حول فيديو كرم القواديس - نادر بكار - بوابة الشروق
الثلاثاء 7 مايو 2024 10:36 ص القاهرة القاهرة 24°

احدث مقالات الكاتب

شارك برأيك

هل تؤيد دعوات مقاطعة بعض المطاعم التي ثبت دعمها لجنود الاحتلال؟

حول فيديو كرم القواديس

نشر فى : الثلاثاء 18 نوفمبر 2014 - 8:50 ص | آخر تحديث : الثلاثاء 18 نوفمبر 2014 - 8:50 ص

هل ثمة ما يدعونا لفرضية الارتباط بين تصريحات أوباما الأخيرة التى أعلن فيها محاربة الإرهاب بصفة عامة وداعش بصفة خاصة فى أى مكان وجدت، وبين إعلان تنظيم «أنصار بيت المقدس» مبايعة «داعش» وتغيير اسم التنظيم بالتبعية ليصبح «ولاية سيناء؟».

نعم أعتقد ذلك، والشواهد التى تدعونا إلى ذلك كثيرة ليس الآن مقام حصرها، وما كنا نعتبره بالأمس «مجازا» فى محاربة مصر لتنظيم داعش الإرهابى عن طريق محاربة من شابه نهجه وحمل فكره فى القاهرة، سنضطر من الآن فصاعدا أن نتحدث عنه باعتباره حقيقة «مزعجة» تزحف إلينا بهدوء وبطء.

طريقة الإعلان الفجة الوحشية التى اتبعها التنظيم لإعلان مسئوليته عن «حادث كرم القواديس» يتعلق بشأنها نقاط عدة لا تخلو من فائدة رغم دقة الموقف وخطورته.

فقد دحض هذا الفيديو رغم بشاعته كل أكاذيب الإخوان والمجالس المتحالفة معهم والهيئات المنتظمة فى فلكهم التى تزعم وتروج عالميا لفرضية أن كل هذه التنظيمات الإرهابية وعملياتها فى مصر ما هى إلا اختلاق من قبل النظام الحالى، فأبى تنظيم بيت المقدس إلا أن يرد هو بطريقته.

التطور النوعى فى أداء هذه التنظيمات بدء من نوعية السلاح المستخدم، ومرورا بالتخطيط الدقيق الذى انتقى الهدف بعناية وانتهاء بالأداء الإعلامى المدروس، كلها سمات تعطى المتابع العادى فضلا عن المتخصص الخبير انطباعا باستحالة اعتماد هؤلاء الشراذم على أنفسهم فى شىء مما سبق، بل لابد من تضافر جهود «دول «تدعم وتدرب وتهرب السلاح وتوفر الملاذ الآمن حال حتمية الهروب!

تابعت طريقة عرض وتناول قناة الجزيرة لفيديو حادث كرم القواديس مرات ثلاث قبل أن أجزم بالطابع «التحريضى» و«المبرر»، الذى انتهجته القناة فى تحليلها، فى إصرار فج على سحق كل قيم المهنية والموضوعية التى طالما تشدقت بها للأسف.

طابع «مبرر» يصبغ عملية إرهابية وحشية كهذه بالشرعية، ولو كانت صبغة باهتة، ويسوغ لها الدوافع ويخلط الأوراق ويدفع الأغرار والمخدوعين إلى التعاطف مع المجرم التكفيرى القاتل.. تحليل الجزيرة يبرر الهجوم ويصفى الحسابات مع نظام الثالث من يوليو بوقاحة منقطعة النظير.

طابع «تحريضى» مستفز يزرى بالجيش المصرى، ويتعمد إظهاره ضعيفا تائها مبعثر الجهود بطول البلاد وعرضها، وينسى هؤلاء أو يتناسون أنه ما انتشر لحماية المنشآت العامة ومواجهة المخربين إلا انقاذا للبلاد من عبث هؤلاء الذين طالما أفردت القناة لقياداتهم المساحة للتحريض، وسكب مزيد من الوقود على النار المشتعلة!