سنة جديدة.. فرصة جديدة - غادة عبد العال - بوابة الشروق
الإثنين 13 مايو 2024 1:16 م القاهرة القاهرة 24°

احدث مقالات الكاتب

شارك برأيك

هل تؤيد دعوات مقاطعة بعض المطاعم التي ثبت دعمها لجنود الاحتلال؟

سنة جديدة.. فرصة جديدة

نشر فى : الخميس 7 يناير 2010 - 11:24 ص | آخر تحديث : الخميس 7 يناير 2010 - 11:24 ص

 رأس السنة يبدو دائما وقتا سحريا مليئا بالمرح.. واجهات المحال مزينة بشجرة عيد الميلاد وبابا نويل المبتسم للجميع.. نتيجة جديدة عليك شراؤها والعودة بها للمنزل ملفوفة فى ورقة جريدة أو أجندة تحمل تاريخ السنة الجديدة فوق غلافها بأرقام مذهبة وعبارات مثل «كل سنة وإنت طيب» و«أشوفك السنة الجاية» نتبادلها ضاحكين، وكلنا أمل فى أن تكون السنة الجديدة أفضل من «بوز الإخص» القديمة، التى أتت على الأخضر واليابس..

لكن بالنسبة لبعض الشعوب الأخرى المحبة للسلام رأس السنة هى مناسبة لأخذ إجازة طويلة وربما زيارة أماكن جديدة وخوض المغامرات والعودة بالذكريات، ومن بين هؤلاء صديقتى اللبنانية التى حدثتنى عبر الفيس بوك: نفسى أسافر وأشوف مكانا جديدا، يا آجى مصر يا أروح المغرب.. وهنا طبعا لقيتها فرصة لمساعدة وزارة السياحة فى مهمتها الشاقة، وأنا بافتكر كل سواق تاكسى وكل بياع وكل جرسون فى مطعم على خلفية موسيقية لأغنية «على بالى على بالى..ابن بلدى على بالى».. وانطلقت مرحبة.. تآنسى وتشرفى.. مصر؟ هو فيه زى مصر؟.. مغرب إيه وجزائر إيه يا شيخة؟.. تعالى عندنا..شوفى أبوالهول.. شوفى النيل.. شوفى الأزهر.. شوفى سانت كاترين.. شوفى شارع الهرم (مفردات إعلانات وزارة السياحة أنا ماليش دعوة)..

وإذا بالبنوتة اللبنانية ترد عليا برسالة متعجبة.. هرم إيه ونيل إيه؟.. أنا عايزه أشوف مصر الحقيقية مش مصر بتاعة السياح.. عايزه أشوف حارة عشوائية من اللى فيها بلوعات بيقع فيها العيال الصغيرين.. (نعم؟).. عايزه أحضر خناقة بلدى من اللى بيردحوا فيها الستات وبيشرح فيها الرجالة بعض بالمطاوى.. (مين؟).. عايزة أركب توك توك وأتفرج على طابور عيش من اللى بيموتوا فيه بعض.. (أفندم؟).. وأقولك كمان عايزه إيه؟ عايزه أركب أتوبيسا من بتاع التحرش ده، الزلمة بتاعى (اللى هو البوى فريند يعنى) لو عرف هيبهدلنى بس أنا من كتر ما سمعت عنه نفسى أشوفه قوى..

وهكذا أعزائى المواطنين من حقنا أن نفتخر بأنفسنا.. كنت من كام أسبوع باسأل وأنا خايفة لو الآثار القديمة خلصت فى يوم هنعمل إيه؟.. لكن يبدو إننا عملنا آثارا جديدة ونوعا مختلفا ومتميزا من السياحة هنكون الرواد فيه إن شاء الله.. هى دى صورة مصر اللى بيشوفها على الأقل الناس اللى عايشين حوالينا.. واللى ساهمنا فيها كلنا.. من أول الأفلام الواقعية لبرامج التوك شو لمقالات صحفية..

ورجعت بذاكرتى كام شهر لورا وافتكرت زيارتى للبنان وإصرار صديقتى، وهى بتفسحنى هناك إنى ما أشوفش غير كل حاجة جميلة وأرجع بانطباع رائع عن البلد.. رغم إنى مشيت قبل كده فى شوارع لبنانية كتير تشبه قوى المناطق الشعبية المصرية، ومعظم الستات اللى شفتهم مش صواريخ ولا حاجة زى ما بيشيعوا عن كل اللبنانيات ولبنان فيها فقر وفقرا زى ما مصر فيها بالظبط ضيف كمان عليهم عدم استقرار سياسى واحتقان طائفى ينتظر فرصة للتفجر والظهور.. لكن هم بيعرفوا يخبوا كل ده وما يصدرولناش غير صورة جميلة وبس.. وهكذا ترتبط كلمة «لبنان» فى ذهنى بالجمال.. بينما أصبحت كلمة «مصر» مرتبطة فى ذهن صديقتى ــ وبالتأكيد الكثيرين غيرها ــ بالفقر والعشوائية والقبح..

والسؤال هو.. هل علينا دائما نشر غسيلنا القذر أمام الجميع؟.. ليه أدمنا جميعا الحديث عن السلبيات فقط وما حدش بيحاول يدعبس ويطلعلنا شيئا جميلا أو مشرفا أو حاجة نرفع بيها راسنا قدام نفسنا قبل ما نرفعها قدام أى حد تانى؟.. لا أدعو لتزييف الحقائق لكن صعبان عليا جدا إن كلمة مصر وكلمة مصرى تبقى مرادفة لكل القبح ده.. عموما آدى سنة جديدة وفرصة جديدة أدعونا (وأولكم أنا) إننا نحاول نركز فيها أكتر على الإيجابيات ونحاول نجمل وش البلد ــ اللى بقى من عمايلنا فى التراب ــ بالعمل وليس فقط بالكلمات.. والسنة الجاية إن شاء الله أدعو صديقتى وتيجى مصر، وهى متأكدة إنها هتشوف شعب جميل وبلد جميل.. وكل سنة وإنتو طيبين.. وجمال.

التعليقات