تواجه حقوق الإنسان في جميع أنحاء العالم أخطر تهديدات منذ عقود، حسبما ذكرت منظمة العفو الدولية التي تتخذ من لندن مقرا لها في تقريرها السنوي اليوم الأربعاء.
وسلطت المنظمة الضوء على الصراعات في غزة وأوكرانيا، فضلا عن انتشار الحكومات الاستبدادية التي تضر بالنظام الدولي من خلال انتهاك القانون الدولي وتجاهل الحقوق الأساسية.
وقالت الأمين العام لمنظمة العفو الدولية أنييس كالامار إن "تجاهل إسرائيل الصارخ للقانون الدولي يتفاقم بسبب تقاعس حلفائها عن وقف إراقة دماء المدنيين التي لا توصف في غزة".
وأضافت: "إلى جانب العدوان الروسي المستمر على أوكرانيا، والعدد المتزايد من النزاعات المسلحة، والانتهاكات الجسيمة لحقوق الإنسان التي شهدتها، على سبيل المثال، في السودان وإثيوبيا وميانمار، فإن النظام العالمي القائم على القواعد معرض لخطر الهلاك".
ولم تفلت الديمقراطيات من الانتقادات، حيث قالت كالامار إن "ما رأيناه في عام 2023 يؤكد أن العديد من الدول القوية تتخلى عن القيم التأسيسية للإنسانية والعالمية المنصوص عليها في الإعلان العالمي لحقوق الإنسان".
ومن بين أمور أخرى، ينتقد التقرير استخدام الولايات المتحدة لحق النقض (الفيتو) لشل مجلس الأمن الدولي لعدة أشهر بشأن قرار لوقف إطلاق النار في غزة.
وعد التقرير الحرب في أوكرانيا مساهما رئيسيا آخر في تدهور حالة حقوق الإنسان العالمية.
وانتقدت منظمة العفو الدولية الهجمات العشوائية التي شنتها القوات الروسية "على المناطق المأهولة بالسكان والبنية التحتية المدنية للطاقة وتصدير الحبوب" في أوكرانيا.
وجاء في التقرير: "استخدمت كل من القوات الروسية والأوكرانية الذخائر العنقودية على الرغم من طبيعتها العشوائية ومخاطرها الدائمة على المدنيين".
وقالت كالامار: "يرسم تقرير منظمة العفو الدولية صورة كئيبة لقمع مقلق لحقوق الإنسان وخرق واسع النطاق للقواعد الدولية، وكل ذلك في خضم تفاقم عدم المساواة العالمية، والقوى العظمى التي تتنافس على التفوق، وأزمة المناخ المتصاعدة".