أرجوك.. اقلق - غادة عبد العال - بوابة الشروق
السبت 11 مايو 2024 1:57 م القاهرة القاهرة 24°

احدث مقالات الكاتب

شارك برأيك

هل تؤيد دعوات مقاطعة بعض المطاعم التي ثبت دعمها لجنود الاحتلال؟

أرجوك.. اقلق

نشر فى : الأحد 6 يونيو 2010 - 3:06 م | آخر تحديث : الأحد 6 يونيو 2010 - 3:06 م

 اليومين دول بتجيلى حالات غريبة وأنا باغسل وشى كل يوم الصبح، حالة من الرعب عند الاقتراب من الحنفية، ومن الذعر عند محاولة فتحها، ومن الإجلال والتقدير والانبهار والتكبير لسرسوب الميه اللى باسمحله ينزل منها.. من يوم ما سمعت عن مشكلة دول حوض النيل وأنا مشاعرى ناحية الميه اتغيرت تغير جذرى.. أصبح صوت الدش اللى جاى من ناحية شقة طنط سامية جارتنا أشد إزعاجا من أغانى مصطفى كامل فى الميكروباصات.. أصبحت مشاهدة الأستاذ سليمان، وهو بيغسل عربيته بالخرطوم كل يوم الصبح أشد إيلاما من مشاهدة «مصر النهارده»..

أما نظرتى لعبدربه البواب، وهو بيرش ميه 7 مرات كل يوم قدام العمارة فأصبحت هى نفس نظرة رجال الأعمال لعمالهم المعتصمين أمام مجلس الشعب. اشمئزاز واستنكار وأمنيات قلبية بأن الأرض تنشق وتبلعه.. والمشكلة مش فى جيراننا وبس دى حالة عامة.. لسه الستات اللى بتحب تسيب عيالها تبلبط بالـ3 ساعات تحت الدش بتسيبهم يبلبطوا، ولسه الناس اللى بتحب تملى حمام السباحة وتاخد غطس بتملاه وتاخد غطس ولسه الست سنية سايبة الميه ترخ ترخ من الحنفية من يوم ما عملوا حملة ترشيد استهلاك المياه من السبعينيات ولحد دلوقت..

لسه الدولة ما عملتش قيود على زراعة محصول بيستهلك أربعة أضعاف أى محصول تانى من المياه اللى هو محصول الأرز.. لسه ما فكرتش فى عمل عقوبات على اللى يهدر الميه زى ما بنهدرها كل يوم ع الأرض.. لسه ما فيش أى حد عمل أى حاجة مع إن الموضوع حياة أو موت.. سيبك من الأسباب السياسية للمشكلة وهى أن مصر تخلت عن دورها فى أفريقيا وتعامت عن رؤية ذراع إسرائيل، وهو بيطول هناك وادارت الأذن الصماء حتى لا تسمع مطالب شرعية لدول ممنوعة من الاستفادة من مياه النيل بشكل يرضيها مع إن الأصول إن فى إيديهم رقبتنا والمفروض نتشارك، ونساهم ونطبطب وندلع ونبعت وزرا يرقصوا مع القبائل الأفريقية فى الأحراش زى ما عملنا أيام الثورة زمان.. لكن بعيدا عن السياسة.. إحنا بقى كشعب رد فعلنا فين؟.. طب مش هاقول ما عملناش ليه وقفات احتجاجية أو نداءات أمام السفارات عشان احنا ما بنعملش كده إلا بعد ماتشات الكورة بس.. لكن يعنى حتى ما نقلقش؟.. ما إحنا لازم نقلق عشان نبتدى نشوف حل..

فيه حالة غريبة من اللامبالاة بأزمة ممكن تكون عواقبها كارثية.. اهتمينا بأزمة الحشيش وضرايب السجاير وقريب هنهتم بأزمة بث مباريات كأس العالم وأزمة المياه دى ولا على بالنا.. الأسبوع اللى فات مثلا دار نقاش حامى الوطيس داخل ميكروباص داخلى عن الأزمة وكانت التعليقات: (يا بنتى ما يقطعوا الميه والبلد كلها تبقى صحرا زينا زى دول الخليج، أول ما النيل ينشف نحفر تحته ونطلع بترول ونقب بأه على وش الدنيا بلا نيل بلا نيلة.. يا آنسة ما تقلقيش، هيحصل إيه يعنى؟ نبقى نقطر ميه البحر، عادى ينشفوا هم النيل نشرب احنا من البحر..

يا أبلة الجماعة بتوع أفريقيا دول قارشين ملحتنا عشان كل سنة بنلطش منهم كأس الأمم، الريس وصى حسن شحاتة يسيبهولهم المرة الجاية وكله هيبقى تمام إن شاء الله).. نفسى أنزل الشارع وأضرب كل واحد قلمين على خدوده.. يا ابنى اصحى.. فوق.. هيشيلوا النيل من تحتنا.. هنعطش.. هنجوع.. يعنى لازم تبقى خناقة بين شوبير ومرتضى منصور ؟.. لازم فريق محاميى هشام طلعت مصطفى يقولها فى محكمة الاستئناف؟.. لازم أبوالليف يعمل بتقول «حرب الميه جاية.. جاية بعد شوية.. جايبة عطش وجفاف» عشان سيادتك تهتم؟.. بنقول المصرى مش مهتم بالسياسة عشان مهتم بأكل العيش ومستقبل العيال.. طب ما هو ده أساس أكل العيش ومستقبل العيال.. أرجوك إفهم..أرجوك اهتم.. أرجوك حس بالأزمة اللى حتى لو اتلحقت النهارده كده كده هتحصل بكره.. أرجوك اتحرك ورشد استهلاكك للمياه عشان مصيرك المرة دى فعلا فى إيدك.. أرجوك.. أرجوك اقلق.

التعليقات