«عائلة الحاج نعمان» نجح بدرجة جيد جدا.. ولا يمكن كل مسلسل أكتبه يتحول لأسطورة درامية - بوابة الشروق
الجمعة 26 أبريل 2024 5:40 م القاهرة القاهرة 24°

الأكثر قراءة

قد يعجبك أيضا

شارك برأيك

هل تؤيد دعوات مقاطعة بعض المطاعم التي ثبت دعمها لجنود الاحتلال؟

«عائلة الحاج نعمان» نجح بدرجة جيد جدا.. ولا يمكن كل مسلسل أكتبه يتحول لأسطورة درامية

حوار ــ إيناس عبدالله:
نشر في: الخميس 18 أبريل 2019 - 10:43 م | آخر تحديث: الخميس 18 أبريل 2019 - 10:43 م

* لا تستهوينى المسلسلات الطويلة.. والفكرة هى التى تحدد عدد الحلقات
* تيم حسن قدم «دور عمره» ومن انتقده جاهل لا يعرف شيئا عن مرض الفصام
* السيناريو الذى أكتبه يتحول لكتاب مقدس مع بداية التصوير ممنوع الاقتراب منه أو تحريف كلماته
* أحمد شفيق مخرج متميز وأظهر إبداعا غير عادى وترجم خيالى لصوت وصورة رائعة
* لمدة عام كامل واظبت على زيارة دمياط لألتقى بأهلها وأعيش بينهم حتى أنقل واقعهم على الشاشة
* العمل يحمل العديد من المفاجآت وتم تقسيم حلقاته الـ 70 على جزأين لكنهما فى الأصل جزء واحد

 


رغم أن هذا الزمن لم يعد زمن المؤلف الدرامى الذى يلتزم الممثل بما يكتبه، ويحمل سيناريو أعماله وجهة نظره هو، بل هو زمن ظهرت فيه أنواع غريبة من المؤلفين، فهذا مؤلف ترزى يفصل السيناريو على مقاس أبطاله، وذاك مؤلف ورشجى لا يكتب إلا فى وجود جماعة يتم توزيع كتابة المشاهد عليهم ــ فإن المؤلف مجدى صابر الذى يحتفل هذا العام بمرور نحو 30 عاما على عمله بالدراما التليفزيونية نجح أن يكون موجودا على الساحة الفنية، وأن تنافس أعماله فى نسب المشاهدة، وتحقق نجاحات كبيرة، بخلاف أبناء جيله الذين تم إجبارهم على الاعتزال وجلسوا فى بيوتهم بلا عمل.
وهذه الأيام يتلقى مجدى صابر ردود أفعال أحدث مسلسلاته «عائلة الحاج نعمان» الذى يذاع على قناة mbc مصر، ثانى عمل درامى طويل له بعد مسلسله «سلسال الدم» الذى تخطت حلقاته الـ 200 حلقة، وعن هذا العمل يقول:
«سعيد جدا بهذه التجربة، خاصة أن الكواليس كانت رائعة، فالتصوير كان سلسا للغاية، ولم نواجه أى مشاكل، وتألق المخرج أحمد شفيق فى إدارة العمل كما ينبغى، فهو مخرج متميز أظهر إبداعا غير عادى، وقدم لنا السهل الممتنع، ولم يبخل بأى شيء على المسلسل ولذا نجح فى ترجمة خيالى الذى كتبته على الورق إلى صوت وصورة وانبهرت وأنا أرى النتيجة على الشاشة».

* بداية هل استهوتك المسلسلات الطويلة فقررت التخصص فيها مؤخرا؟
ــ المسألة لا تسير بهذا الشكل، فأنا لا أقرر قبل الكتابة عدد حلقات العمل، ولكن الفكرة هى التى تحدد عدد الحلقات، أو كما أحب أصفها بالقماشة، فهل القماشة التى بين يدى تحتمل عدد حلقات طويلة ام لا، وأثناء كتابة مسلسل «عائلة الحاج نعمان» كنت لا أعرف كم عدد الحلقات التى سيصل لها المسلسل، واتضحت الصورة مع كتابة كلمة النهاية حيث بلغت عدد حلقاته 70 حلقة.

