سمير عطاالله يكتب عن «دار الشروق»: يا للهول - بوابة الشروق
الخميس 25 أبريل 2024 7:53 ص القاهرة القاهرة 24°

الأكثر قراءة

قد يعجبك أيضا

شارك برأيك

هل تؤيد دعوات مقاطعة بعض المطاعم التي ثبت دعمها لجنود الاحتلال؟

سمير عطاالله يكتب عن «دار الشروق»: يا للهول


نشر في: الإثنين 22 أبريل 2019 - 10:24 م | آخر تحديث: الإثنين 22 أبريل 2019 - 10:24 م

اتصلت بى مديرة مكتب الناشر الكبير إبراهيم المعلم تسألنى عن عنوانى البريدى، فعرفت أن ثمة كتابا جديدا من «الشروق» فى الطريق إلى. أخطأت. حملت إلى «أرامكس» رزما من الكتب. وأكثر ما أفرحنى أن الصديق العزيز اختارها بنفسه عنوانا عنوانا، ولم يترك الانتقاء لمعاونيه. الرجل يعرف قراءه بقدر ما يعرف كتابه.

تبدو اهتمامات «الشروق» مثل مكتبة وطنية، لا مثل دار تجارية. يساعدها فى ذلك وجود «سرب من الخالدين»، لا عناء فى البحث عنهم وعن آثارهم. وهم لا ينضبون. والعودة إليهم، استعادة لزمن مرصع من الفكر والفنون وسحر الحياة.

شئنا أو أبينا، مصر هى مكتبتنا القومية فى القرن الماضى. فيها بدأت الحركة ضد الاستعمار، وفيها بدأت النهضة بكل وجوهها، ومن بوابة القاهرة والإسكندرية، دخل العالم العربى أروقة العصر. دخلها على الطريقة المصرية التى لا شبيه لها.

ألم يقل نجيب محفوظ لمحمد حسنين هيكل عندما سأله لماذا لا يذهب إلى تسلم جائزة نوبل بنفسه، ماذا قال؟ ألم يقل له: «إزاى أروح السويد يا محمد، ما أنا زى ما أنت عارف، بروح القهوة كل يوم».

إن بين الكتب المرسلة من دار الشروق واحد بعنوان: «يوسف وهبى: سنوات المجد والدموع»، للكاتبة راوية راشد. يا سلام. يا سلام. أو بالأحرى، ياللهول، ياللهول، كما كان يقول فتى المسرح العربى الأغر، حتى ذهبت مثلا. ليس من الضرورى أن تكون قد عشت بنفسك مرحلة البيه يوسف، ابن الباشا عبدالله وهبى، مالك الأطيان والأفدان فى زمن السلطان.

سوف تنتقل مع البيه الذى باع حصته من ثروة أبيه وباع أساور دادته رتيبة الموازية لأمه، من أجل أن يبنى مسرحا يرفع به مستوى الحياة المسرحية فى مصر. ياللهول، قال والده الباشا: ابنى مشخصاتى؟ هذه أوائل القرن العشرين، والفن مزدرى فى مصر، والرقص فقط للأجنبيات. وقد أحب يوسف، أول ما أحب، واحدة ست أمريكية. ثم سوف يعشق كثيرات. ثم سوف يثرى ويفتقر. وعندما تصل السينما الصامتة إلى مصر، سوف يرفضها: لقد ولد للمسرح، تتزعزع الخشبة من تحته وهو يصرخ: «ياللهول»، أو «شرف البنت يا هانم زى عود الكبريت، ما يتولعش غير مرة واحدة».

عصر يوسف وهبى، ومعه نجيب الريحانى، و«البريمادونا» روزاليوسف وزوجها زكى طليمات، وجورج أبيض، وعزيز عيد، وأميرة عزيز، وحسين رياض، ومحمود المليجى، ومحمد كريم وأضواء شارع عماد الدين، وثورة سعد زغلول وسيد درويش و... «هوا انتى داهنينك قشطة ــ ولا إيه... ولا إيه... يا كيكى كيكو».



قد يعجبك أيضا

شارك بتعليقك