نقد مصطلح الإسلام السياسى - نادر بكار - بوابة الشروق
الإثنين 29 أبريل 2024 2:15 م القاهرة القاهرة 24°

احدث مقالات الكاتب

شارك برأيك

هل تؤيد دعوات مقاطعة بعض المطاعم التي ثبت دعمها لجنود الاحتلال؟

نقد مصطلح الإسلام السياسى

نشر فى : الثلاثاء 18 فبراير 2014 - 5:45 ص | آخر تحديث : الثلاثاء 18 فبراير 2014 - 5:45 ص

على مدى عدة أيام استمعت وحاورت نخبة من مثقفى العالم العربى والإسلامى بالعاصمة السعودية الرياض على هامش دعوة لحضور احتفال الجنادرية الثقافى.. ولم تزل أجواء الندوات الثقافية والنقاشات فى أثنائها وعلى هامشها تشغل الحيز الأكبر من تفكيرى وأنا أكتب قافلا إلى القاهرة.

الشأن المصرى بكل تجلياته ــ والسياسية منها خاصة ــ كان المهيمن الرئيسى على أغلب ساحات النقاش، سواء أكان متفقا مع عنوان الندوة أم بعيدا عنها.. وبصورة أكثر تحديدا انصب الاهتمام الأكبر على التيار الإسلامى فى مصر صعودا وتذبذبا وتراجعا، وتفاعلا وتأثرا ونتيجة.

أبديت تحفظى أكثر من مرة فى غضون ذلك على تكرار استخدام مصطلح (الإسلام السياسى) فى أوراق أغلب المشاركين بل وفى عناوين الندوات نفسها، لأكثر من سبب أهمها أن الإسلام شامل غير مجزأ مصداق قوله سبحانه «وادخلوا فى السلم ــ أى الإسلام ــ كافة» ولقوله أيضا «قل إن صلاتى ونسكى ومحياى ومماتى لله رب العالمين» ولأن فى ذلك تناقض واضح بين نقدنا احتكار جماعات بعينها الحديث عن الإسلام وبين وصفنا لها أنها تمثل الإسلام السياسى.

بل الأولى من وجهة نظرى أن يقال عن كل حزب إسلامى ــ والأمر بلا شك ينطبق أول ما ينطبق على المتحدث وزملائه ــ حركات سياسية تتبنى أجندة إسلامية أو تعلن انتسابا للمرجعية الإسلامية، أو شىء من هذا القبيل.. المهم عندى أن يؤكد على الطابع السياسى لهذه الحركات تأكيدا على بشرية تجربة أصحابها ليؤخذ قولهم ويترك من جهة، ولئلا ينسب إخفاقهم إلى المنهج الإسلامى من جهة أخرى.

وفرَّعْت على هذه القاعدة، أن قطاعا ليس بالهين من قادة السياسيين الإسلاميين مستفيدون بلا شك من التماهى الحاصل بين الأشخاص والمنهج، فهم إما ينتهجون أسلوب تربية يرسخ هذا الفكر المشوه فى نفوس أتباعهم ومنتسبيهم، وإما يغضون الطرف عامدين عن ممارسات هؤلاء الأتباع إذا بلغ بهم الشطط مبلغ اعتبار كل نقد يوجه إليهم ــ وإن أتى من المبغض المعادى ــ نقد للإسلام أو للمنهج الإصلاحى الذى نادى به.

ورغم ما قد لحق من ضرر بالدعوة والعمل الإسلامى من جراء تلك الدعاوى ما لا ينكره إلا متعصب، لكن ليس من المعقول أن يكون الحل فى الحكم على أصل الفكرة بالفشل واتهام سائر المنتمين لها على مختلف توجهاتهم بالمتاجرة بالدين، إنما الترشيد المستمر والنقد البناء بل والأخذ على يد المخطئ فى إطار الجماعة الوطنية والدولة القطرية هو الأنجع والأقرب للصواب.