* تردد أن إدارة القناة قررت تقسيم هذه الحلقات لعرضها على جزأين فهل هذا صحيح وما تأثير ذلك على أحداث المسلسل؟
ــ هذه صحيح تماما، فالآن يتم عرض الـ 35 حلقة الأولى وأعتقد فى شهر اكتوبر المقبل سوف يتم عرض الـ 35 حلقة الأخرى، ولن يكون هناك أى تأثير على أحداث المسلسل، بل هو أمر مفيد للغاية، فهناك فترة زمنية طويلة يشهدها العمل، فالأحداث التى تجرى حاليا تدور منذ 30 عاما، ثم تحدث نقلة زمنية فى النصف الثانى من العمل، وأتصور أن عرضه بهذا الشكل سيقنع المشاهد بدلا من عرض الحلقات دفعة واحدة، لكن بشكل عام فالمسلسل هو جزء واحد فقط، فالعمل تم كتابته مرة واحدة وكذلك تم تصويره دفعة واحدة، وطريقة عرضه النهائى، هو قرار القناة صاحب حق العرض.

* حقق المسلسل منذ الحلقة الأولى ردود أفعال متباينة خاصة مع عدم فهم البعض لطبيعة الشخصية التى يلعبها بطل العمل الفنان السورى تيم حسن، ما عرضه للانتقاد فما تعليقك؟
ــ لأول مرة فى الدراما التليفزيونية يكون بطل العمل مصابا بمرض الفصام فى الشخصية، وكثير منا لم يقابل هذه النوعية فى حياته وهناك جهل بطبيعة هذا المرض، وأعتقد أن هذا هو ما دفع البعض لانتقاد أداء تيم حسن، ولكن أقول بكل ثقة إن تيم أجاد بشكل رائع الشخصية بكل تفاصيلها، خاصة أننى قبل كتابة العمل ومنذ اللحظة الأولى كان معى د. نبيل القط، مستشار الطب النفسى، وكل حرف تم كتابته عن هذه الشخصية وظروفها النفسية تمت بمراجعة وتحت اشراف د. القط، كما اننا استعنا به شخصيا فى المشاهد التى جمعت بين البطل وطبيبه المعالج، فدور الطبيب فى المسلسل لعبه د.نبيل القط بنفسه، وكتبنا اسمه على تيتر المسلسل باعتباره المستشار الطبى، ولذا فأى نقد لأداء الشخصية فى غير محله ويعبر عن جهل صاحبه بطبيعة هذا المرض، فهناك عشرات الأنواع من مرض الفصام، وأتصور أن تيم حسن قدم دور عمره.

* لماذا اخترت دمياط بالتحديد لتدور بها احداث المسلسل؟
ــ أولا وربما هذا هو اهم سبب، رغبة منى بالابتعاد كثيرا عن الصعيد الذى قدمته على مدار 225 فى «سلسال الدم» بأجزائه الاربعة، وثانيا كنت أبحث عن لوكيشن جديد ومختلف لم تعتده عين المشاهدين، فكانت دمياط خيارا موفقا للغاية، وتطلب هذا الامر سفرى على مدار عام كامل لهذه المحافظة الجميلة، حتى ألتقى باهلها وأعيش بينهم، وكان يصحبنى كثيرا المخرج احمد شفيق، حتى تكون الكتابة متماشية مع الصورة ومع طباع البلد، وأود ان اذكر أن كل مشاهد تقطيع الخشب تم عملها فى دمياط بشكل واقعى تماما كما انه تم تصوير مشاهد كثيرة فى مدينة رأس البر.

