ضرورة حماية الجماعة - عمرو خفاجى - بوابة الشروق
الجمعة 17 مايو 2024 10:20 ص القاهرة القاهرة 24°

احدث مقالات الكاتب

شارك برأيك

هل تؤيد دعوات مقاطعة بعض المطاعم التي ثبت دعمها لجنود الاحتلال؟

ضرورة حماية الجماعة

نشر فى : الأربعاء 10 يوليه 2013 - 8:00 ص | آخر تحديث : الأربعاء 10 يوليه 2013 - 8:00 ص

يذهب الإخوان إلى آخر المطاف، باعتبار أن المشهد بات مغلقا عليهم تماما، بعد أن أحسوا أنهم فى وضع أسوأ مما كانوا عليه قبل ثورة الخامس والعشرين من يناير، وأن ملاحقة نظام مبارك لهم كانت ممنهجة وغالبا تتم وفق صفقات كبرى، من بينها على سبيل المثال لا الحصر أن المرشد كان دائما خارج دائرة الاتهام أو الاعتقال، وفى مقابل ذلك كانوا يعلنون أنهم ليسوا ضد الرئيس فى شىء، بل غالبا ما كانوا يعلنون تأييده هو ومجموعة من قيادات الحزب الوطنى، فكيف بعد ثورة يناير يذهبون إلى الأسوأ، وهم من أصبحوا فى الحكم، قادرين على صنع كل شيء واتخاذ كل القرارات فى كل الاتجاهات، ووصلت بهم الأمور إلى الجهر بالقول إن من لا يعجبه حكمهم علىه الرحيل والذهاب إلى بلد آخر، فكيف بعد كل ذلك يجدون أنفسهم خارج كل شىء ورئيسهم قيد الإقامة الجبرية، ومرشدهم مطارد، وبعض من قياداتهم عادوا للسجون من جديد، والباقى مهدد بذلك، وكثير من أنصارهم أيضا باتوا قاب قوسين أو أدنى من الذهاب إلى محاكمات بتهم قاسية، والأهم من كل ذلك أنهم أصبحوا محاصرين بالفعل بالمعنى المجازى والمعنى الواقعى، أى أن ظهورهم أصبحت لحائط وحيد وبالتالى لا يملكون إلا ما يفعلون.

 

الحصاد الذى يجنيه الإخوان مما يفعلونه الآن، حتى لو كان ما يفعلونه مفهوما ومبررا ومنطقيا، حصاد مر، فهو لا يشتبك أو يعاقب نظاما راسخا بينهما تاريخ واضح من الصراع، بل يشتبك ويعاقب مواطنين كانوا متعاطفين معه قبل شهور، فهو لا يفقد تعاطفهم فقط بل يحولهم إلى أعداء، وهذا هو مكمن الخطر الذى يجب أن يتوقف على الفور، وبالمناسبة هذا ليس دور جماعة الإخوان فقط، فهم فى لحظة نفسية بالغة الصعوبة وشديدة القسوة، وبالتالى تصبح الأمور فى معظمها فى يد بقية القوى التى عليها أن تساعد الجماعة للخروج من هذا المأزق التاريخى، فأيا كانت أخطاء قيادات الجماعة فلا يجوز إنزال عقاب جماعى على أعضائها ومحبيها ومناصريها، بل العكس هو الصحيح تماما، الأخذ بيد كل هؤلاء بعيدا عن الهاوية، وبالمناسبة هى هاوية تتسع للجميع وليس للجماعة وأعضائها ومحبيها ومناصريها فقط.

 

إن من فى الحكم الآن عليه الدور الأكبر، فى فك الاشتباك بين جماعة الإخوان ومن يشتبكون معهم، فالجماعة مثل الأسد الجريح، لا يمكن أن تفكر بهدوء، ولا يمكن أن تقوم بأى عمليات نقدية لمواقفها منذ ثورة يناير حتى الآن، فأنا أعتقد أنها لم تستوعب ما حدث، ولم تفهمه وبالتالى من الصعب عليها، منفردة، أن تجد المخرج المناسب لما هى فيه الآن، وذلك واضح تماما من تصرفاتها ومن تصريحات بعض قياداتها، لذا يبقى الواجب على من بيده زمام الأمور، وفى مقدمة ذلك تطمين الجماعة على حاضر أعضائها، وكذلك مستقبلها السياسى، لكن الإصرار على دهمها ومحاصرتها لن يفيد أحدا، ربما يحسم جولة، لكنه لا يمكن أبدا أن يصنع مستقبلا جيدا للجميع، لأن الإقصاء لن يفيد أحدا، ومصر تخسر كثيرا من فكرة رفض العيش المشترك، لكل الأفكار وجميع الاتجاهات، حتى نصل لحالة نضج سياسى واجتماعى، وقتها يصبح التنوع مصدر قوة لا خطر على الأمة كلها كما هو حاصل الآن.

عمرو خفاجى  كاتب صحفي وإعلامي بارز
التعليقات