أمك.. أختك - غادة عبد العال - بوابة الشروق
الإثنين 13 مايو 2024 1:33 ص القاهرة القاهرة 24°

احدث مقالات الكاتب

شارك برأيك

هل تؤيد دعوات مقاطعة بعض المطاعم التي ثبت دعمها لجنود الاحتلال؟

أمك.. أختك

نشر فى : الخميس 5 نوفمبر 2009 - 11:10 ص | آخر تحديث : الخميس 5 نوفمبر 2009 - 11:10 ص

 فى السجال الدائر بين الجمهور المصرى والجزائرى على خلفية الحرب الضروس والقتال الملحمى ومعركة التحرير المتوقعة يوم 14 من شهر نوفمبر ــ أعاده الله علينا بثلاثة أهداف نظيفة وتذكرة صعود لا هبوط بعده بإذن الله ــ فى هذا السجال كل الأسلحة مباحة.. استرجاع النتائج السابقة.. مباريات قديمة.. أهداف حاسمة.. هزائم قاسية.. لكن السلاح الأكثر فاعلية من وجهة نظر جماهير الشعبين هى المعايرة بالنساء.. بدءا من الحملة العسكرية «ارقصى يا خضرا» التى بدأها شباب مصر الواعى انتهاء بالعملية الانتحارية التى تم فيها وضع رءوس نادية الجندى ودينا على أجساد أبوتريكة والحضرى التى رد بها أحفاد المليون شهيد.. ستاتكم كذا وكذا وبناتكم كيت وكيت.. شوفوا أمهاتكم بيعملوا إيه.. لأ شوفوا أخواتكم وفضايحهم.. إيه اللى دخل سمعة الستات فى ماتش كورة؟.. وإيه علاقة شرفهن وأخلاقهن بمستوى لاعبى كرة قدم؟.. هل لو تم إثبات أن الجزائريات سيئات السمعة الحكم هيحسبلنا كورنر زيادة؟..

وهل لو أثبتوا إن المصريات كلهن رقاصات الفيفا هيتخذ قرارا بصعود الجزائر مباشرة بدون مباراة؟.. المنطق بيقول إن كل ده مجرد استفزاز ولعب بالأعصاب..

وبغض النظر عن أن المعركة ماتستاهلش أصلا.. ماتش وكورة.. فى النهاية مجرد لعبة ومش مستاهلة كل التشنج ده وكأن اللى هيوصل كاس العالم هيجيب الكاس وهو راجع.. لكن برضه.. ليه استخدام المعايرة بالنساء؟.. العادة العربية القبيحة فى استخدام النساء وشرفهن وعفتهن بل وأجزاء من أجسادهن كوسيلة مشروعة لتبادل السباب بين الخصوم.. مادمت تعيش فى وطننا العربى الحبيب فبالتأكيد سمعت الشتايم دى قبل كده.. أحيانا وقت العشم والهزار.. غالبا فى الطبقات تحت المتوسطة لكن الموضوع أصبح متعارفا عليه وطبيعيا جدا بين الشباب فى أى طبقة من الطبقات..

القدرة على تحمل ورد الهزار الفاحش والإهانات هو نوع من أنواع إثبات الرجولة وإلا تبقى واد خيخة وعضمك طرى.. لكن فى وقت الخصومة فللشتايم دى مكانة خاصة.. يا ابن ال .. ه ويا ابن ال .. ه.. المهم يكون فيه فى النهاية تاء التأنيث وربط اسم الأم أحيانا بفعل قد يبدو طبيعى وضرورى لاستمرار الحياة على الأرض.. لكن الرجل ذا الدم الحامى مابيقبلش إنه يتفهم أصلا إنه ابن واحدة ست.. مجرد معرفة اسم أمك يعتبر إهانة ما بالك بالحديث عنها بالطريقة دى؟.. الأم شخص مقدس فى حياة كل شخص وإلصاق أى تهمة أو إهانة بها يشعر الابن بالخصوص بأنه أصيب فى شرفه وكرامته.. فى المجتمعات الغربية مثلا مافيش أى علاقة بين شرف الأم أو الأخت والحط من مكانة الرجل فى المجتمع.. لا تزر وازرة وزر أخرى.. لكن فى مجتمعاتنا العربية شرف الرجل يعتمد بشكل أساسى على شرف المرأة.. والعنف والاضطهاد اللى بيمارسه الرجل أحيانا ضد نساء عائلته، يرجع ظاهريا للحفاظ على سمعتهن فى المجتمع، وفى الباطن هو بيعمل كده للحفاظ على سمعته وشأنه الاجتماعى.. فرضنا كده.. أليس من الأولى أن يمتنع الرجال عن استخدام هذه الشتائم حتى لا ترد عليهم فى يوم من الأيام؟.. مش كانوا بيعلمونا وإحنا صغيرين إن الشتيمة تلف تلف وترجع لصاحبها؟.. ألم يقل الرسول الكريم: (إن من الكبائر شتم الرجل والديه، قالوا: يا رسول الله! وهل يشتم الرجل والديه؟ قال: نعم! يسب أبا الرجل فيسب أباه، ويسب أمه فيسب أمه).. أمك وأختك.. عملوا إيه فى دنيتهم عشان تعمل فيهن كده؟.. هل تستحق إحداهما منك أن تضعها فى هذا الموضع لتنهشها ألسنة الخصوم؟..

ألم يحن الوقت لنتوقف ــ على الأقل من نال منا قدرا من التعليم ــ عن استخدام مثل تلك البذاءات؟.. وفى النهاية يا جماهير الكرة الأعزاء.. نص ساعة فرجه على أى برنامج «توك شو» هتأكدلكم إن فيه فى البلدين رجال كتير جدا فى أعلى المناصب وأكثرها حساسية بيرتكبوا كل يوم أخطاء تجعل أخلاقهم أولى بالسخرية وأجدر بالمعايرة من أى من نساء البلدين.. وسيبونا فى حالنا بقه.

التعليقات