لما الشتا يدق البيبان - غادة عبد العال - بوابة الشروق
الإثنين 13 مايو 2024 6:09 ص القاهرة القاهرة 24°

احدث مقالات الكاتب

شارك برأيك

هل تؤيد دعوات مقاطعة بعض المطاعم التي ثبت دعمها لجنود الاحتلال؟

لما الشتا يدق البيبان

نشر فى : الأحد 2 يناير 2011 - 10:31 ص | آخر تحديث : الأحد 2 يناير 2011 - 10:31 ص

 وأخيرا جاء الشتاء ليمنح أسبابا جديدة لهواة الاكتئاب وخاصة الاكتئاب الموسمى، لا أعنى بالطبع مرضى الاكتئاب فهؤلاء أتمنى لهم الشفاء العاجل ولكن تلك الفصيلة من المصريين اللى غاويين كآبة، وأولهم أنا.

طبعا عزيزى القارئ المستعد دائما بلائحة من الاتهامات فى يده (عشان ماعندوش جيب ورا) إذا بدأت مقالى هذا بالدعوة للتفاؤل استمرارا لمجهوداتى الجبارة من أجل رفع الروح المعنوية للشعب المصرى، فستتهمنى بأننى من كتاب السلطة أو من اللى واكلينها والعة أو من أعضاء كوتة المجلس الجديد. بص ومن غير حلفان أنا زيك بالظبط، زعلانة ومقهورة وواخدة على خاطرى من البلد واللى فيها، بس يا أخى تعبت، من كتر الزعيق صوتى راح ومن كتر الكلضمة وشى اتطبق ومن كتر الفرسة بعيد عنك مرارتى على تكة وتنفجر، قلت فى عقل بالى يا بنت يا سوسة ما تفكيها يومين كده، دورى على حاجات تسعدك حتى لو كانت زى الإبرة فى كوم زبالة. وانت كمان بص حواليك كده والله هتلاقى حاجات كتير تحمل فى طياتها أسبابا للتفاؤل والسعادة، وخصوصا فى وقت الشتا، خد عندك مثلا بركة الماية اللى فى وسط شارع سيادتك (ما تقاوحش طالما مصرى والدنيا مطرت يبقى فيه قدام بيتكم بركة).. دقق النظر هتلاقى حد إبن حلال رص سلسلة من الطوب المسطح فى وسط البركة عشان الناس تقدر تعدى الماية وما تتبلش. ولو معدى بعربيتك على شارع من اللى بيغرقوا كليا كل سنة دول غالبا هاتشوف 3 ــ 4 شباب واقفين يحولوا الماية من مكان للتانى بجرادل عشان انت وغيرك تعدوا.

الكام شاب دول ممكن تلمح فيهم بقية جدعنة ولمسة شهامة وبعض من تحمل المسئولية، مش كنا دايما بنقول إن الحاجات دى راحت فى 67؟ أهم لسه موجودين أهم..تتفائل بأه والا لأ؟

لو ماشى على رجليك والدنيا فجأة مطرت وصاحب المحل اللى انت معدى جنبه بص ولقى سيادتك واقف قدام الشارع المطين محتاس هتلاقيه خارج من محله بيوجهك ولا أجدع مدرب جمباز فى الأولمبيكيات: حط رجلك هنا..التانية هناك..على راس صابعك الصغير بأه ونط من هنا.. هوب.. حمد الله ع السلامه، الراجل ده مش مضطر يعمل كده، بس عمله ده يدل على إن فيه جواه حاجة طيبة، لسه فيه عندنا ناس طيبين، مش سبب كافى يدعو للتفاؤل ده؟، بص للغسيل المنشور فى البلكونات محطوط عليه غطا بلاستيك بيحميه من المطر وفكر إن اللى نشرته أم، خرجت فى عز الساقعة مش هاممها إنها ممكن تاخد لطشة برد لكن هاممها إنها تنشر هدوم العيال وأبوهم، ممكن تكون هى اللى واعية وحطت الغطا وممكن تكون جارتها هى اللى خبطت عليها ونبهتها إن الدنيا بتمطر فحطته. تضحية أم ومودة جارة بتقول إن لسه فيه بيننا حاجات حلوة، بالذمة مش حاجة تدعو للتفاؤل بجد؟ أقعد على قهوة أو كوفى شوب وأطلب واحد سحلب وأشرب وإدعى للى اخترعه، إرجع بيتك وحاول تدورعلى معلومات عنه على النت، إذا طلع مصرى كان بها، ما طلعش دور على مخترع الموغات، مبتكر الحلبة باللبن، إن شالله حتى عصير القصب أكيد هتلاقى واحد فيهم مصرى، إفتخر بإن فيه ابتكارات مصرية فى مجال الأغذية يمكن تتكرر فى مجالات تانية، حاجة تدعو للتفاؤل أهى مش كده؟ بنات وولاد ابتدائى راجعين فى عز البرد من المدرسة يكادوا يقعوا على وشوشهم من تقل الشنط على ضهرهم، لكنه مجتمع مصرى فيه أولاد وبنات وفى نفس الوقت خالى من التحرش، شفت الجمال؟ حاجة تبعث على تفاؤل أكيد بأه، بص لكل القطط الضالة والعصافير الصغيرة اللى بيلاقوا فى نقطتين الماية على أى رصيف مصدر ماية شرب وشجر الشوارع اللى الناس بتنساه وما يشربش غير ماية الندى، ربنا رزقهم وقادر كريم يرزقك ويفرجها من حيث لا تحتسب، ليها رب اسمه الكريم تفاءل بأه، بص فوق على السما هتلاقى مجموعة بط مهاجرة هنا أو هناك (مش باقولك فكر فى الهجرة لا سمح الله) شوف ربنا موجههم إزاى يروحوا فين ويتحركوا إمتى ويتجمعوا إزاى، بص على كل ده وتفاءل، وآمن إننا فى يوم هنتعلم نتجمع ويومها ربنا هيوجهنا ويقولنا نروح فين بالظبط، البط أجدع مننا يعنى؟ طبعا لأ، شفت بأه عرفتها لوحدك إزاى ؟، مش قلت لك تفاءل يا أخى؟ لسه فيه حاجات حلوة تستحق ننتبهلها ونتفاءل بسببها حواليك فى كل وقت، وخصوصا.. لما الشتا يدق البيبان.

التعليقات