أحد أبطال سلاح الدفاع الجوى: المقاتل المصرى هو المفاجأة الحقيقية فى حرب أكتوبر - بوابة الشروق
الجمعة 19 أبريل 2024 9:32 م القاهرة القاهرة 24°

الأكثر قراءة

قد يعجبك أيضا

شارك برأيك

هل تؤيد دعوات مقاطعة بعض المطاعم التي ثبت دعمها لجنود الاحتلال؟

أحد أبطال سلاح الدفاع الجوى: المقاتل المصرى هو المفاجأة الحقيقية فى حرب أكتوبر

كتب ــ أحمد عجاج:
نشر في: الجمعة 26 أبريل 2019 - 10:43 ص | آخر تحديث: الجمعة 26 أبريل 2019 - 10:43 ص

أبو على: العناية الإلهية كانت ترعى الجيش المصرى فى 73.. وأهلنا فى سيناء هم خط الدفاع الأول عن أرض الفيروز والجبهة الشرقية
إسرائيل اعتقدت بعد معركة 1967 أن الجيش المصرى «قهر».. ولكنها لم تكن تعلم أننا فى وقت الشدائد يمكن أن نفعل أى شىء.. واستجابت للمفاوضات لأننا كنا فى مركز قوة
على الشباب أن يتحلوا بروح أكتوبر.. ويعلموا أن الحرب الآن «نفسية واقتصادية وثقافية وطائفية وإعلامية»

