بعد إعلان اقتراب موعد إزالة متحفه.. من هو نبيل درويش وعلاقته بالريف المصري؟ - بوابة الشروق
الإثنين 6 مايو 2024 3:13 م القاهرة القاهرة 24°

الأكثر قراءة

قد يعجبك أيضا

شارك برأيك

هل تؤيد دعوات مقاطعة بعض المطاعم التي ثبت دعمها لجنود الاحتلال؟

بعد إعلان اقتراب موعد إزالة متحفه.. من هو نبيل درويش وعلاقته بالريف المصري؟

الشيماء أحمد فاروق
نشر في: الجمعة 26 أبريل 2024 - 2:19 م | آخر تحديث: الجمعة 26 أبريل 2024 - 2:19 م

أعلنت أسرة الفنان التشكيلي الراحل نبيل درويش، إنها تلقت إخطارا بضرورة إخلاء متحف الفنان الراحل ومنزله في غضون أسبوعين، للبدء في تنفيذ قرار هدم متحفه الواقع على طريق سقارة السياحي بمحافظة الجيزة، وذلك ضمن أعمال توسعة دائري المريوطية.

حيث صدر إنذار موجه من مركز مدينة أبو النمرس التابعة لمحافظة الجيزة، في يناير 2024، إلى ورثة الفنان الراحل نبيل درويش، بضرورة إخلاء المبنى لتوسعة وتطوير الطريق من (المنصورية إلى المريوطية) بطول 3.5 كم.

بُني المتحف بالجهود الذاتية للفنان الراحل وأسرته، وتم افتتاحه مجانا في 1983، ويضم أكثر من ٣٠٠٠ قطعة خزف، تنوعت بين مقتنيات الفنان الراحل وقطع خزفية فريدة ومكتبته وأدواته الفنية التي عمل بها، وقد أرسلت الأكاديمية الدولية للخزف بسويسرا التابعة لهيئة اليونيسكو، في 6 أبريل 2024، خطاب رسمي لوزارة النقل تطالب بإعادة النظر في قرار هدم المتحف نظرا للقيمة الفنية للفنان الراحل.

من هو نبيل درويش؟

فنان تشكيلي رحل عام 2002، وقد ولد في قرية السنطة القريبة من مدينة طنطا في محافظة الغربية، في 5 سبتمبر 1936، وتخرج في كلية الفنون التطبيقية، قسم الخزف عام 1962، وحصل على دكتوراه الفلسفة في الفنون التطبيقية من كلية الفنون التطبيقية من جامعة حلوان عام 1981.

الفنان نبيل درويش صاحب أول رسالة دكتوراه في فن الخزف عام 1981، وكانت عن "تفاصيل صنع المصريين القدماء لفوهات سوداء للأواني الخزفية"، وكان موضوعاً جديداً أضاف قيمة علمية كبيرة إلى هذا المجال في ذلك الوقت.

وقد أًدرج الجهاز القومي للتنسيق الحضاري اسم الفنان التشكيلي نبيل درويش في مشروع «عاش هنا»، في نوفمبر 2023، والذي يهدف إلى الاحتفاء بالمبدعين الراحلين من مختلف المجالات، إذ جرى وضع لافتة على منزله الكائن بـ77 طريق سقارة السياحي في الجيزة.

تدرج درويش في السلك الأكاديمي المصري حتى أصبح رئيسا لقسم الخزف بكلية الفنون التطبيقية، وكان ممثلاً لمصر في أكثر من محفل عالمي، مثل: معرض فينيسيا الدولى للخزف 1971، وبينالى باريس في نفس العام، وجرى اختياره مستشارا دوليا في الاحتفال العالمي بفن الخزف عام 2000.

متى اكتشف علاقته بالطبيعة وتفاعل معها؟

في حوار صحفي نشر في مجلة إبداع، العدد 3 عام 1985، مع الناقد نعيم عطية، يروي درويش متى اختلط بالطبيعة وركز في تفاصيلها، وقال: "أرسلوني إلى كُتاب القرية وفي الكتاب كان شيخنا يشتد في معاملته إذ كنت أشول فعمد إلى ربط ذراعي الأيسر حتى أكف عن استخدامه في الكتابة، لذلك هربت من الكتاب وذهبت أهيم في الحقول وأعتلي الشجر وكان لي شجرة مفضلة أكمن بين أغصانها وأتأمل الحقول الممتدة أمامي، وأراقب الحركة الدائرة من حولي، حيث يلتحم الإنسان والحيوان بالطبيعة في توحد متقن".

وأضاف: "وأحسست بأن ما يجري في الكتاب نشاز، وأن الصواب بالنسبة لي هو أن أرشف الطبيعة بحواسي كلها، وأمسكت راحتاي الصغيرتان بتراب الأرض وطين الترع فاعتملت في نفسي منذ الصغر الرغبة أن أصبح فنانا، ورحت أرسم وانحت ثم تبينت أنني متجه بالكامل بكل جوارحي إلى فن الانسانية الأول وهو الإبداع بالطينة المحروقة واخترت لنفسي الخزف، والتحقت عندما شببت عن الطوق بكلية الفنون التطبيقية حيث كان من حسن حظي أنني التقيت هناك الرائد سعيد الصدر وأولاني رعايته وعلمني على أحسن صورة".

تلقى درويش تعليمه وتشرب حب الفنون ومهارتها من أسماء بارزة في مجال الفن التشكيلي، مثل الأستاذ الأكاديمي أحمد زكي في قسم التصوير، وأيضاً جمال السجيني، والذي يقر درويش بفضله في جعله نحاتا ناجحاً.

ماذا يمثل الريف بالنسبة لدرويش؟

كانت نشأة درويش في قرية ريفية بسيطة، وفي وسط الحقول نمى فكره وتطور ذهنه وانجذب إلى الطبيعة وعرف أنها هي طريقه في المستقبل، وعندما كبر وأصبح عاملا في هذا المجال لم يختف الريف من حياته مطلقاً.

قال درويش في حواره: "في خطواتي الأولى ومع عظيم الفضل الذي طوقني به أساتذتي فقد اتجهت إلى الطبيعة واعتبرتها على الدوام معلمي الأول، في كل صيف كنت أحمد أدواتي وألواني وأوراقي وأمضي أجول في ريف مصر وأحط خيمتي هنا أو هناك بقرى الوجهين البحري أو القبلي"، وقد رسم درويش في نواح كثيرة في أرجاء مصر، مثل كفر الزيات والفيوم والبحيرة وغيرها.

ويصف علاقته بالطين قائلاً: "نظرت إلى طينة بلدي وعشقتها فقررت أن أصنع منها شيئا، وأن أنفث فيها من روحي وأبدع منها جمالا، واستيقظت بداخلي أصوات أجدادي من خزافي ما قبل الأسرات ومن بعدهم".

وعندما سافر درويش إلى الكويت، حيث أعير للعمل في تدريس التربية الفنية هناك لمدة 3 سنوات من (1973 إلى 1976)، لم ينفصل عن الأمر بل طاف في أنحاء الكويت حتى اكتشف الأماكن التي تحتوي على طينة ذات طبيعة رملية صالحة للإبداع الخزفي المحلي ودعا إلى أن تعتمد الكويت على خاماتها تلك كما اتجه إلى إيران والعراق وتركيا وسوريا ولبنان سعيا وراء منابع فن الخزف الإسلامي والعربي .



قد يعجبك أيضا

شارك بتعليقك