ارتفع عدد قتلى سلسلة من ثمانية انفجارات استهدفت كنائس وفنادق في سريلانكا في عيد الفصح اليوم الأحد،إلى 215 شخصا .
كما اسفرت هذه الهجمات عن إصابة قرابة 500 شخص آخرين في أسوأ أعمال عنف منذ الحرب الأهلية هناك التي انتهت قبل عقد من الزمن.
وبينما لم تعلن أي جهة مسؤوليتها عن التفجيرات، قال رئيس الوزراء رانيل ويكرمسينجه إنه سيسعى للحصول على دعم الخارج لمعرفة ما إذا كان المهاجمون على صلة بالإرهاب الدولي.
وقال ويكريميسينجه في بيان متلفز إننا"لن نسمح للإرهاب بأن يطل برأسه في سريلانكا. سيتم اتخاذ كل الإجراءات من أجل القضاء على الإرهاب".
وأعلنت الشرطة أن حظر التجول سيدخل فورا حيز التنفيذ في الدولة/ الجزيرة الواقعة في المحيط الهندي حتى الساعة السادسة صباحا (0030 بتوقيت جرينتش) يوم الاثنين لتسهيل العمليات الأمنية.
كما فرضت الحكومة قيودا على وسائل التواصل الاجتماعي بعد أن قالت إن هناك شائعات كاذبة مختلفة يتم تبادلها على هذه المواقع.
وقال وزير الدفاع روان فيجواردين إنه تم اعتقال سبعة أشخاص إثر الهجمات، لكن روان جوناسيكارا المتحدث باسم شرطة سريلانكا أكد أنه لم يتم سوى احتجاز ما لا يقل عن ثلاثة أشخاص.
ووقعت الانفجارات خلال قداس عيد الفصح المزدحم في الكنائس المسيحية في مدن نيجومبو وباتيكالوا والعاصمة كولومبو. ووفقا لتقارير فإن معظم الضحايا سقطوا في هذه الأماكن.
ومن بين سكان سريلانكا الذين غالبيتهم من البوذيين، هناك حوالي 7 بالمئة فقط من المسيحيين.
وتم استهداف ثلاثة فنادق فاخرة يرتادها السياح في كولومبو.
وفي وقت لاحق بعد الظهر ، وقع انفجار سابع في فندق صغير في إحدى ضواحي كولومبو ، حيث توفي شخصان.
ووقع انفجار ثامن في منطقة ديماتاجودا السكنية وهي ضاحية أخرى في كولومبو، وهناك قتل ثلاثة من رجال الشرطة عندما انهار جدار.
وقال جوناسيكارا إن الانفجار وقع عندما داهم رجال الشرطة منزلا في ديماتاجودا في إطار تحقيقهم في التفجيرات التي وقعت في الصباح.
وقال المتحدث باسم الشرطة روان جوناسيكارا إن أحد الهجمات على الكنيسة في نيجومبو يشتبه في أنه تفجير انتحاري، بينما تتواصل التحقيقات بشأن طبيعة الانفجارات الأخرى.
ووقعت الانفجارات في فنادق وكنائس الواحد تلو الأخر بفاصل زمني بلغ حوالي 30 دقيقة .
ومن بين القتلى 32 أجنبيا، وفقا لمسؤولي مجلس السياحة في سريلانكا. وقتل ثلاثة هنود وثلاثة دنماركيين وخمسة بريطانيين و "عدد" من المواطنين الأمريكيين ومواطن هولندي حسبما قالت حكوماتهم.
وقال مجلس السياحة أيضا إن مواطنين من الصين وبلجيكا واليابان وتركيا وبنجلاديش وباكستان والبرتغال قتلوا.
كان العديد من السياح الذين لقوا حتفهم يقيمون في فنادق سينامون جراند وكينجزبري وشانجري-لا وهي فنادق ثلاثة نجوم في كولومبو.
وناشد رئيس سريلانكا مايثريبالا سيريسينا المواطنين التزام الهدوء من أجل السماح بإجراء تحقيق كامل في الهجمات.
وقال ويكريميسينجه على تويتر إن "الهجمات كانت تهدف بشكل واضح إلى زعزعة استقرار البلاد".
وتم تشديد الإجراءات الأمنية في العاصمة والمطار في أعقاب هذه الأحداث. وتم إغلاق جميع المدارس والجامعات في حين تم إلغاء العديد من المناسبات العامة.
وكانت هذه الأحداث هي التفجيرات الكبرى الأولى في العاصمة منذ نهاية صراع في عام 2009 بعدما استمر لمدة 26 عاما وقاتل فيه متمردون من أجل إقامة وطن مستقل للأقلية التاميلية في شمال وشرق البلاد.
وعبر زعماء العالم عن صدمتهم من التفجيرات التي وقعت في عيد الفصح اليوم الأحد.
وقال بابا الفاتيكان البابا فرانسيس لعشرات الآلاف من المصلين في الفاتيكان إنه "يشعر بالألم والأسى" بعد سماعه أنباء تلك التفجيرات.
وقال البابا فرنسيس: " أعرب عن تقارب صادق مع المسيحيين الذين تضرروا وهم محتشدون للصلاة، ولجميع ضحايا مثل هذا العنف المروع".