عن تجربتى ميدو وصلاح - نادر بكار - بوابة الشروق
الإثنين 29 أبريل 2024 11:10 ص القاهرة القاهرة 24°

احدث مقالات الكاتب

شارك برأيك

هل تؤيد دعوات مقاطعة بعض المطاعم التي ثبت دعمها لجنود الاحتلال؟

عن تجربتى ميدو وصلاح

نشر فى : الجمعة 14 فبراير 2014 - 4:35 ص | آخر تحديث : الجمعة 14 فبراير 2014 - 4:35 ص

يبدو أن القطاع الأكبر من المصريين صعبٌ عليه التفريق بين الحفاوة المطلوبة فى حجمها الطبيعى بالأشخاص أو الإنجازات و المناسبات؛ وبين مبالغة فى كيل المديح وتضخيم الانجاز تُفضى إلى صناعة الفراعين وتحطيم التجارب الناجحة فى مهدها.

أغلبنا متطرف ٌفى مشاعره يفرح ببداية نجاح ويتشبث به ويغالى فى تقييمه حتى إذا ما ارتطم بأول تعثر انقلب على وجهه ليصير المدح ذما والإطراء نقدا ًلاذعا... وآخرون لا يرون الخير فى أى بارقة أمل ولا يأملون نجاحا ًلأى جهد منظم خارج فلكهم؛ جاهزون للانقضاض دائما على كل موهبة وتحطيم كل نجاح.

حلقة ٌمفرغة... قلت إنجازاتنا فصرنا نضخم أى إنجاز ونغالى فى تقييمه ونشعر أن الدنيا من حولنا تتغنى معنا بأدق تفاصيله؛ وضخمنا من شأن نوابغ ونجوم فينا حتى امتلأوا بغير شبع وقصرت هممهم عن إكمال انجاز لم يظفروا منه سوى بالنسائم الأولى... وهكذا.

ولع ٌيفوق المستوى الطبيعى بلمسة صلاح فى التدريب؛ ضحكاته؛ مداعبة زملائه له؛ بدلة ميدو؛ تحركاته على الخط؛ توجيهه للاعبين؛ انتصارات الفريق... كيف لكليهما أن يحافظ على استقراره النفسى وكامل تركيزه فى أجواء كهذه؛ نحسبها نحن أجواء احتفاء وتشجيع وهى فى الحقيقة مجالٌ مغناطيسى مُشتت قل أن تنجو منه بوصلة.

تجربة محمد صلاح حتى اللحظة ناجحة بكل المعايير لاسيما مع ظروف اضطراب النشاط الرياضى فى مصر لثلاث سنوات كاملة... لكنها تجربة مازالت تنضج وتتطور وتحتاج إلى صبر ورُشد فى التعامل وحاضنة تقيها تقلبات الأجواء الخارجية لتؤتى ثمارها.

وتجربة ميدو حلم ٌجميل اكتسى جرأة ًوتحديا أمام جيوش من المثبطين والبطالين واستطاع تطور الحلم إسكاتهم ولو إلى حين؛ لكنه سكوت موتور يتحين أقل فرصة إخفاق أو تعثر طبيعى ليغتال الحلم فى مهده ويردنا إلى الواقع التقليدى السمج.

تجارب كثيرة سبقت تجربتى ميدو وصلاح؛ بريق بداياتها كاد يذهب بالأبصار؛ لكن الوهج سرعان ما تحول إلى نيران كثيفة التهمت التجربة وأصحابها قبل أن تقوى أجنحتهم على التحليق بعيدا عن نقطة الانطلاق.... فليرفع المداحون والمثبطون أياديهم عن ميدو وصلاح.... على الأقل إلى أن تنضج التجربة.

الحديث فى ظاهره بعيد عن الشأن السياسى؛ لكن المدقق سيدرك امتداد تأثير الظاهرة على الشأن السياسى والاجتماعى؛ نحن نصنع الفراعين بجدارة؛ ونفسد النجوم باقتدار؛ لا وسط عندنا ولا صبر على نتيجة ولا قدرة على استيعاب بشرية الناجح والمخفق.