العودة للصحفى المعارض - قضايا إعلامية - بوابة الشروق
الإثنين 29 أبريل 2024 5:07 م القاهرة القاهرة 24°

احدث مقالات الكاتب

شارك برأيك

هل تؤيد دعوات مقاطعة بعض المطاعم التي ثبت دعمها لجنود الاحتلال؟

العودة للصحفى المعارض

نشر فى : الأربعاء 16 نوفمبر 2016 - 10:25 م | آخر تحديث : الأربعاء 16 نوفمبر 2016 - 10:25 م

نشر Columbia Journalism Review المتخصص بالقضايا الصحفية مقالا لـ«كيلى بوب» الكاتب بالموقع حول الدور السيئ للصحافة خلال الحملة الانتخابية المتعلقة بالانتخابات الرئاسية الأمريكية الأخيرة، والتى أجريت بين كل من هيلارى كلينتون ودونالد ترامب. تحدث الكاتب عن التوقعات المغلوطة للصحافة بفوز كلينتون بسبب تسليط الضوء فقط على الاتجاهات المؤيدة والمتوقعة لها، مما أثبت فشل المؤسسة الصحفية بالولايات المتحدة، وأدى إلى إصابة الكثيرين بالإحباط، ليس فقط فى الولايات المتحدة بل فى أنحاء متفرقة حول العالم.

يبدأ «بوب» بالقول إنه قد حانت لحظة محاسبة الصحافة وتوجيه اللوم إليها وذلك لعدم فهمها لارتفاع أسهم دونالد ترامب وزيادة مؤيديه على مدى العام الماضى والذى انتهى بفوزه بسباق الانتخابات الرئاسية الأمريكية. فلابد من الاعتراف بفشل الجيل الحالى من الصحفيين بل بفشل هذا العصر الحديث برمته.

لم يتوقف العاملين بالمجال الصحفى عند هذا الحد؛ بل كانوا (ما بين مراسلين وصحفيين ومحررين، إلخ..) أول من قام بالسخرية من ترامب ومؤيديه، وقد تم فصلهم فيما بعد. وبالتالى فإن هذا المؤسسة الصحفية برمتها بحاجة إلى إعادة البناء والنظر فى جميع مكوناتها وطريقة عملها.

فى السياق ذاته فإنه رغم المطالبة بهدم كل ما تقوم عليه الصحافة فى الوقت الحالى، إلا أنه لا يمكن أن تتحمل وحدها مسئولية ما حدث، بل إن وسائل التواصل الاجتماعى قد لعبت دورا كبيرا فى ذلك التضليل أيضا، ولكن اللوم يقع فى الوقت ذاته على من يعملون بذلك المجال الصحفى، والذين حبسوا أنفسهم بأطر وقناعات جعلت من الصعب، إن لم يكن من المستحيل معرفة أى آراء أخرى معارضة أو مخالفة لما يعتقدونه أو يتوقعونه.

ولكن من الممكن أن يغفر ذلك الخطأ لهؤلاء العاملين بالمؤسسة الصحفية، على الأقل فى البداية وبخاصة أمام مرشح بمواصفات ترامب، والتى جعلت منه منافسا خارج التوقعات المعتادة للمرشحين الراغبين بالوصول للبيت الأبيض. ورغم أن هذه الأمور أغلبها صحيح، فيما يتعلق بمواصفات ترامب التى لا تليق كمرشح بانتخابات دولة كالولايات المتحدة، فإن ذلك لا ينفى الفشل الذريع للصحافة بهذه الانتخابات، إن ما حدث خطيئة كبرى لا يمكن أن تغتفر، فذلك شىء لا يناسب إطلاقا المكانة التى تليق بالصحافة وأهميتها كأداة مهمة وبخاصة فى هذه الانتخابات، وما كان من المفترض أن تقوم به فيما يتعلق بالتقارير الصحفية والتى منيت بالفشل الذريع بها.

***

وعلى أرجاء واسعة من البلاد عمت مشاعر ما بين السخط والغضب والاستياء تجاه ترامب، وتأثر الصحفيون بذلك وظنوا أن نسبة كبيرة تنضوى تحت هذا التيار المعارض لترامب ــ والذى سيصبح رئيسا فعليا بحلول العام المقبل. إلا أن ذلك لا ينفى قيام بعضهم بالتوجه إلى أماكن متفرقة بالبلاد وبخاصة خارج المدن الكبرى من أجل التعرف على الآراء الأخرى، والتى استخف بها أو لم ينصت لها كثيرون.

