العبـور إلى الجمهورية الثانيـة - عمرو خفاجى - بوابة الشروق
الجمعة 17 مايو 2024 10:31 ص القاهرة القاهرة 24°

احدث مقالات الكاتب

شارك برأيك

هل تؤيد دعوات مقاطعة بعض المطاعم التي ثبت دعمها لجنود الاحتلال؟

العبـور إلى الجمهورية الثانيـة

نشر فى : الأحد 20 مايو 2012 - 9:00 ص | آخر تحديث : الأحد 20 مايو 2012 - 9:00 ص

.. وها هى مصر تقترب من العبور إلى الجمهورية الثانية بعد أن ثارت ثورة حقيقية على الجمهورية الأولى وأزاحتها هى ورجال نهايتها إلى مكان قصى فى صفحات تاريخ الدولة المصرية المجيد.

 

48 ساعة تفصلنا عن بداية عناق الصناديق الشفافة الحرة لأصوات المصريين المتعطشين للكرامة والحرية والعدالة الاجتماعية، من بين 13 مرشحا يمثلون ـ تقريبا ـ جميع تيارات المجتمع الفكرية السياسية، حتى وإن كان بعضهم يحمل بين طياته ملامح وعناوين باهتة من النظام الذى ثرنا عليه، وربما فى هذا الشأن على وجه التحديد يتجلى وجه الثورة النبيل المسالم المؤمن بسيادة القانون.. فالقانون هو الذى سمح لهولاء بالترشح، والثورة رضخت للقانون، ليس عجزا، بل إيمانا بسيادته ورغبة فى استمرار هذه السيادة فى جمهوريتنا الثانية.

 

للحق.. إن مصر وهى تقف على أعتاب الجمهورية الثانية، فهى تقف على باب جديد لدخول التاريخ، فى لحظة لم يكن ـ أكثر المتفائلين ـ يتوقعها قبيل 15 شهرا من الآن.. قبل النزول إلى ميادين التحرير والهتاف من أعماق القلوب بسقوط النظام.. ثم الهتاف بوضوح، «الشعب يريد بناء نظام جديد».. وها هو النظام الجديد فى أمتاره الأخيرة يستعد ليعلن عن نفسه بأصوات حرة لشعب حر.. ثار من أجل الحرية والكرامة.

 

..وللحقيقة.. ورغم الكثير من الملاحظات التى شابت معركة انتخابات الرئاسة فإنها ستبقى معركة تكشف عن الوجه الحقيقى الحضارى لشعب مصر، الذى استطاع عبر خمسة عشر شهرا، أن يؤسس لديمقراطية واعية صلبة، لجمهوريته الثانية، صامدا أمام جميع المعارك الكبرى.. من هيمنة عسكرية فى بعض الأوقات، أو فاشية دينية فى أوقات اخرى، أو أمام لحظات تراجع واكتئاب أمام دماء سالت دون وجه حق.. أو محاولات خداع وخديعة من بعض القوى.. فالشعب بفطرته كان أذكى وأخلص من نخبته.. والشعب برغبته فى تأسيس حياة جديدة.. هزم ساسة حاولوا الالتفاف على مكاسب ثورته.. وها هو الشعب يستعد لمعركته الأخيرة فالحفاظ على صوته حرا واعيا يذهب به لمن يرغب من مرشحى الرئاسة.

 

وبين الحق والحقيقة ستبقى ثورة 25 يناير بثوارها وشهدائها، هى البطل فى العبور بمصر إلى الجمهورية الثانية.. فلولا دماء هؤلاء الشهداء.. لما وقفنا اليوم وتفاخرنا بحريتنا وكرامتنا.. ولولا دماء هؤلاء الشهداء لما أصبح المرشح للرئاسة يقف صباح مساء فى حضرة الرأى العام من أجل ان يخاطب الشعب.. الشعب الذى صار سيدا بعد أن تم اغتصاب سيادته لسنوات طوال.

 

بعد 48 ساعة تبدأ مصر فى العبور إلى الجمهورية الثانية.. ولم يعد مهما على الإطلاق الاسم الذى ستعبر به مصر.. فجميعهم سواء.. لأن العنوان الرئيسى لهذه الجمهورية.. أن الرئيس ليس هو السيد.. بل الشعب هو السيد.

 

فليفز من يفوز هذا أمر لا يعنينا.. فالذى يعنينا أن مصر قد فازت ــ بإذن الله ـ بجمهورية مدنية، لا دينية ولا عسكرية، جمهورية الحرية والكرامة والعدالة الاجتماعية.. تحية للشعب الذى ثار.. والمجد للشهداء.

عمرو خفاجى  كاتب صحفي وإعلامي بارز
التعليقات