لكل شىء فى هذا الكون قدر له موعد نهاية، فالإنسان يموت ولا يعود مرة أخرى، إلا فى يوم البعث، والأشياء المادية تفنى ولا تتجدد، ولكن هناك أشياء بعد الوفاء بالغرض الأساسى التى صنعت من أجله، تستطيع أن توفى بأغراض أخرى ذات فائدة للبيئة غير ضارة عليها، فتكون ذا منفعة، وتكون شكلا جماليا جديدا ومختلفا، فالعين تحب أن ترى الأشياء من الجهة الجمالية لها.
إعادة التدوير مشروع من أهم المشاريع الصديقة للبيئة، والموفرة للمال، والتى تمثل شكلا جماليا مختلفا، فهناك من يستطيع أن يرى كل شىء أمامه يمثل قطعة فنية مختلفة، إبراهيم أبو جندى، مهندس معمارى، زيّن منزله فى البداية باستخدام إطارات السيارات المستعملة، وصناديق البلاستيك كصناديق المياه الغازية، وجميع الأشياء التى تفنى تحت مسمى «أى حاجات قديمة».
منذ أكثر من ثلاث سنوات أطلق «أبو جندى» حملة بعنوان «بكراكيبك هنفيدك» والتى كان الغرض الأساسى منها هو جمع أكبر عدد من القطعة البلاستيكية المستخدمة من قبل، لإعادة تدويرها مرة أخرى، ثم يهادى بها أصحابها مرة، أو يبيعها مقابل مبلغ بسيط.
تطورت فكرة المشروع عند مشاركته فى مؤتمر ريادة الأعمال، والذى استطاع من خلاله صناعة عدد من الكراسى يمكن أن يستخدمهم 50 شخصا فى آن واحد، مستخدما فيهم 100 صندوق بلاستيك، مصنوعة خصيصا للمياه الغازية.
وتابع أبو جندى: «بقيت بحاول أجمع كل طرق التواصل مع اللى بيبيعوا روبابيكيا، لأن هم بيرموها وأنا بطلع منها شكل جديد وروح جديدة، تدى الحياة طعم ولون مختلف»، حيث يقوم بعدة خطوات قبل استخدام المخلفات أهمها هو تطهيرها، ومعالجتها، ثم يوضع عليها مادة عازلة، وأخيرا تلون بألوان مختلفة حسب الطلب.
واجهه فى بداية مشروعه انتقادات كثيرة واصفا إياها «زيى زى أى فكرة جديدة الناس بتستغربها لحد ما تجرب فى الأول» حيث استطاع أن يقوم بإعادة تدوير ألف إطار ويقول «مشروعى بيحولها لمنتجات لها قيمة اقتصادية وتحافظ على البيئة، مؤكدا على ضرورة التجديد فى أثاث المنزل والتطوير المستمر، ويمكن له صناعة أشكال كثيرة ومختلفة وغير تقليدية، باستخدام موارد يسيطة، فيصنع الكنب والسراير والكراسى والمكاتب المختلفة.
يستخدم أبو جندى، الفيسبوك منصة له لعرض منتجاته، ويسعى للمشاركة فى المعارض الكبيرة داخل وخارج مصر، ويعمل على نشر الفكرة بين الشباب، مؤكدا على أنها موفرة للموارد ومحافظة على البيئة.