بشكل عام يشير «بوب» إلى أنه خلال هذه الانتخابات بل وفى أى انتخابات فإن ما يهم وما ينبغى التركيز عليه هم الناخبون، وكل ما يتعلق بهم وليس المسئولين عن الحملات الانتخابية أو المحللين أو المعلقين، ولكن للأسف هذا ما يتم إغفاله فى أوقات عديدة.

فى كثير من الأحيان وفيما يتعلق بوجهات نظر مؤيدى ترامب والذين أوصلوه بالفعل إلى البيت الأبيض، فكان يتم تهميشها ولا يتم تغطيتها من خلال وسائل الإعلام على النحو المتوقع وذلك على عكس ما كان يحدث مع مؤيدى المرشح الآخر ــ هيلارى كلينتون، وذلك لاختلافها مع وجهات النظر والمعتقدات الشخصية لهؤلاء الصحفيين والمسئولين بشكل عام عن هذه التغطيات والتى منعتهم من معرفة أن هناك اتجاهات وأصواتا أخرى تحدث حولهم كان لابد من تسليط الضوء عليها.
يؤكد «بوب» أنه يجب على الصحفيين أن يحتضنوا جيدا مبادئهم الصحفية الحقة الأصيلة وأن يقولوا كل شىء، ولا يكترثون لآراء الآخرين حتى وإن قالوا أشياء تثير الغضب والاستياء لمخالفتها للاتجاهات السائدة والمألوفة.

الآن هناك عهد جديد لابد له أن يبدأ يتطلب أن يكون الصحفيون على استعداد للسعى والذهاب لسماع جميع الآراء ولفهم الأشخاص المختلفين معهم، وهذا كان لعقود ما عرفت به الصحافة والمهمة التى كان دوما عليها الاضطلاع بها. هذا النوع من التغطية الحيادية يتطلب عمل تقارير تعود بالصحافة إلى دور المعارض الذى ما كانت تقوم به، وهذا يتم بتسليط الضوء على جميع الاتجاهات. وهذا يجعل الصحفيين بدورهم يفكرون بأنه ليس عليهم أن يكونوا صدى أو بالأحرى مكبرا للصوت يقوم بترديد الاتجاه الرائج، مثلا كالاتجاه الذى كان يرى أن حظوظ الديمقراطية هيلارى كلينتون أكبر بكثير من نظيرها الجمهورى دونالد ترامب، وأنه من الاستحالة أن يطمح فى أكثر من المشاركة كدور ثانٍ.

***

هناك الكثير من الأمور التى لابد من القيام بها والكثير الذى يجب تعلمه مما حدث خلال هذه الانتخابات والذى تأكد بالنتيجة التى تم الوصول إليها، وأن تكون أولى هذه الخطوات وجود غرف أخبار متنوعة تغطى جميع الاتجاهات ــ اتفقنا أو اختلفنا معها فالأهواء الشخصية لا وجود لها هنا ــ وأن تتسم بالدقة والمصداقية وأن تتناسب وتعكس الدولة الكبرى التى يتم تغطية أخبارها والانتخابات التى تجرى بها ويتابعها العالم أجمع. وألا يتم الالتفات لما يحدث بوسائل التواصل الاجتماعى وألا يتم وضع ما يحدث بهذه الوسائل مقياس للاتجاهات السائدة بالفعل داخل المجتمع. وأن تتم تغطية جميع الأحداث والتى قد لا يراها البعض تستحق الاهتمام، إلا أنها قد تكون مهمة بالفعل وهذا ما كشفته هذه الانتخابات الأخيرة، فلا أحد يدرى من سترجح كفته، والأهم على الإطلاق تسليط الضوء على جميع الاتجاهات والأحداث.

وأخيرا يختتم الكاتب بأنه على مدى الشهرين المقبلين سيستعد ترامب للانتقال إلى البيت الأبيض، والذى سبق وأكد أنه ليس على علاقة جيدة بالصحافة الأمريكية، بل هدد بمقاضاة عدد منها. وعلى المؤسسة الصحفية أن تقوم بالدور الملائم لمعاقبة أية وسائل قد وجهت النقد غير المناسب أو قامت بتشهير ترامب وذلك من أجل محاولة بدء عهد جديد للصحافة، ولكن من الواضح أن ذلك الدور لن يحدث فى الوقت الحالى أو المستقبل القريب.

النص الأصلى

 

التعليقات