«التومة» التى تبحث عن تحسين سمعتها - بوابة الشروق
الجمعة 19 أبريل 2024 3:07 م القاهرة القاهرة 24°

الأكثر قراءة

قد يعجبك أيضا

شارك برأيك

هل تؤيد دعوات مقاطعة بعض المطاعم التي ثبت دعمها لجنود الاحتلال؟

«التومة» التى تبحث عن تحسين سمعتها

احمد عدلى
نشر في: الثلاثاء 14 أغسطس 2012 - 12:55 م | آخر تحديث: الثلاثاء 14 أغسطس 2012 - 12:55 م

بمجرد أن تبحث، وأنت فى ميدان الشيخ زويد، عن سيارة كى تنقلك إلى قرية التومة، ستعرف من ردود أفعال السائقين آثار الحملة التى شنتها القوات المسلحة على القرية، فعلى الرغم من كثرة عدد السائقين إلا أنهم يترددون كثيرا فى الذهاب إلى القرية ومن يقبل سيبالغ فى تحديد قيمة الأجرة على الرغم من أن المسافة لا تزيد على 10 دقائق بالسيارة.

 

فى بداية القرية تستقبلك «دار شروق» وهى بمثابة المجلس القروى، آثار الدبابات والمدرعات واحدة تماما، العلامات التى تركتها المجنزرات والدبابات على الطريق المرصوف حديثا تشى بحجم الحملة التى مرت من هنا.

 

أهالى القرية الذين يعيشون فى منازل متباعدة بشكل ملفت للنظر، يشعرون بمرارة وحسرة فى حديثهم، فقوات الجيش التى كانت تقيم معهم بالأمس تسىء إلى سمعتهم اليوم، هكذا تحدث موسى سليمان أحد أهالى القرية لـ«الشروق» مشيرا إلى أن فى وقت سابق كانت فرقة من القوات المسلحة تحفر بئرا للمياه قرب منزله، فيما كان الجنود يعيشون معهم.

 

يواصل سليمان حديثه قائلا: «هل يعقل أن يقتل أبناء التومة الجنود وهم بالأمس كانوا يقيمون معهم وبعدد كبير ويعملون فى حفر الآبار وإذا كان الإرهابيون يختبئون فى التومة، أليس من الأولى أن يستهدفوا الجنود الذين كانوا يقيمون بها؟».

 

ويؤكد سليمان أن أهل القرية رحبوا بقوات الجيش حين مرت بعدد كبير من المدرعات بعد أحداث رفح على القرية، ليفاجأوا فى صباح اليوم التالى بتصوير منازلهم ونشرها فى وسائل الإعلام تحت عناوين عن أوكار الإرهابيين، إضافة إلى أخبار عن قتل 20 شخصا أو اكثر، بينما الحقيقة أنه لا يوجد قتيل واحد، بحسب تأكيدات سليمان.

 

فيما يشير على حمدان، وهو شاب فى العشرينات كان يعمل بالسياحة، إلى أن ما حدث أساء إلى أهالى التومة بدون ذنب، لدرجة جعلت البعض ينظر إليهم نظرة احتقار ويعاملهم على أنهم إرهابيون، مؤكدا أن أى صاحب عمل لن يقوم بتشغيله عندما يرى فى بطاقته أنه من أهالى التومة.

 

حمدان يؤكد وجود غرباء بالقرية، لكنه لا ينكر فى الوقت نفسه وجود سلاح لدى البعض للدفاع عن نفسه وحماية أمنه، مشيرا إلى أن السلاح انتشر فى سيناء وزاد بدرجة كبيرة بعد ثورة 25 يناير، لكنه لا يستخدم ضد قوات الجيش أو فى المنازعات بين الأفراد، مضيفا أن السلاح موجود منذ فترات بعيدة بحكم العادات والتقاليد البدوية.

 

أما سليم القرم، كبير عائلة القرم، فيؤكد أن من يشتبه به يتم تسليمه إلى قوات الجيش، مشيرا إلى أن كل عائلة مسئولة عن تأمين المنطقة التى تقيم بها، كما أنهم يؤيدون فرض الأمن والسيطرة على سيناء ويساندون الجيش، «لكن يجب ألا تحدث إساءة إليهم وألا يتم تهدئة الرأى العام على حساب سمعة أهالى القرية».

 

وأضاف القرم أن الجيش اتبع معهم الطريقة نفسها التى اتبعها النظام السابق، حيث كان ينزل إلى المنطقة بعد كل عملية إرهابية تحدث فى سيناء ويكيل الاتهامات للأهالى بأنهم وراء الأحداث، لافتا إلى أهمية تطهير منطقة جبل الحلال التى يختبئ فيها المجرمون الحقيقيون، على حد قوله.



قد يعجبك أيضا

شارك بتعليقك