* برأيك ما سبب عدم حديث أبطال العمل باللهجة الدمياطية التى يتميز بها أهل دمياط؟
ــ للهجة ترجع لقرار المخرج، ربما رأى ضرورة فى تخفيفها، ولكن كان هناك مصحح للهجة الدمياطية مصاحبا للفنانين أثناء التصوير.

* هل تحرص على حضور تصوير مسلسلاتك؟
ــ اعتدت القيام بزيارات متقطعة لالقاء التحية، ثم الانصراف، ولكن لا أحضر لمتابعة التصوير وسير العمل، فهذا ليس دورى، فانا دورى انتهى مع تسليم الحلقات للمخرج وأضع بين يديه الامانة وانتظر مثل المشاهدين عرض العمل، فأنا أشاهده مع الجمهور لاول مرة.

* ولكن ألا تخشى أن يتم عمل تعديلات فى السيناريو أثناء التصوير، أو إبداء ممثل رغبة فى تغيير جملة ما؟
ــ نعم، لا أخشى هذا، ولا يمكن أن يحدث هذا فى أى عمل أكتبه، فهناك جلسات عمل تتم قبل التصوير تجمعنى مع المخرج وأبطال العمل وتجرى مناقشات بشكل طبيعى، إلا أن نستقر على السيناريو، وفور ان تدور الكاميرا ويبدأ التصوير يتحول السيناريو لكتاب مقدس لا يمكن لاحد الاقتراب منه على الإطلاق.

* إلى أى مدى ترى ان المخرج أحمد شفيق وُفق فى اختيار ابطال المسلسل؟
ــ أحمد قاد سيمفونية رائعة، وقد شاركته مرحلة اختيار الأبطال، ففى جلسة جمعتنى معه ومع المنتج صادق الصباح الذى أشهد له انه لم يبخل بأى شيء على العمل، وقام بتوفير وتذليل كل شيء كى يخرج للنور بأفضل شكل ممكن، اجتمع ثلاثتنا، وقمنا بترشيح اسم واحد لكل شخصية، والمفاجأة انه لم يعتذر أى ممثل عن دور رشحناه فيه، وكانت هناك حالة فوران بين الجميع، واذكر ان الفنان القدير صلاح عبدالله كان يمر بوعكة صحية، لكنه تحامل على نفسه وقدم اداء مبهرا، ولم يعطل التصوير يوما واحدا، وكانت الكواليس رائعة، وابدع كل العاملين بالمسلسل، وقدموا اداء هائلا.

* لماذا لم يحقق المسلسل نفس ردود الافعال الذى حققها مسلسل «سلسال الدم» بأجزائه الأربعة؟
ــ أولا المقارنة هنا ظالمة للغاية، فنحن نتحدث عن مسلسل أراه أسطورة درامية، وأعنى «سلسال الدم» الذى لا يزال يحقق نسب مشاهدة كبيرة حتى الآن رغم انه يعرض للمرة الثالثة ربما، وعليه لا يمكن أن كل عمل أكتبه يتحول لأسطورة، وهذا لا يمنع ان «عائلة الحاج نعمان» نجح وبدرجة جيد جدا، خاصة أنه لا يزال فى البداية، وهناك مفاجآت عديدة تحملها الحلقات القادمة، فهناك رحلة علاج يخوضها البطل حتى الشفاء وهناك أحداث ستقلب الأمور رأسا على عقب.

