القواعد الخمس لبروباجندا الحرب - خالد الخميسي - بوابة الشروق
الخميس 16 مايو 2024 9:26 ص القاهرة القاهرة 24°

احدث مقالات الكاتب

شارك برأيك

هل تؤيد دعوات مقاطعة بعض المطاعم التي ثبت دعمها لجنود الاحتلال؟

القواعد الخمس لبروباجندا الحرب

نشر فى : الأحد 6 سبتمبر 2009 - 9:49 ص | آخر تحديث : الأحد 6 سبتمبر 2009 - 9:49 ص

 ميشيل كولون صحفى بلجيكى يكتب بصفة دائمة لصالح الدول المقهورة فى العالم، بدأت الاهتمام بما يكتب منذ بدء حرب الخليج الأخيرة، اشترك مع آخرين فى تحرير جريدة الكترونية تحت اسم «فك تشفير الأخبار». وكانت هذه الجريدة غير الاعتيادية بأى صورة من الصور تشكل لى مصدرا مهما من المعلومات فيما يخص ما يحدث فى العراق وفى الأراضى الفلسطينية وأيضا فى أمريكا الجنوبية. وميشيل كولون معروف بمواقفه المناهضة للسياسة الأمريكية ولدولة إسرائيل. كتب عن القواعد الخمس للدعاية الموجهة قبل وأثناء الحروب التى يشنها فتوات العالم على الغلابة.

ففى كل مرة تبدأ حرب أو يقوم انقلاب أو يحدث اعتداء من دولة عظمى على دولة غير عظمى تبدأ ماكينات الإعلام الجبارة فى الدوران لتشغيل القواعد الخمس المحفوظة. الطريف أنها نفس القواعد التى تتكرر فى كل مرة، ويبدو أنه لا نية لتغييرها فى المستقبل فيمكن للقراء أن يتابعوا تطبيق هذه القواعد بحذافيرها فى الغارات المستقبلية التى سوف تشنها الدول العظمى على دول العالم التاسع.

القاعدة الأولى: إخفاء التاريخ. أو خلق تاريخ مغاير. وهذا واضح تماما فى الحالة الاستيطانية الإسرائيلية وفى الحرب الأمريكية على العراق وفى الحرب الروسية ثم الأمريكية على أفغانستان. وفى حالة هندوراس وهى دولة من دول الموز التى تم نهبها تماما من الاستعمار الأمريكى، وصل الأمر فى خلق تاريخ مغاير أنه تم تعيين السفير الأمريكى جون نجروبونتى 1981 ــ 1985 نائب ملك هندوراس.

القاعدة الثانية: إخفاء المصالح الاقتصادية. استمعنا إلى جورج بوش الابن كثيرا وهو يشرح لنا بما له من علم غزير عن نشر الثقافة الأمريكية وتصدير نمط المعيشة الأمريكى وتحقيق الديمقراطية الأمريكية فى الأراضى العراقية، وكذلك عن حماية شعب العراق من الديكتاتورية الظالمة وعن أسلحة الدمار الشامل وتبعته آلة الإعلام الغربية لعزف سلام أمريكا. واستمعنا فى النهاية من هذا الإعلام عن تكلفة الحرب التى تكبدتها الولايات المتحدة لحماية شعب العراق، ولكننا لم نستمع أبدا بدقة عما جنته الولايات المتحدة من حربها ضد شعب العراق ولا ضد أى شعوب الأرض منذ فيتنام وحتى الآن.

القاعدة الثالثة: تحويل العدو إلى شيطان. يدور مكن الإعلام لصنع ملابس الشيطان وتتحرك أصابع صناع الخبر الصحفى لتلبيس العدو ملابس الشيطان. فجمال عبدالناصر شيطان وياسر عرفات شيطان. وعندما بدأ رئيس هندوراس «مانويل زيلايا» فى تبنى مشروعات قام الأمريكيون بتقييمها على أنها اشتراكية لأنها لا تخدم مصالحهم الاقتصادية ولا مصالح كبرى الشركات الأمريكية مثل رفع الحد الأدنى للأجور وخفض أسعار الدواء ومنح مساعدات مالية للفلاحين، بدأ فورا الإعلام الغربى باتهامه بالديكتاتورية وأنه يعمل على تجديد فترة انتخابه بالتزوير والتدليس. ومن المعروف ماذا كان سوف يقوله الإعلام لو كان قد استمع إلى كلام ذوى الأمر والنهى.

القاعدة الرابعة: تبييض وجه الحكومات الحليفة. أثناء الحروب والغارات وتحضير الانقلابات والفتك بالأعداء يحتاج الفتوات إلى حلفاء يكررون ما يقوله الكبار ويقفون داخل نفس خندقهم. هؤلاء الحلفاء يقومون بدور فى منتهى الأهمية لحسم منطق الأغلبية. فالفتوة من أجل إثبات فتوته يجب أن يثبت للعالم أن حلفاءه أكثر عددا من أعدائه. وهؤلاء الملوك والرؤساء المستأنسون يجب أن يمثلوا الكبير خير تمثيل.

فيجب أن يكون الرئيس المستأنس ديمقراطيا، يعمل من أجل إقرار السلام، أن يكون محبا لشعبه ويعمل على تنمية اقتصاد بلاده على أسس الرأسمالية الرشيدة. وبالتالى فتبييض وجوههم جميعا ومسح كوارثهم بأستيكة الإعلام هى ضرورة لتكون كلمتهم مسموعة وهم يؤيدون الكبير أثناء فتكه بالصغير.

القاعدة الخامسة: احتكار الخبر ومنع الحوار الحر. فالكلمة فى الإعلام المرئى والمسموع يجب أن تكون للمصادر وللخبراء المقبولة من النظام. ويجب منع ورقابة أى مصدر دخيل، أو خبير غير معتمد، فكلام هؤلاء يمكن أن يشكل خطورة على نصاعة بياض العملية العسكرية لابتلاع منطقة ما فى العالم. وأصبح الإعلام خبيرا فى تمرير الأخبار بمنهج محدد وبمصطلحات مدروسة جيدا ليبدو موضوعيا وهو فى حقيقة الأمر يقوم بغسيل أمخاخ مستهلكى هذا الإعلام لدعم أى عملية عسكرية تقوم بها حكوماتهم لفرض سيطرتها على العالم أجمع.

هذه هى القواعد الخمس التى يتبعها الإعلام لعزف نفير الحرب على كل من تسول له نفسه التفكير فى اتباع خط مغاير للطريق الأمريكى القويم. وربنا يجعلنا دائما من المستأنسين العازفين على أنغام الجاز، لا من المستأسدين الذين يتم البطش بهم.

خالد الخميسي  كاتب مصري