عزيـزى البلطجى - غادة عبد العال - بوابة الشروق
الجمعة 10 مايو 2024 10:10 ص القاهرة القاهرة 24°

احدث مقالات الكاتب

شارك برأيك

هل تؤيد دعوات مقاطعة بعض المطاعم التي ثبت دعمها لجنود الاحتلال؟

عزيـزى البلطجى

نشر فى : الأربعاء 6 يونيو 2012 - 8:40 ص | آخر تحديث : الأربعاء 6 يونيو 2012 - 8:40 ص

عزيزى البلطجى، تحية طيبة وبعد، أولا خلينا نتفق على قواعد أساسية غير قابلة للتعديل، أنا هاكمل مقالى فى هدوء وانت مش هتزينلى بالخرطوش عينى ولا هتزركشلى بسيفك ضهرى ولا هتحرقلى محل ولا هتطلب فيا فدية، متفقين يا شقيق؟، ثانيا خلينى أعترفلك إنى عارفة إنك أكيد ما بتقراش جرايد، ويمكن ما بتعرفش تقرا من أصله، لكن على أمل إن الكلام ده يقابل واحد صاحبك بيقرأ ويقرأهولك من على ورقة قرطاس طعمية، أو يلفت نظره فوق ورقة من ضمن ورق مغطيين بيه جثة واحد من ضحاياك لحد ما توصل عربية الإسعاف ويحكيهولك وانتوا مروحين.

 

نبتدى بمقدمة تاريخية: هل تعلم عزيزى البلطجى إن البلطجة فى بداياتها كانت شغلانة شريفة يحترمها الجميع؟، كان البلطجى فى الجيش العثمانى هو جندى من جنود وحدة يحمل كل فرد فيها «بلطة» لقطع الأشجار اللى فى طريق الجيش لما يتوجه لفتح مدينة من المدن، يعنى أجدادك فى يوم من الأيام كانوا ـ فى نظر زملائهم ـ أبطال حرب، أما كيف تدهور بك الحال للى أنت فيه دلوقت، أظن إنت نفسك ممكن تجاوب ع السؤال ده بسهولة، الفقر، الحاجة، الذل، المهانة، الجهل، العوزة،الفساد، الظلم، أصدقاء السوء، ميراث الإجرام العائلى، الرغبة فى الانتقام من المجتمع اللى بهدلك وكل الأسباب اللى اتقالت فى المئات من المقالات والعشرات من الأفلام. (أنظر أدوار فريد شوقى فى «جعلونى مجرما» وعبلة كامل فى «خالتى فرنسا» وزكى رستم وزكى قدرة وزكى بشكها كمان). وعشان ما تفتكرش إن كل معلوماتى عنك من الأفلام، خلينى أقولك إن فى شارعى القديم شفت بعينيا عيلة فقيرة وابنها اللى تحول سنة بعد سنة لبلطجى، بسبب الفقر والإحساس بالمهانة وأصدقاء السوء، بس الحق يقال كان بلطجى على أده، على أد فرض الإتاوة والتهويش أو علقة سخنة توجع وما تموتش.

 

شوفت كمان بلطجية الانتخابات، وبلطجية المواقف، وبلطجية الأسواق، منهم اللى كان قطاع خاص ومنهم اللى كانوا فى حماية بلطجية الكراسى من أصغر أمين شرطة لأكبر راس فى البلد، كلكوا زملا، أصل البلطجة على كراسى الحكم يا صاحبى برضه نوع من البلطجة، شوفت بأه ليك زمايل شكلهم يبان نضيف إزاى؟، أنا من الناس الرومانسية العبيطة اللى بتؤمن إن مافيش إنسان بيتولد مكتوب عليه الشر، وإن لو قدامه طريق للخير يبقى هيختار الشر ليه؟ صحيح زمايلك البلطجية الكبار بينسفوا المبدأ ده من أساسه، بس احنا اتفقنا إنى كائن رومانسى عبيط عايز يؤمن إن مافيش بنى آدم بيستمتع بمنظر دم بنى آدم تانى وهو مغرق إيديه، ولا بنظرة ذعر فى عيونه وهو بيموت، ولا بصرخة أمه لما يقولولها إن مشروع حياتها الوحيد انهار قبل ما يكتمل، ولا بصرخة ست وهى بتعافر عشان تهرب من إيديه، ولا بانهيار أب وهو بيبوس إيدين كل معارفه عشان يلم فلوس فدية طالبها منه وهو خاطف ابنه الوحيد، عزيزى البلطجى، ما كناش متعودين على وجود شبحك بالكثافة دى بيخيم على حياتنا، دلوقتى بقيت نجم شباك كوابيسنا بلا منازع ومش عارفين نروح منك فين. مش هحاول أنصحك، إن اللى بتعمله ده عيب أو حرام، الكلام ده أعتقد إنه ممكن يضحكك ما يقنعكش. مش هحاول أطلب منك وأرجوك، متهيألى كلام أى حد مننا ـ المجتمع اللى انت كارهه أو مش فارق معاك، أو بتعتبره مصدر رزق وانتهينا ـ برضه مش هيفرق معاك. مش هحاول برضه أطلب من «المسئولين» يتعاملوا معاك، لو كانوا قادرين يتعاملوا كانوا تعاملوا، لو كانوا أصلا عايزين يتعاملوا ما كانش جرى اللى كان، أما عن السبب اللى بابعتلك عشانه الرسالة دى، فهو سبب غريب، السبب إنى مؤمنة إنك مش هتستمر مسيطر على حياتنا، مؤمنة إن وجودك المستمر فى كوابيسنا مش هيطول، مش لأنى شايفة بشاير خير على الساحة السياسية لا سمح الله ولا لثقتى العمياء فى المخططات الأمنية لا قدر الله، لكن لأنى عارفة إن بلدنا مقدرلها تعيش، وإن لو ربنا كان عايزها تموت، كانت من قرون طويلة هتموت.

 

عزيزى البلطجى، احتفظ برسالتى ليك، فى يوم من الأيام هتحتاجلها عشان تفكرك باللى كان، يمكن وقتها يكون انصلح حالك وربنا تاب عليك ويمكن تكون لسه على حالك لكن مش بنفس التأثير. عزيزى البلطجى، بافكرك وبافكر نفسى إن فى آخر كل نفق نور، وإن أظلم لحظات الليل هى اللى بييجى بعدها الفجر، يمكن عن طريق دولة مؤسسات محترمة، يمكن عن طريق موجة صحيان ضمير، يمكن عن طريقنا إحنا، نفس الناس اللى اتلموا وقالوا «لأ» فى وش الظلم، وارد جدا يتلموا ويقولوها فى وش الخوف، عزيزى البلطجى، أيامك معدودة، استعد يا صديق.

التعليقات