أبو الغيط: دول الجوار العربي مطالبة بنهج جديد في التعامل مع قضايا المياه - بوابة الشروق
السبت 11 مايو 2024 1:42 م القاهرة القاهرة 24°

الأكثر قراءة

قد يعجبك أيضا

شارك برأيك

هل تؤيد دعوات مقاطعة بعض المطاعم التي ثبت دعمها لجنود الاحتلال؟

أبو الغيط: دول الجوار العربي مطالبة بنهج جديد في التعامل مع قضايا المياه

ليلى محمد
نشر في: الأحد 28 أبريل 2024 - 10:33 ص | آخر تحديث: الأحد 28 أبريل 2024 - 10:33 ص

قال الأمين العام لجامعة الدول العربية أحمد أبو الغيط إن دول الجوار العربي مطالبة بنهج جديد في التعامل فيما يخص قضايا المياه، مشيرا إلى أن 80% من المياه تأتي الدول العربية من خارجها.
وقال أبو الغيط خلال كلمته في افتتاح مؤتمر بغداد الدولي الرابع للمياه إن المؤتمر يشكل فضاءً مهماً لمناقشة
التحديات التي يواجهها العراق في مجال المياه وإيجاد حلول مستدامة لها، معربا عن تجديد دعم جامعة الدول العربية لهذا المؤتمر وتعاونها لإثراء مخرجاته، وذلك لإيمانها الكامل بأهمية قضية المياه ومحوريتها لمستقبل العرب جميعاً.
وأضاف أبو الغيط :" إنني أثق في أن هذا المؤتمر سيحقق أهدافه لرسم تصور شامل للوضع المائي في العراق بكل تحدياته وتعقيداته، وتعميق فهم تلك التحديات بحضور كافة القطاعات الوطنية ودول الجوار والشركاء الدوليين.
و أوضح أنه بالرغم من الجهود الكبيرة التي بذلتها الحكومة العراقية والاستثمارات والمشروعات التي نفذتها في السنوات الأخيرة، إلا أن الوضع المائي لا يزال يشهد ضغطا متزايدا، ليس بسبب قلة فاعلية الإنجازات أو ضعف الجهود المبذولة، ولكن بسبب عوامل أخرى مختلفة منها تراجع حصة العراق من مياه نهري دجلة والفرات، واستمرار الجفاف لفترات أطول، فضلاً عن النمو السكاني وزيادة آثار التغير المناخي.

* تحديات مشتركة



وعلى الصعيد العربي، أشار الأمين العام لحجم التحديات المشتركة التي تواجهها الدول العربية إجمالا في مجال المياه، فضلاً عن تحديات خاصة تواجه بعض الدول بسبب جغرافيتها، موضحا أن 80% من المياه تأتي الدول العربية من خارجها، كون الكثير من الدول العربية تُعد دول مصب لأنهار عابرة للحدود، بما يجعل توزيع المياه والحفاظ عليها تحدياً إقليمياً مُشتركاً يستلزم التعاون والتنسيق، والمقصود هنا كلاً من العراق وسوريا ومصر والسودان.

* مسألة وجودية

وقال أبو الغيط :" إن قضية المياه في بلادنا ليست قضية فنية وتنموية فحسب، بل هي مسألة وجودية بكل معنى الكلمة، ترتبط بالأمن القومي العربي، وبتحديات البقاء في المستقبل، ويتطلب التعاطي معها تعاوناً بين كافة القطاعات على المستوى الوطني، ولكن أيضاً تعاوناً صادقاً وتنسيقاً مستمراً على المستوى الإقليمي.
وأضاف أن دول الجوار العربي، تركيا وإيران، فيما يتعلق بالعراق وسوريا وأثيوبيا، فيما يتعلق بمصر والسودان، هذه الدول مطالبة بنهج جديد في التعامل فيما يخص قضايا المياه، موضحا أن هذا النهج يقوم على المصلحة المشتركة بعيداً عن المعادلات الصفرية فالإمكانيات والموارد المائية القائمة يُمكن توظيفها لخدمة جميع الشعوب وتنمية الدول، شريطة أن يحل التعاون والتفهم المشترك محل التنافس أو الاستئثار بالموارد.

* الأمن المائي لا ينفصل عن الغذائي

 

وأكد أبو الغيط أن الأمن المائي لا ينفصل عن الأمن الغذائي، وقد شهدت الفترة الأخيرة اهتماماً غير مسبوق بموضوع الأمن الغذائي بسبب الاضطرابات التي شهدتها سلاسل الإمداد العالمية بعد جائحة كوفيد 19 والحرب في أوكرانيا، وكذا بسبب تسارع آثار التغيرات المناخية وتواتر الكوارث الطبيعية، ونظراً لأهمية الموضوع فقد حظي الأمن الغذائي باهتمام خاص ولا يزال ضمن ملفات العمل العربي المشترك في الفترة الأخيرة، حيث وافقت القمة العربية في الجزائر في عام 2022 على عدد من الاستراتيجيات المتعلقة بالأمن الغذائي العربي، فضلاً عن الجهود التي تقوم بها المنظمات المتخصصة والمجلس الوزاري العربي للمياه ومجلس وزراء الزراعة العرب في هذا الشأن وهي منظمات ومجالس تشارك العراق في أعمالها على نحو فاعل ومؤثر.
كما نوه لضرورة الاهتمام به في الفترة القادمة، وهو تعزيز القدرات في مجال الاستعداد للكوارث الطبيعية وآليات الإنذار المبكر.
وأشار للإحصائيات حيث أن 53% من الكوارث الطبيعية المسجلة في عام 2023 تتعلق بالمياه، موضحا ان أغلب سكان المنطقة العربية يقطنون في مدن ساحلية أو على ضفاف أنهار كما هو الحال هنا في العراق.
وقال أبوالغيط : "إن الأخطار المتعلقة بالمياه قد أصبحت أمراً واقعاً، مشيرا لما تسببت فيه الأمطار الطوفانية والفيضانات في خسائر بشرية واقتصادية كبيرة كما حصل في السودان وفي درنة الليبية، وفي عُمان والإمارات مؤخراً.
وأشاد بالتقدم الذي أحرزته الدول العربية في مجال إدارة مخاطر الكوارث ووضع التدابير الاستباقية للتعامل مع آثارها.
كما دعا الحكومات العربية إلى النظر باهتمام أكبر إلى رفع قدراتها الوطنية في هذا المجال كما حثها على تعزيز عمل آلية التنسيق العربية للحد من مخاطر الكوارث العاملة تحت مظلة جامعة الدول العربية.
وأوضح أن الجامعة العربية ممثلة في الأمانة الفنية للمجلس الوزاري العربي للمياه، وفي إطار مشاركتها في تنظيم عدد من فعاليات هذا المؤتمر، ستنظم جلسة حوارية رفيعة المستوى بعنوان "تحديات الحد من مخاطر الكوارث المائية في المنطقة العربية " بالتعاون مع عدد من الشركاء.
وثمن الأمين العام دور كل من ساهم في الإعداد الجيد لهذا المؤتمر المهم الذي يناقش قضية تقع في صلب صناعة المستقبل والاستعداد له، معربا عن أمله لأعماله كل التوفيق والسداد.



قد يعجبك أيضا

شارك بتعليقك