* نجحت ان تواصل مسيرتك فى كتابة الدراما التليفزيونية رغم كل التغيرات التى تشهدها السوق الدرامية.. فما السبب من وجهة نظرك؟
ــ لا يخفى على أحد أن كل المؤلفين الكبار حصل لهم اقصاء وجلسوا فى بيوتهم، فما يحدث على ساحة الدراما حاليا لا يتماشى معهم ابدا ولا مع اخلاقياتهم ومبادئهم وتاريخهم الطويل المليء بالنجاحات الكبيرة، فللأسف مع سيطرة نجوم الشباب على الدراما التليفزيونية، بدأوا يفضلون التعاون مع شباب مثلهم، للتحكم فيهم، وإملاء شروطهم عليهم، وأصبح لكل نجم مؤلف يكتب له خصيصا، وفى ظل رغبة جيل المؤلفين الشباب فى التواجد وإثبات الذات، أدى ذلك لانصياع العدد الأكبر منهم لطلبات النجم، بدون ابداء أى معارضة، كما انتشرت موضة الورش وبدأنا نقرأ على تيتر المسلسلات نحو 4 أو 5 مؤلفين اشتركوا فى كتابة العمل، ولا أدرى كيف أداروا العمل فيما بينهم، كما أننى لا أستوعب هذه الفكرة من الأساس، ورغم تحقيق هذه الاعمال نجاحات لكنها نجاحات وقتية فنادرا ما يتم اعادة هذه الاعمال ويتكرر النجاح، بخلاف ما يحدث مع الاعمال القديمة، فمع كل مرة يتم إعادة عرضها تحقق نجاحات كبيرة للغاية ونسبة مشاهدة هائلة، ولذا فللأسف المتميزون فى هذا الزمن قليل للغاية.

* ولكن ماذا عن سر مواصلتك لمسيرتك فى هذه الظروف، وهل هذا يعود لتعاونك مع منتجين بعينهم؟
ــ أبدا، فانا لا أغلق بابى على منتجين بأعينهم، وأنا مستعد للتعاون مع أى منتج يقدر قيمة ما أكتبه، ولكن ما حدث أننى أدركت مسبقا ان موسم رمضان انتهى، ولابد من القضاء على هذه الظاهرة وهى ظاهرة الموسم الواحد وان يتم عرض دراما جديدة طوال العام، وبدون أى مبالغة أؤكد اننى من فتح الباب لهذا الامر، بعد ان حقق مسلسل «سلسال الدم» نجاحا مدويا وهو الذى تم عرضه خارج رمضان، ما أغرى كثيرا من المنتجين لإنتاج اعمال خارج الموسم، وبدأنا بالفعل نشاهد أعمالا قوية وكبيرة وناجحة تُعرض طوال العام، ومندهش من محاولة أصحاب هذه الاعمال نسب فكرة العرض خارج رمضان لهم، فالتاريخ لا يكذب ومسلسلى كان اول مسلسل صنع خصيصا للعرض خارج الموسم، وامتلأ بالنجوم، وتصدر نسب المشاهدة، وانهالت الإعلانات عليه بشكل يفوق الاعلانات فى موسم رمضان.

* هل ترى أن الدراما المصرية عادت لمسارها الصحيح أم مازالت تعاني؟
ــ الدراما المصرية عادت لقواعدها سالمة بشكل كبير، فرغم ان عدد الاعمال التى تُعرض فى موسم رمضان انخفض بشكل كبير، فبعد ان كان الموسم يضم نحو 60 وأحيانا 70 مسلسلا، انخفض العدد ل 20 فقط، لكن المشاهد يستمتع طوال العام بمسلسلات جديدة، رغم ان هذا الامر تسبب فى ازمة بين صناع العمل انفسهم، فقلة الإنتاج تسبب فى بطالة عدد كبير من العاملين بالفن، وهو أمر اتمنى يتم تعويضه فى الاعمال التى يتم تصويرها خارج الموسم، لكن فى النهاية المشاهد هو الرابح الأكبر من هذه المسألة، فكم كان يشتكى من زحمة الاعمال، حتى ان عرض 20 عملا فى موسم واحد أمر مرهق أيضا بالنسبة له، والآن الكل يبذل قصارى جهده لكتابة اعمال تحظى على اعجاب الناس، وأتمنى ان يتزامن هذا مع اعطاء الاهمية الاكبر للورق، فأبجديات نجاح أى عمل درامى يعود لقوة السيناريو فى المقام الأول مع مخرج متمكن وجهة انتاج لا تبخل عليه بشيء.



قد يعجبك أيضا

شارك بتعليقك