لعبة الأمم فى سوريا - نادر بكار - بوابة الشروق
الأحد 28 أبريل 2024 5:18 م القاهرة القاهرة 24°

احدث مقالات الكاتب

شارك برأيك

هل تؤيد دعوات مقاطعة بعض المطاعم التي ثبت دعمها لجنود الاحتلال؟

لعبة الأمم فى سوريا

نشر فى : الثلاثاء 3 سبتمبر 2013 - 8:00 ص | آخر تحديث : الثلاثاء 3 سبتمبر 2013 - 8:00 ص

الشواهد على التغير ــ ربما يكون تكتيكيا فى الموقف الروسى ــ كثيرة على رأسها إعلان روسيا إرجاءها إمداد نظام بشار بمنظومة دفاع جوى متقدم متعللة بتأخر السوريين أو عجزهم عن سداد ثمنها.. وبالتأكيد لا يحتاج المرء أن يطلع على التفاصيل المالية لعقود سابقة بين الطرفين ليميز صدق ادعاء كهذا من عدمه فلم تكن روسيا لتتجشم كل هذا العناء من أجل المال وحده.

بالإضافة إلى أن لهجة روسيا بوتين بدت أقل غطرسة أو ربما أكثر حذرا هذه المرة ردا على السعى الأمريكى المحموم لضرب نظام الأسد.. فتصريحات من نوعية المطالبة بالكشف عن أدلة تورط بشار فى استخدام الأسلحة الكيمياوية ضد شعبه، أو إرجاء الضربة لحين الاطلاع على هذه الأدلة بصورة سرية فى اجتماع قمة العشرين المقبلة، كلها تؤدى إلى الجزم بأحد خيارين لتفسير الموقف الروسى الجديد أو هما الاثنين مجتمعين.

إما أن ثمة تفهما روسيا لنظرية تحديد نطاق النفوذ بين الكبار المتصارعين بالوكالة على أرض سوريا ومن ثم يصبح لزاما عليها غض الطرف عن محاولة الأمريكيين إعادة توازن القوى إلى ما كان عليه قبل استخدام سلاح دمار شامل يحسم النزاع لمصلحة بشار، فيتجرع الساسة الروس إذن الضربة الأمريكية باعتبارها ردا حتميا على بالونة الاختبار الكميائية، لاسيما إن أتى الرد ُ كما هو متوقع محدودا جدا لا يقلب الموازين رأسا على عقب إنما يحفظ ماء وجه الأمريكيين فقط.

أو أن الروس يعمدون إلى مناورة لكسب الوقت وإفساح المجال أمام خطاب الغرف المغلقة وازدياد حجم الضغوط الشعبية لدى الأمريكيين والأوربيين الرافضة لتورط غربى جديد غير مأمون العواقب فى منطقة مختلفة من العالم ربما تعد الأكثر توترا على الإطلاق.  

وعلى حين يتباين موقف المعسكر التركى القطرى أعظم تباينا فى مقابلة موقف معسكر باقى دول الخليج بقيادة السعودية حيال الوضع الراهن فى مصر، يلتحم هذا التباين بشكل مدهش ليشكل تناغما داعما للضربة العسكرية الأمريكية بغير تحفظ.

فالموقف الخليجى فى مجمله لم يأت فقط مرحبا بالضربة الغربية المحتملة بل داعما لها وحاضا عليها أيضا، وعلى رأس القائمة تقبع السعودية بما تستشعره من خطر يهدد أمنها القومى أمام كل تقدم يحرزه الإيرانيون بأنفسهم أو بتوكيل حزب الله فى الداخل السورى.

وعلى العكس تماما من هذا الموقف، فإن مصر التى تمر بمرحلة تاريخية فارقة التزمت موقف المراقب غير الداعم ولا المرحب، وإن كانت قد تركت العنان لكل الأطياف الرافضة للتدخل الغربى فى سوريا لتتصدر المشهد الإعلامى وتنذر من العواقب الوخيمة لتدخل كهذا.