«يحل الربيع نسترزق».. حكاية الحاج عيد مع معرض الزهور - بوابة الشروق
الخميس 25 أبريل 2024 2:53 م القاهرة القاهرة 24°

الأكثر قراءة

قد يعجبك أيضا

شارك برأيك

هل تؤيد دعوات مقاطعة بعض المطاعم التي ثبت دعمها لجنود الاحتلال؟

«يحل الربيع نسترزق».. حكاية الحاج عيد مع معرض الزهور

إنجى عبدالوهاب:
نشر في: الأحد 14 أبريل 2019 - 9:47 ص | آخر تحديث: الأحد 14 أبريل 2019 - 9:47 ص

«فاتح بيوت ناس كتير» هكذا يمثل معرض الزهور المقام بحديقة الأورمان بالجيزة مصدر رزق ينتظره الحاج عيد وغيره من صغار المزارعين أو عمال البرويطة كل عام؛ فيقطعون لأجله آلاف الكيلومترات قدوما من الأقاليم، بحثا عن مصدر رزق إضافى، فى موسم الربيع.
يجوب الحاج، عيد محمد، البالغ من العمر 59 عاما حديقة الأورمان حاملا برويطة فارغة، أملا فى أن يلتقى أحد الزبائن يملأ له سيارته بزهور الربيع حتى يمتلأ جيبه أيضا ببضعة جنيهات، فى المعرض الذى افتتح 21 مارس الماضى، ويستمر حتى مايو المقبل.
يرتبط الحاج عيد بالزراعة ارتباطا وثيقا فإرثه الفأس وعصبه الأرض بحسب تعبيره؛ إذ قضى عمره فى الفلاحة، فهو كوالده فلاح أجير بأحد أراضى مركز طامية بقرية الصباحات الواقعة على أطراف محافظة الفيوم، كما تعد الزراعة مصدر رزقه الرئيسى الذى يعول من خلاله أسرته المكونة من 4 أبناء بينهما بنتان، وزوجته فضلا عن أمه المسنة التى تبلغ من العمر نحو 80 عاما.
لدى الحاج عيد إحساس بالمسئولية تجاه أصائص الزرع فهو لا يكتفى بنقلها لزبائن المعرض فحسب؛ بل يستطرد فى توعيتهم بكيفية رعاية كل أصيص منها، فلديه ثقافة زراعية اكتسبها عبر 52 عاما أمضاها فى زراعة طمى قرية الصباحات بمحافظة الفيوم، التى اتخذ منها الإله «سوبك» رمز المياه وخصوبة التربة لدى المصريين القدماء مقرا له فلديه ثقافة زراعية فطرية موروثة ينقلها لمريدى معرض الزهور بحب وشغف.
يمثل معرض الزهور مصدر رزق إضافيا يعين الحاج عيد على تعليم أبنائه؛ إذ علق على قدومه إلى المعرض قائلا: «باب رزق بيعينى على تعليم أولادى»؛ ولدى الحاج 4 أبناء بينهم فتاتان؛ الكبرى حاصلة على ليسانس دار العلوم، من جامعة القاهرة، والصغرى فى الصف الثانى الابتدائى.
ويرى الحاج عيد فى تعليم أبنائه «طوق نجاة لهم ولقريتهم» على حد سواء إذ تحدث عن التعليم قائلا: «بنتى الكبيرة عرفتنى على المعرض وفتحتلى باب رزق جديد؛ أنا علمتها ولما قالولى بنت قولتلهم هاعلمها حتى لو هابيع هدومى، طالما هى حابة التعليم مش هاقصر فى حقها» واستطرد: «مصاريف التعليم تقيلة لكن ربنا ستار وبيبعت رزقنا وبتتقضى، والتعليم هو اللى هايعلى شأنهم وينجدهم من الشقا، ويرفع شأن البلد».
ويضطر الحاج عيد ورفاقه من المزارعين وعمال البرويطة إلى المبيت فى المعرض، خشية أن تضيع يوميته فى مصاريف الانتقال؛ ومنهم من يستغل ذلك فى جلب بعض المال عبر حراسة وحدات العرض التى يقيمها الشباب، وأصحاب المشاريع الصغيرة الذين لا يمتلكون عمالا لحراسة وحداتهم، أما رزق اليوم فتحدث عنه قائلا: «يوم حلو بيشيل يوم وحش فى ايام ممكن اليوم كله يعمل 30 جنيها تمن 3 نقلات، وايام تانية بترزق بـ200 جنيه؛ وفيه ناس هنا جاية من أسيوط وقنا».



قد يعجبك أيضا

شارك بتعليقك