أربعة أسباب وراء بناء أمريكا الرصيف البحري قبالة غزة - من الصحافة الإسرائيلية - بوابة الشروق
السبت 27 أبريل 2024 10:59 ص القاهرة القاهرة 24°

احدث مقالات الكاتب

شارك برأيك

هل تؤيد دعوات مقاطعة بعض المطاعم التي ثبت دعمها لجنود الاحتلال؟

أربعة أسباب وراء بناء أمريكا الرصيف البحري قبالة غزة

نشر فى : الإثنين 11 مارس 2024 - 11:20 م | آخر تحديث : الإثنين 11 مارس 2024 - 11:20 م
للولايات المتحدة مصلحة فى بناء رصيف بحرى عائم قبالة سواحل غزة، وذلك لأربعة أسباب رئيسية: أولًا: سيتيح الرصيف البحرى تفريغ الحمولات الكبيرة وكميات من المساعدة الإنسانية، وهى أكبر بعشرة أضعاف من الكميات التى تصل الآن إلى القطاع عبر الشاحنات، حيث يتم «نهب» القسم الأكبر منها.
ثانيًا: إن وجود رصيف أمام الشواطئ الشمالية للقطاع، حيث تسيطر إسرائيل، ولا وجود لكثافة سكانية عالية «لمهاجمة» الشحنات، سيضمن وصول المساعدات مباشرة إلى منظمات الغوث العالمية داخل القطاع، من دون تدخل حماس.
ثالثًا: إن إدارة بايدن فى حاجة ماسة إلى إرضاء ناخبى وناخبات الحزب الديمقراطى والأصوات العربية والمسلمة والداعمة للشعب الفلسطينى، وتريد أن تُظهر لهم أن الولايات المتحدة تُدخل مساعدات إلى القطاع على الرغم من معارضة التيار القومى المتطرف فى الحكومة الإسرائيلية. وبهذه الطريقة، ستتحسن صورة بايدن فى أنظار الناخبات والناخبين الشبان من التيار التقدمى فى حزبه، والذين يهددون بعدم التصويت للرئيس الديمقراطى.
رابعًا: إن الإدارة الأمريكية أدركت أن نتنياهو ليس سوى رهينة لدى الوزيرَين بن غفير وسموتريتش، وهبّت إلى مساعدته. وبهذه الطريقة، فإن نتنياهو سيتمكن من تبرير دخول كميات كبيرة من المساعدات الإنسانية، عبر وصفها بأنها مفروضة مباشرة من الإدارة الأمريكية.
هذا الرصيف البحرى ليس المشروع الوحيد الذى يحاول إيصال المساعدات عبر البحر، فمن المتوقع خلال الأيام المقبلة أن تصل إلى غزة مساعدات محملة على قطع بحرية صغيرة فى قبرص، حيث سيقوم رجال أمن إسرائيليون بفحصها. أمّا بالنسبة إلى إدخال كميات كبيرة من المساعدات، فهناك حاجة إلى رصيف عائم، يمكن عن طريقه إفراغ كميات كبيرة من الإمدادات ونقلها إلى الشاطئ بسرعة كبيرة.
يمتلك الجيش والبحرية الأمريكيان معدات ومخططات جاهزة لإنشاء ما يطلقون عليه اسم «القدرة الموحدة لنقل الإمدادات إلى الشاطئ»، وهذه القدرة، المكونة من رصيف عائم يتصل بالساحل، وسفن إمداد يرتبط بها أيضًا رصيف عائم، مخصصة للاستخدام فى الأماكن التى ينزل فيها المارينز، ولا يتوافر فيها ميناء لإمداد القوات.
• • •
إن أبرز المرات التى اضطر فيها الجيش الأمريكى، بالتعاون مع نظيره البريطانى، إلى إنشاء ميناء عائم على هذه الشاكلة كانت فى الحرب العالمية الثانية، حينما دفعتهما الحاجة إلى تحويل الإمدادات إلى قوات الحلفاء التى نزلت فى شاطئ نورماندى فى فرنسا، وهزمت النازيين. ومشكلة الأرصفة العائمة التى على هذا النحو، المكونة عمليًا من رصيفَين، أحدهما فى قلب البحر، والآخر موصول بالساحل، هى حساسيتها للعواصف البحرية؛ إذ من الصعب تشغيل أرصفة كهذه حينما يكون البحر هائجًا، وعاصفا قليلًا.
وقال المتحدث باسم البنتاجون، يوم السبت الماضى، إن الشحنة الأولى من الإمدادات عبر هذا الميناء ستصل إلى شاطئ غزة خلال 60 يومًا تقريبًا، وفى ذروة عمله، سيوفر الرصيف مليون وجبة مساعدة إنسانية فى اليوم. وقد اهتم الناطق باسم البنتاجون بتأكيد أنه ما من جنود أمريكيين سينزلون على الساحل، وأن أقدامهم لن تطأ القطاع، ليضمن للشعب الأمريكى أن الإدارة لا تعتزم التورط فى حرب شرق أوسطية إضافية، بجنود لها على الأرض.
وهذه الحقيقة شديدة الأهمية لإسرائيل وجيشها، لأنه لو كان هناك جنود أمريكيون على شاطئ غزة أو يعملون على توزيع المساعدات بأنفسهم، فإن الأمر سيضع قيودًا على حرية حركة الجيش الإسرائيلى القتالية، ولقد تم تنسيق هذا الشأن مع الجانب الأمريكى، على ما يبدو، فى أثناء زيارة جانتس إلى واشنطن. ولربما إذا ادعت أمريكا والمنظمات الدولية لاحقًا أنه حتى الميناء العائم لا يحل مشكلة توزيع المواد الغذائية وغيرها من المساعدات الإنسانية على السكان، فسيتعين عليهم أن ينزلوا فى أرض غزة.

رون بن يشاى
يديعوت أحرونوت
مؤسسة الدراسات الفلسطينية
التعليقات