نظرة على أعضاء حكومة رئيسة وزراء بريطانيا الجديدة - مواقع عالمية - بوابة الشروق
الثلاثاء 14 مايو 2024 8:21 م القاهرة القاهرة 24°

احدث مقالات الكاتب

شارك برأيك

هل تؤيد دعوات مقاطعة بعض المطاعم التي ثبت دعمها لجنود الاحتلال؟

نظرة على أعضاء حكومة رئيسة وزراء بريطانيا الجديدة

نشر فى : الجمعة 16 سبتمبر 2022 - 8:25 م | آخر تحديث : الجمعة 16 سبتمبر 2022 - 8:25 م
نشر موقع Eurasia Review مقالا للكاتب أندرو هاموند، تناول فيه أبرز التحديات الاقتصادية والسياسية التى تواجه حكومة ليز تراس الجديدة، كما انتقد تشكيل حكومتها ووصفها بأنها قليلة الخبرة... نعرض من المقال ما يلى:
يوم 5 سبتمبر الجارى، توقعت ليز تراس بداية سريعة لأيامها القليلة الأولى منذ توليها منصبها كرئيسة وزراء المملكة المتحدة، لكن لم يكن بإمكانها على الإطلاق توقع أسبوع عاصف؛ فوفاة الملكة إليزابيث الثانية يوم الخميس 6 سبتمبر الجارى تعد لحظة فارقة محزنة فى التاريخ البريطانى.
بغض النظر عن النظام الملكى، تواجه تراس وضعا سياسيا صعبا. فعلى الصعيد الدولى، هناك حرب فى أوكرانيا، ويتعين على رئيسة الوزراء الجديدة إصلاح العلاقات مع الاتحاد الأوروبى وإظهار للعالم أن خروج بريطانيا من الاتحاد له غرض قوى.
ومع ذلك، وعلى الرغم من حقيقة أن تراس تواجه بعضا من أكبر التحديات السياسية منذ عام 1945 (نهاية الحرب العالمية الثانية)، فإن الحكومة التى عينتها هى واحدة من أقل الحكومات خبرة فى العصر الحديث. وهذا أمر غريب بالنظر إلى حجم المهمة التى تنتظرها، فحكومتها تواجه أوضاعا داخلية قاتمة للغاية اقتصاديا وماليا واجتماعيا.
على الرغم من فوز تراس فى مسابقة قيادة حزب المحافظين بفارق ضئيل جدا على عكس ما كان متوقعا، فإنها لم ترغب فى تعيين الوزراء الذين عارضوها، ولم يُعرض على وزير المالية السابق ريشى سوناك أى دور، مما يعد خروجا كبيرا وسابقة جسيمة. لذلك فهى تخاطر بارتكاب نفس الخطأ الذى ارتكبه سلفها بوريس جونسون فى عام 2019 من خلال تفضيل عدد كبير جدا من الحلفاء المقربين، وعدم التواصل مع جميع الأجنحة الرئيسية فى حزب المحافظين.
تحب تراس أن تقارن نفسها بمارجريت تاتشر، التى واجهت أيضا تحديات فى عام 1979، لكن تشكيل حكومتها مختلف تماما. بعبارة أوضح، فى حكومة تراس، يتمتع وزير المالية كواسى كوارتنج ووزير الخارجية جيمس كليفرلى ووزيرة الداخلية سويلا برافرمان بخبرة سياسية أقل بكثير من خبرة فريق تاتشر فى أواخر السبعينيات بقيادة جيفرى هاو (وزير المالية) ولورد كارينجتون (وزير الخارجية)، وويلى وايتلو (وزير الداخلية). وفى الواقع، تراس الآن هى الشخص الوحيد فى حكومتها الذى خدم فى حكومات المملكة المتحدة الأخرى لأكثر من ست سنوات، والشخص الوحيد الذى خدم فى مجلس الوزراء تحت قيادة ديفيد كاميرون فى عام 2016.
