مطلوب رحيل واحد هانى فورًا - عمرو خفاجى - بوابة الشروق
الجمعة 17 مايو 2024 3:06 م القاهرة القاهرة 24°

احدث مقالات الكاتب

شارك برأيك

هل تؤيد دعوات مقاطعة بعض المطاعم التي ثبت دعمها لجنود الاحتلال؟

مطلوب رحيل واحد هانى فورًا

نشر فى : الأحد 5 يوليه 2009 - 10:56 م | آخر تحديث : الأحد 5 يوليه 2009 - 10:56 م
تابعت بشغف واستثارة قضية جائزة الدولة لهانى الناظر مدير مركز البحوث، وإن شئنا الدقة، قضية جائزة الدولة التى لم يحصل عليها هانى الناظر، نظرا لاعتراض وزير التعليم العالى والبحث العلمى هانى هلال على منحه الجائزة أو هكذا أطلقت وسائل الإعلام صواريخها الأولى بشأن هذه القضية.

الإعلام أطلق صواريخه معلنا أن اللجان قررت منح جائزة الدولة للدكتور هانى الناظر، وهذا يعنى أنه يجب أن يحصل عليها لأن أكاديمية البحث العلمى لا تفعل شيئا سوى اعتماد قرارات هذه اللجان.. لكن الذى حدث وجعل الإعلام يتحفز وينشب أظافره ومخالبه ويسن أسنانه.. أن مجلس الأكاديمية رفض منح الجائزة للناظر ومنحها لعالمة أخرى من سيدات مصر الأفاضل.. وهنا أصبح الوزير الدكتور هانى هلال هو المتهم بمنع الجائزة عن هانى الناظر.

الإعلام كان واضحا فى توجيه التهمة لمجلس أكاديمية البحث العلمى برئاسة هانى هلال، ويفهم من توجيه التهمة أن هناك شيئا ما بين الهانيين.. هلال والناظر.. وبما أن هانى الأول هو وزير وبالتالى يملك سلطات مطلقة والتى هى مفاسد مطلقة.. وعلى جميع السادة العلماء سماع أوامره وطاعتها بحذافيرها.. وبالتالى كان على هانى الثانى الذى هو أيضا موظف عند هانى الأول.. أن يمتثل لأوامر السيد الوزير وقرارات الذين يرأسهم السيد الوزير.. ولا يملك هانى الثانى فى هذه الحالة إلا أن يحسبن (حسبى الله ونعم الوكيل) أمام كاميرات التليفزيون أو يحوقل فى حورات الصحف البريئة (لا حول ولا قوة إلا بالله).

هنا علينا أن نتوقف عند بعض الملاحظات العامة والأسئلة الضرورية حول الواقعة، خاصة أن الإعلام لم يشف غليلنا فى هذه القضية حتى الآن.

1 ــ هانى الأول وهو هانى هلال الوزير يجب أن يكون هو «الشرير» والمتهم لأنه فى وضع سلطوى فوق هانى الثانى.. وعلى الرغم من أن هانى الثانى لم يوضح لنا لماذا منع الوزير عنه الجائزة وما الأسباب التى تدعوه لذلك، وهل هناك خلافات بينهما، خاصة أنهما يعملان سويًا منذ أربع سنوات؟.

2 ــ لم يوضح لنا أحد ما الأبحاث التى قدمها الدكتور هانى الناظر، على المستويين المحلى والدولى، وتجعل أعضاء الأكاديمية يبصمون على فوزه بالجائزة من دون مناقشة أو اعتراض.

3 ــ وبمناسبة الأكاديمية، هل هم من عدم الجدوى والأهمية، حتى تكون وظيفتهم فقط التصديق على منح الجوائز أو بتعبير أدق «البصم» على قرارات اللجان.. أم أنهم من سادة العلماء الذين يفرقون بين الغث والسمين ويعرفون جيدا الحكم والتحكيم على مثل هذه الأبحاث والجوائز؟.

