الوردة الحمراء - غادة عبد العال - بوابة الشروق
الإثنين 13 مايو 2024 12:51 ص القاهرة القاهرة 24°

احدث مقالات الكاتب

شارك برأيك

هل تؤيد دعوات مقاطعة بعض المطاعم التي ثبت دعمها لجنود الاحتلال؟

الوردة الحمراء

نشر فى : الثلاثاء 15 نوفمبر 2011 - 9:05 ص | آخر تحديث : الثلاثاء 15 نوفمبر 2011 - 9:05 ص

حين فتحت الستارة لنرى تفاصيل أول جلسة برلمانية تزدان بعشرات من بنات الجنس اللطيف، اكتظت القاعة بالألوان التى توارت بجوارها البدل الرمادية والزرقاء، ازدحم الهواء بعبق البارفانات بعد أن أدمن لعشرات الأعوام رائحة الأفتر شيف، وتصدرت النائبات المشهد و90% منهن يحملن تليفوناتهن المحمولة فوق آذانهن وابتسامة فخورة فوق شفاههن لنكاد نسمع صوت إحداهن السعيد وهى تقول: «أنا باكلمك من البرلمان يا عزت، شفتنى وأنا فى البرلمان؟، أجنن مش كده؟»، الصورة كانت فعلا هزلية ومضحكة وأحيانا مثيرة للغثيان.. نتائج «كوتة النساء» فى برلمان «أحمد عز» السابق كان واضحا للجميع إنها هتكون مهزلة، مجرد تمثيلية عبيطة لإرضاء منظمات حقوقية سواء مصرية أو غربية كانت بتحلم بدور أكبر للمرأة المصرية فى الحياة السياسية فقبلوا بمسرحية «نائبة كده وكده»، لكن بينى وبينك ما هم كلهم كانوا كده وكده، النواب الرجال هم اللى كانوا بيأدوا أدوارهم يعنى عشان النساء يبقوا نائبات زى الكتاب ما بيقول؟، راحت الأيام دى مطرح ما راحت، وقامت فى البلد ثورة، والثورة جابت انتخابات، والانتخابات فردى وقايمة، وكل قايمة حسب القانون لازم تحتوى على واحدة ست.. وتضرب الأحزاب الدينية ــ خاصة السلفية منها ــ أخماسا فى أسداس، والستات دول نحط صورهم إزاى واحنا أصلا ضد ظهور الست فى العلن؟، فتبدأ رحلة المواءمات، يحطوا صورة النائبة بالنقاب، الناس يبتدوا يتريقوا، يشيلوا صورتها ويحطوا وردة حمرا.. الناس طبعا يستهجنوا، يستبدلوا صورة الست المرشحة بصورة سى الأستاذ جوزها.. الناس ــ و معاهم كل الحق ــ يستنكروا.. يشيلوا صورتها خالص، ويسيبوا الخانة فاضية الناس تقول «واحنا هننتخب عفريت ولاّ إيه؟»

 

على الجانب الآخر نتابع مرشحات الأحزاب المدنية الليبرالية فنرى أوراق دعاية لمرشحات زى القانون الفرنسى ما بيقول، شعر مصفف بعناية وميك أب موضوع باحترافية وابتسامة تثير.. التفاؤل، وعيون زرقاء وعسلية تعطى البعض الأمل فى أنها «شكلها هتبقى مهمة زى العسل وهتبقى فاتحة خير علينا إن شاء الله». وتنطلق التعليقات على مظهر النائبة متساءلة: «ودى هتبقى فاضية لعمل ضوافرها وإلا لحل قضايا الناس؟»، طبعا شىء غير منطقى إنى أنتخب حد يمثلنى فى البرلمان من غير ما أعرف شكله إيه، والمفروض برضه إن فيه شكل متعارف عليه للنائب أو النائبة ولكل مقام مقال، لكن مشكلتى الرئيسية إن التعليقات فى الحالتين اقتصرت فقط على مظهر المرشحة، وما حدش فكر يتساءل عن برنامجها الانتخابى أو دورها فى العمل العام. والمشكلة التانية إن ماحدش اعترض أو حتى علق على إن 99% من الستات اللى نازلين فى الانتخابات على القوائم محطوطين فى آخرها، وبكده فرصة أى واحدة فيهم فى دخول البرلمان زى بالظبط فرصة «صفوت الرشيف» إنه يفوز بجايزة الدولة التقديرية عن مجمل أعماله السياسية السابقة. قد تكون فرص المرشحات على المقاعد الفردية فرصة أكبر نظريا، لكن كلنا عارفين الناخب المصرى اللى مش هيقتنع يدى صوته لواحدة ست إلا لما تخلص من الدنيا الشنبات، لكن البديل ــ من وجهة نظرى ــ مش نظام كوتة ولا قانون يجبر الناس يرشحوا الستات، الأمل هيكون فى بنات وستات بيحبوا البلد دى ومستعدين ينزلوا يشتغلوا وسط الناس، يكسبوا ثقتهم، ويحسوا بمشاكلهم، ويخرجوا من قوقعة كلمات زى «مايصحش» و«هم الرجالة خلصوا؟» و«أقعدى فى البيت ربى العيال».. يبقى ليهم دور حقيقى ويدافعوا عن حقوقهم فى نفس الوقت اللى يساعدوا فيه كل اللى له حق وما أخدهوش.

 

وربنا يعلم البلد دى فيها كام حق ضايع ومحتاجة كام إيد تدور عليه، فيه بنات وستات فعلا بدأوا المسيرة، وأكيد محتاجين وقت لحد ما يكسبوا ثقة الناس، ساعتها مش هنحتاج قوانين ولا كوتة ولا خوتة كل ما واحدة ست تفكر ترشح نفسها فى أى منصب عام، ولا هنحتاج وردة حمرا ولا «ستايلست» لبنانى يستبدل صور المرشحات اللى عندى أمل إننا نبصلهم على أنهم فعلا مؤثرات مش كمالة عدد وديكورات وبعيدا عن خناقة راجل وست، نبص لكل واحدة فيهم فقط كمواطن أو إنسان.

التعليقات