ومع ذلك، فإن مجلس الوزراء لديه تنوع كبير فيما يتعلق بالجنس والعرق. اليوم هى المرة الأولى فى تاريخ المملكة المتحدة التى لا يشغل فيها أى رجل أبيض أيا من المكاتب الثلاثة الكبرى للدولة (وزارة المالية ــ وزارة الخارجية ــ وزارة الداخلية).
علاوة على ذلك، يضم مجلس الوزراء ما لا يقل عن خمس مرشحات ومرشحين آخرين من انتخابات قيادة حزب المحافظين الأخيرة أمثال؛ بينى موردونت، وناظم زهاوى، وبرافرمان، وكيمى بادنوش، وتوم توجندهات. لذلك تصر وتؤمن تراس بأن هذه الحكومة ستوحد الحزب.
واحدة من أكثر تعييناتها إثارة للجدل هى جاكوب ريس موج كوزير الدولة للأعمال والطاقة والاستراتيجية الصناعية. لقد كان جاكوب، إلى جانب آخرين، متشككا فى أجندة صفر انبعاثات. ويؤيد صراحة عمليات استخراج النفط، وقد أعرب عن مخاوفه بشأن «التحذير من تغير المناخ!»، كما يعتقد أن «كل قطرة» من طاقة الوقود الأحفورى فى المملكة المتحدة يجب أن يتم استخدامها.
لكن بينما يتم انتقاد تعيين جاكوب من قبل المنظمات البيئية فى بريطانيا، إلا أن هناك بعض التعيينات فى الحكومة ستعمل على امتصاص الغضب وستكون بمثابة تعويضات عن أى تغييرات كبيرة فى سياسة المناخ فى المملكة المتحدة. أولا، وزير المالية الجديد فى حكومة تراس، كواسى كوارتنج، هو المهندس الرئيسى لخطة جونسون المكونة من 10 نقاط للوصول إلى صفر انبعاثات بحلول عام 2050. ثانيا، تم تعيين النائب غراهام ستيوارت وزيرا للمناخ وسيشارك فى اجتماعات مجلس الوزراء. أخيرا، حذر جونسون تراس من أنه مستعد للدفاع عن إرثه المتعلق بالمناخ، وهى تعلم أن هذه القضية تتمتع بشعبية كبيرة بين قواعد الحزب.
من بين جميع التحديات الرئيسية التى تواجه تراس، فإن الأكثر إلحاحا هو قرار تجميد أسعار الطاقة عند سقف 2500 جنيه إسترلينى (أكثر من 2800 يورو) لمدة عامين، لمواجهة ارتفاع تكاليف المعيشة. ومن المتوقع أن يتكلف هذا ما بين 100 مليار جنيه إسترلينى (116 مليار دولار) و150 مليار جنيه إسترلينى على مدى الأشهر الثمانية عشر القادمة. ومع هذا الإنفاق الإضافى الهائل، بالإضافة إلى التخفيضات الضريبية الكبيرة، وصلت تكاليف الاقتراض القياسية فى المملكة المتحدة إلى أعلى مستوى لها منذ أكثر من 11 عاما.
ولإضافة مزيد من الصداع لتراس، أظهر استطلاع جديد للرأى نُشر يوم الثلاثاء 6 سبتمبر الجارى أن حزب العمل المعارض تقدم بنحو 15 نقطة مئوية، بزيادة سبع نقاط عن الأسبوع السابق على إجراء الاستطلاع.
باختصار، تواجه رئيسة الوزراء الجديدة عاصفة اقتصادية وسياسية متزايدة. لذلك، يتعذر فهم سبب اختيار تراس لفريقها هذا، فهو قليل الخبرة وليس مناسبا لمواجهة هذه التحديات بأى حال من الأحوال.
ترجمة وتحرير: ياسمين عبداللطيف زرد
النص الأصلى:

التعليقات