4ــ وإذا سلمنا بأن الدكتور هانى هلال تدخل عند أعضاء الأكاديمية لمنع الجائزة عن الدكتور هانى الناظر.. فلماذا لا نسلم أيضا بأن الدكتور هانى الناظر تدخل عند أعضاء اللجان لمنحه الجائزة باعتباره مديرا للمركز القومى للبحوث ــ إن السلطة مفسدة ــ وأن الكل يسمع كلام رؤسائه، دون مناقشة، وأنه لا يوجد لدينا عالم واحد يغير على علمه.

5ــ لم تذكر لنا وسائل الإعلام المختلفة شيئا عن السيدة الفاضلة التى فازت بالجائزة بدلا من هانى الناظر، ولم نعرف ما هى أبحاثها كما لم نشاهدها فى البرامج التى تهتم بمثل هذه الأمور، أو على الأقل البرامج التى استضافت هانى الناظر.

6ــ أيضا لم يحدثنا أحد عن اللجان التى قررت منح الجائزة لهانى الناظر، وأين يعملون، وما أسباب ترشيحه للجائزة، كما أننا لم نسمع صوتا منهم يحتج على عدم الاعتداد بترشيحهم.

7ــ وأخيرا، علينا أن نسأل ألا توجد لدينا قواعد لمنح هذه الجوائز؟، ثم حيثيات يجب إعلانها مع إعلان اسم الفائز بالجائزة، كما تفعل كل الجهات التى تمنح جوائز فى بقية بلاد الله.

8ــ القصة كلها مليئة بالارتباك والمغالطات والإخفاء والتمويه.. وجميع الأبطال ينتمون للعلم.. ومن أهل العلم.. فإذا كانت هذه حكايتهم فى ترشيح عالم للجائزة.. فما حكاياتهم فى بقية أعمالهم؟! أم أنهم فقط يشتكون من تجاهل الإعلام لهم ولقضاياهم فى مواجهة نجوم الفن والرياضة.. وأحيانا الرقص الشرقى على طريقة «عالم وعالمة».

9ــ لماذا لم يعتذر الدكتور هانى الناظر عن ترشحه للجائزة لاحتلاله منصبا مهما (مدير المركز القومى للبحوث) مثلما كان يفعل الرجل المثقف القدير د. فوزى فهمى عندما ظل يعتذر عن جوائز الدولة فى الفنون والآداب طوال وجوده على مقعد أكاديمية الفنون؟. (للأسف أشرف زكى رئيس هيئة المسرح لم يفعل ذلك هذا العام).

10ــ يجب أن نصل إلى نتيجة من جهة أعلى مثل رئاسة الوزراء لأن القضية جد خطيرة ومهمة ومؤثرة فى مسار البحث العلمى فى مصر.. فإذا كان الدكتور هانى هلال قد أخطأ وتجاوز فى منع الجائزة عن هانى الناظر.. فعليه أن يرحل فورا من كرسى الوزارة فلا يليق بوزير البحث العلمى أن يكسر القواعد ويمنع عالما من حقه.. وإذا كان هانى هلال صاحب حق فيما فعل هو ومجلس الأكاديمية. فعلى هانى الناظر أن يعتذر ويغادر مقعد مدير المركز القومى للبحوث لأنه لا يليق برجل يدير دفة البحث العلمى فى مصر أن يفعل ذلك.

فى رحيل أحدهما إعلان للجدية.. واحترام للعلم وتقدير للمبادئ.. التى تهدر كرامتها فى مصر صباح مساء.. برجاء رحيل أى هانى حتى تستقيم الأمور.. استقيموا يرحمكم الله.

ملاحظة بعد الملاحظات:

د. أحمد زويل نعتذر لما يحدث للعلم فى بلادك
عمرو خفاجى  كاتب صحفي وإعلامي بارز
التعليقات