قال المستشار بأكاديمية ناصر العسكرية العليا، وأحد أبطال سلاح الدفاع الجوى فى حرب أكتوبر اللواء أركان حرب حسان أبو على، أن المقاتل المصرى يعتبر المفاجأة الحقيقية فى الحرب، لتمكنه من تقليل الفجوة فى التسليح بين الجيش المصرى بإمكاناته الدفاعية، والجيش الإسرائيلى الذى فتحت أمامه الولايات المتحدة الأمريكية ترسانتها العسكرية وأمدته بأقوى وأحدث المعدات القتالية.
وأضاف أبو على لـ«الشروق»، «أن الحالة النفسية للمقاتلين بعد حرب 67 كانت سيئة للغاية، لكن سرعان ما بدأنا فى إعادة تنظيم القوات المسلحة والإعداد لحرب أكتوبر بدقة علمية شديدة، من خلال بناء حائط الصواريخ وإعادة تسليح القوات بالأسلحة الحديثة، حتى تم اختيار توقيت الحرب فى تمام الساعة الثانية ظهرا فى يوم 6 أكتوبر، الموافق لعيد الغفران «كيبور» الإسرائيلى، لافتا إلى أن استعدادات الجيش فى الفترة التى سبقت العبور سميت بـ«مناورات الخريف».
وتابع بطل الدفاع الجوى: «بعد حرب 1967 كنت برتبة ملازم أول وخدمتى فى قاعدة المليز بوسط سيناء، وشاهدت القوات البرية أثناء عودتها يوم 5 يونيو، وعلى الرغم مما شهدناه حينها، بدأت القوات الجوية بعد أيام قليلة فى شن غارة على سيناء، ليتنبأ العالم أن هذه هى طبيعة الشخصية المصرية، وسرعان ما تم إعداد القوات المسلحة بالشكل القوى الذى ظهر فى حرب أكتوبر الذى كان دليلا قويا على عظمة العبور العظيم».
وعن يوم العبور أوضح أبو على: «بدأ الجنود فى التمركز بأماكنهم وعلى معداتهم.. وقلت لهم: «يا خير أجناد الأرض قد تحددت ساعة الصفر.. سنعبر فى تمام الساعة الثانية»، مؤكدا أن الاستعداد لذلك اليوم كان كبيرا، وكنا نمتلك الثقة الشديدة فى أنفسنا وفى أسلحتنا وفى قياداتنا، ومتيقنين بأن فرصة النصر قد حلت علينا مرة أخرى.
وأردف: «بعدها بدأت القوات الجوية فى شن الضربة الجوية الأولى، ثم تمهيد النيران المدفعى، ثم مرحلة التصدى لرد فعل الطائرات الإسرائيلية، حيث نجحنا تماما فى منع أى طائرة للعدو من ضرب القوات المصرية أثناء عبورها للضفة الثانية من القناة، ليعلن الجيش الإسرائيلى فى يوم الـ9 من أكتوبر فقدان 78 طائرة بالإضافة إلى فقد السيطرة تماما على الشاطئ الشرقى للقناة وأن خط بارليف دمر بالكامل».
واستطرد: «نجحنا فى الاستيلاء على رأس الجسر إلى أن انتهى الصراع العسكرى لحرب أكتوبر وبدأنا الدخول فى صراع المفاوضات»، مؤكدا أن ذكاء القيادات العسكرية والمحارب المصرى هى التى استطاعت تغيير جميع القواعد، وأن قوات الدفاع الجوى كان لها دور عظيم فى حرب أكتوبر المجيدة، واستطاعت أن تطور معداتها وإمكاناتها خلال السنوات الـ3 التى أعقبت حرب 67.
وأكمل: «تمكنت القوات من صد الهجمات الجوية المعادية فى العبور، ورد الفعل المتوقع من العدو بعدها هو تركيز الهجوم الإسرائيلى على تدمير عناصر الدفاع الجوى، وتدمير الطائرات المصرية فى قواعدها، بالإضافة إلى قصف القوات البرية المصرية وإجهاض عملية الهجوم مع قصف أكثر الأهداف الحيوية، للتأثير على سير الحرب، حيث حاولت القوات الجوية للعدو تنفيذ هذه المهام ولكنها تكبدت خسائر كبيرة بلغت نحو 44 طائرة وفقا لتقارير القتال التى صدرت يوم 8 أكتوبر».
واعتبر أبو على أن عبور المانع المائى لقناة السويس واقتحام خط بارليف جاء بالعمل الدءوب والفكر السديد والإعداد الجيد وإصرار وعزيمة الرجال الذين قهروا المستحيل، ويؤكد بما لا يدع مجالا للشك أن العناية الإلهية كانت ترعى الجيش المصرى.
ورأى أبو على، استشهاد الفريق عبدالمنعم رياض وهو فى الخطوط الأمامية للقوات المصرية يوم 9 مارس من العام 1969 رسالة مفادها أن التضحية فى سبيل الوطن تعد من سمات الجندية المصرية، سواء كان هذا المقاتل «فريقا أو ضابطا أو جنديا»، وأن معنى التضحية لرجال القوات المسلحة أكده كل القادة المشاركين فى قوات إنفاذ القانون بسيناء الآن.
وذكر «أن التعاون والتنسيق الكامل بين القوات المسلحة وأهالى سيناء يؤكد أن أهلنا فى سيناء هم خط الدفاع الأول عن سيناء والجبهة الشرقية، وأنهم يضحون بأنفسهم فى مواجهة القتلة والمجرمين أعداء الدين والحياة».
وأشار المستشار العسكرى إلى أن شعور إسرائيل خلال الأيام الأولى من حرب أكتوبر، بصدمة كبيرة، وإعلانها بعد 3 أيام فقط من بدء القتال فقدانها السيطرة على خط بارليف، كان بفضل بطولات المقاتل المصرى، حتى تم وقف إطلاق النار.
وأضاف: «قوات العدو فى بداية الحرب تكبدت خسائر جسيمة، ما جعل إسرائيل توافق فورا على وقف إطلاق النار، لتبدأ المفاوضات بين الجانبين المصرى والإسرائيلى، وبدأت المفاوضات بمباحثات شاقة عند الكيلو ١٠١ والتى أدارها الرئيس الراحل محمد أنور السادات، فى 28 أكتوبر ١٩٧٣، وانتهت إلى ما سمى بـ(فض الاشتباك وتبادل الأسرى) فى 11 نوفمبر 1973، واستمرت إلى أن أعادت مصر افتتاح قناة السويس فى 5 يونيو 1975».
وذكر أن المفاوضات الشاقة والمضنية بين الجانبين استمرت، حتى تم التوقيع على معاهدة السلام، برعاية الولايات المتحدة الأمريكية، فيما انتهت المفاوضات بتحرير سيناء فى ٢٥ إبريل ١٩٨٢ لتبدأ معركة أخرى شاقة بشأن «طابا»، والتى استطاعت مصر أن تنتصر فيها أيضا من خلال التحكيم الدولى الذى أقر بمصريتها وفقا للوثائق والخرائط المقدمة.
وأشار، إلى أن إسرائيل استجابت للمفاوضات بعد رفضها فى أعقاب حرب 1967، لافتا إلى أن صراع المفاوضات لا يقل ضراوة عن الحرب حيث استجابت إسرائيل للمفاوضات حينما شعرت بقوة الجيش المصرى وأنه قادر على استرداد كل شبر من أرضه بأى طريقة.
وأوضح أن إسرائيل لم تستجب لأى مفاوضات مصرية بعد حرب 1967 لأنها خرجت حينها من الحرب منتصرة وبشعور أنها الأقوى ولا داعى للدخول فى مفاوضات، وأن الجيش المصرى قهر، مستطردا: «لكنها لم تكن تعلم أن الجيش المصرى فى وقت الشدائد يمكن فعل أى شىء بأى طريقة ممكنة أمام العدو»، مشددا على أن تجرى المفاوضات من مركز قوة.
ووجه بطل أكتوبر رسالة للشباب قائلا: «عليكم يا شباب مصر أن تتحلوا بروح أكتوبر التى انتصرت فيها مصر بالعمل والتدريب والعلم وقوة الإيمان وعقيدة المقاتل المصرى، هى (النصر أو الشهادة)»، مشيرا إلى أن الولايات المتحدة الأمريكية أعلنت عن ضم الجولان إلى الأراضى الإسرائيلية، فى ظل ترديد المقولة الشهيرة «أن الوطن الموعود لإسرائيل من نهر مصر إلى نهر الفرات».
وأردف: «انظروا إلى ما حولكم وأدركوا أننا فعلا فى معركة واعلموا أن العدائيات لمصر مستمرة وما زلنا فى حالة حرب حقيقية»، مشيرا إلى أن الحرب لم تعد مدفعا وطائرة بل الحرب الآن «نفسية واقتصادية وثقافية وطائفية وإعلامية».



قد يعجبك أيضا

شارك بتعليقك