خرج عشية الجمعة بضعة آلاف من المؤيدين لحكومة الوفاق الوطني في مدينتي طرابلس ومصراتة إلى الشوارع في مظاهرة رافضة للحرب، نظّمتها مؤسسات مدنية في المدينتين للمرة الثانية على التوالي، بعد مظاهرة مشابهة خرجت عشية الجمعة الماضية.
وارتدى أغلب المتظاهرين قمصانا صفراء شبيهة بالتي يرتديها متظاهرون فرنسيون في باريس، وفسّر بعض المتظاهرين في حديثهم لوكالة الأنباء الألمانية (د.ب.أ) من ميدان الشهداء وسط طرابلس سبب ارتداء البزات الصفراء، برسالة تضامن أرادوا إرسالها للمتظاهرين الفرنسيين الرافضين لسياسة الرئيس الفرنسي إيمانويل ماكرون، وللتعبير عن سخطهم إزاء ما وصفوه بـ"التدخل الفرنسي في الشأن الليبي، ودعم فرنسا للهجوم الذي تشنّه القوات المسلحة التابعة للمشير خليفة حفتر على طرابلس".
واتّهم المتظاهرون في هتافاتهم وعبر اللافتات المرفوعة، كل من مصر والإمارات بالوقوف وراء المشير خليفة حفتر قائد ما يسمى بالجيش الوطني الليبي، ودعمه في الحرب التي تشنها القوات الموالية له في طرابلس، ورفعوا صوراً لرؤساء فرنسا ومصر والإمارات، واصفين إياهم بتجّار الحروب.
وحمّل المتظاهرون المشير حفتر مسؤولية دماء المدنيين الذين سقطوا في الحرب، واصفين إياه بمجرم الحرب وقائد مليشيا متمرّدة.
وأعلن المتظاهرون رفضهم للدولة الدكتاتورية، وما سمّوه بـ "حكم العسكر"، مطالبين بدولة ليبية مدنية بعيدة عن تحكم العسكريين في الشأن السياسي "حسب تعبيرهم".
وتأتي هذه المظاهرة بعد أكثر من أسبوعين من بدء الحرب التي اندلعت في الغرب الليبي، بعد قيام قوات المشير حفتر بدخول مدينة غريان /80 كيلومترا جنوب طرابلس/ والهجوم على الضواحي الجنوبية للعاصمة حيث تدور المعارك بين قوات حفتر وقوات تابعة لحكومة الوفاق الوطني.