها على أيام وليالى رمضان، رمضان اللى بيعدى هوا وبنقعد نستناه بعد انتهائه بأسبوع واحنا بنسأل نفسنا: لسه فاضل ١١ شهرا على رمضان الجاى؟ النهار الطوييييل اللى تحسه ٦ شهور مش يوم واحد. العطش والجوع بيهيأولك إنه ولا نهار الإسكيمو فى فصل الصيف. الربع ساعة اللى قبل الفطار اللى بيعدوا وكأنهم ساعة كاملة. الليالى وإنت بتترجى المؤذن اللى فى المسجد اللى جنبكم « هو ما بيدنش ليه؟، يا عم ادن بأهو إنت». الليالى القصيرة اللى ما بتلحقش تنتقم فيها من حرمانك من الأكل طول اليوم والماية اللى ما بتلحقش تشربها إلا قبل الفجر بدقيقتين وساعتها بتبقى تتمنى يطلعلك صنم جمل تخزن فيه الماية اتقاءا لساعات العذاب والعطش. صلاة التراويح، الـ١١ ركعة أو الـ٢٣ ركعة أو حتى الـ٣٩، بتأديهم بتلذذ وبدون ضيق رغم إنك ممكن تكون بتصلى الـ٤ ركعات الفرض فى الأيام العادية وتحسهم ١٤ وبياخدوا وقت ٣٤. القرآن اللى بيبقى نفسك تختمه مرة واتنين وتلاتة، الوقت بيعدى بسرعة وانت بتقراه فى رمضان، رغم أنك قبل رمضان وبعده بتجاهد عشان تواظب على قرايته بس ما بيبقاش فيه وقت، بيتبخر الوقت كل ما بتنوى تختمه أو تحفظ فيه أو حتى تتصفحه، عدد مرات التبرع للخير وللفقراء والمحتاجين عمرها ما بتبقى كتير، بتعرف تعد لغاية كام؟، لو طلعت كل يوم صدقة بتحس إنك بقالك مدة ما عملتهاش، بينما فى الأيام العادية صدقة كل شهرين ممكن تحسسك إنك على وشك الإفلاس.

الوقت فى رمضان له سرعاته المخصوصة، له نظريته الملك اللى لازم حد يبحث فيها يمكن يوصل لاكتشاف علمى اشتقناله من زمان، لكن بالذات رمضان السنة دى، بعد ما تخوفنا إنه مايجيش سعيد ومبهج زى كل سنة، بعد ما شرخت مرايته الانقسامات وظهرت وشوش بعضنا فيها مشوهه، بعد ما كان على وشك يبقى شهر فرقة وتناحر بعد ما كان دايما شهر تجمع ومودة وتراحم. رمضان السنة دى مميز، لازم نقدر كل لحظة حلوة فيه، لأنها لحظات نادرة، دقيقة سعادة صافية ما بتعكرهاش نقاشات سياسية لازم تحتضن وتتقدر وتتبروز ونحتفل بيها ونعيش فيها ونحسها، لأن اللحظات دى هى اللى بنستناها من السنة للسنة.. مش معقول تضيع مننا عشان لعبة كراسى موسيقية هتاخد وقتها وتعدى لكن وقتها هنكون ضيعنا رمضان بحاله من إيدينا ولعبة لكراسى ما نستاهلش نضيع أيام مباركة زى دى من إيدينا عشانها وعشان اللى مستعدين يموتوا من أجلها، وعشان كده بافكركم، رمضان كريم يا مصريين، رمضان جميل يا مصريين، والأوقات الحلوة بتعدى بسرعة، تمسكوا بها!

التعليقات